مساعد وزير الخارجية الأسبق: السودان وفلسطين وإعلان جدة على رأس مناقشات السيسي وسلطان عمان
السفير رخا أحمد حسن
أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، إلى مصر سيكون لها أثر إيجابى كبير على المستوى الدولى، خاصة فيما يتعلق بالأزمة «الأوكرانية - الروسية»، التى ألقت بظلالها السلبية على العالم عموماً والمنطقة بشكل خاص، إضافة إلى القضايا الإقليمية والوضع فى السودان وفلسطين وإعلان جدة والأزمة الأوكرانية وعودة سوريا. وأضاف «حسن»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه من المتوقع أن تتم خلال هذه الزيارة مناقشة القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، واصفاً عُمان بأنها تتبع سياسة «الدبلوماسية الصامتة». وإلى نص الحوار:
كيف ستدعم زيارة السلطان هيثم بن طارق لمصر العلاقات المصرية العُمانية؟
- العلاقات العمانية المصرية قوية، وهى ممتدة تاريخياً، حيث بدأ التبادل التجارى بين البلدين لأول مرة منذ نحو 3 آلاف عام، وامتد حتى الحاضر، وهو يظهر بوضوح فى التنسيق المشترك والتعاون بين البلدين فى مختلف القضايا، كما زارها الرئيس عبدالفتاح السيسى مرتين؛ الأولى عقب توليه الحكم فى 2018 فى عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد، والثانية بعد تولى السلطان هيثم بن طارق السلطنة فى 2022، وفى الزيارتين تم تأكيد علاقة الأخوّة والدعم بين البلدين، أما على المستوى الشعبى فتظهر هذه العلاقة فى انتشار الجالية المصرية الموجودة بعُمان، وأغلبها من المهندسين والأطباء وفى مجالات مختلفة تسهم فى تنمية الدولة العربية الشقيقة، كما أنه على المستوى السياسى بين البلدين، هناك مناقشات دائمة لتوحيد جهود القيادات لدعم السلام والاستقرار فى المنطقة.
الجالية المصرية تحظى باحترام في عُمان.. و«الصيد»أفضل الاستثمارات للبلدين
كيف ترى توقيت الزيارة؟
- فى البداية، العلاقات بين سلطنة عُمان ومصر تاريخية ومتعددة، ففى الدول العربية يطلق على عُمان سويسرا العالم العربى، لأنها تتبع سياسة الدبلوماسية الصامتة التى تهتم بإيجاد حلول للأزمات والمشكلات التى تواجه المنطقة. أما عن توقيت الزيارة، فهو يأتى بعد انعقاد قمة جدة التى انتهت أمس الأول، وستتناول الزيارة إعلان جدة ومناقشة بنوده المختلفة، وخاصة القضية الفلسطينية، وعودة سوريا لجامعة الدول العربية.
من وجهة نظرك.. ما أهم القضايا الدولية التى ستتم مناقشتها خلال الزيارة؟
- الأزمة بين روسيا وأوكرانيا التى ألقت بظلالها السلبية على العالم عموماً، والمنطقة العربية بشكل خاص، خاصة فى المجال الاقتصادى، ومن المتوقع أن تتم مناقشة حضور الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إلى القمة العربية، وما توصلت إليه المناقشات خلال القمة، إضافة إلى بحث سبل التعاون بين البلدين لتهدئة الأوضاع وحل الأزمة، كما يمكن أن تُناقَش أزمة الطاقة التى تعانى منها بعض الدول الأفريقية والعربية تأثراً بالأزمة.
ماذا عن القضايا الإقليمية؟
- أعتقد أن إعلان جدة، والبنود التى تمت خلاله ستكون لها أولوية المناقشة بين القيادتين، خاصة فيما يتعلق بقضية فلسطين، التى تعرضت لاعتداء وحشى خلال الفترة الماضية، وسعى مصر لاحتواء الأزمة، وستكون هناك مناقشات حول توحيد الجهود المصرية العُمانية من أجل تحقيق السلام والأمن فى المنطقة، كما يمكن مناقشة قضية السودان لوقف العنف الدائر بين قوات الدعم السريع والجيش السودانى، وكيفية الخروج من تلك الأزمة.
من وجهة نظرك.. ما أهم المجالات التى يمكن الاستثمار فيها بين البلدين؟
- الصيد من أهم المجالات الواعدة بين البلدين، خاصة أن عُمان من البلدان التى تعتمد على الصيد كأحد مُدخلات الإنتاج القومى، وهى ما تشترك فيه مع مصر، ويمكن أن يكون هناك تعاون فى هذا المجال، إضافة إلى مجال إنتاج واستخراج النفط الخام والغاز الطبيعى، وصناعات الألمونيوم والنحاس وغيرها، ويمكن التبادل الصناعى بين البلدين، كما أن قطاع الخدمات من القطاعات الصاعدة والواعدة فى مجال السياحة والنقل والموانئ خاصة الأخيرة، لأن السلطنة تمتلك عدة موانى مثل «صلالة، الدقم، صحار، خصب»، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى تعاون كبير بين البلدين.
التبادل التجارى
عُمان من الدول ذات الاقتصاد القوى، حيث يصل ناتجها المحلى نحو 88 مليار دولار، وستكون هناك مناقشات لزيادة حجم التبادل بين البلدين خلال الفترة المقبلة، خاصة أن حركة الصادرات والواردات بين البلدين مستمرة، وربما سيتم العمل على تعزيزها، فضلاً عن مناقشة بعض المجالات الاقتصادية المشتركة، كما ستتضمن الزيارة تنسيق المواقف بين الدولتين، خاصة تحديد موعد للجنة المشتركة لبحث كافة جوانب العلاقات بين البلدين، وما يزيد من هذا هو ثقة السلطنة فى المصريين، فالجالية المصرية فى عُمان ليست نسبة «قليلة» وهى تحظى باحترام ومكانة كبيرة بين العمانيين، لأنها تسهم فى تنمية السلطنة.