مركز بحثي: 5 عوامل تدعم فوز مصر بعضوية مجلس الأمن بدورة 2016 – 2017
![مركز بحثي: 5 عوامل تدعم فوز مصر بعضوية مجلس الأمن بدورة 2016 – 2017](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/140974_660_url32.jpg)
طرح اعتماد المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية الأفارقة، في اجتماعه الأخير، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، البند المتعلق بدعم ترشيح مصر لمقعد العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي 2016 – 2017، تمهيدًا للتصديق عليه خلال القمة الإفريقية لرؤساء الدول والحكومات، تساؤلات حول المقومات الداعمة للملف المصري، ومدى القدرة على حشد أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) للتصويت لصالح اختيار مصر، وماهية المكاسب المحتملة حال حصول مصر على هذه العضوية.
وذكر المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، المقومات الداعمة لترشيح مصر للحصول على عضوية مجلس الأمن غير الدائمة، والتي يُمكن إبراز أهمها في التالي:
1- المشاركة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام: مصر من أكبر الدول المساهمة بقوات ببعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام منذ تأسيس البعثة الأولى للمنظمة عام 1948، وجاء إسهامها الأول في عمليات حفظ السلام من خلال مشاركتها عام 1960 في بعثة المنظمة بالكونغو، وشاركت في 37 بعثة للأمم المتحدة بأكثر من 30 ألف فرد في 24 دولة بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، وذلك وفقًا لتصريحات السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي خلال استعراضه مع سفراء الدول العربية في 30 نوفمبر 2014 خطة مصر ورؤيتها للقضايا التي تقع في نطاق اختصاصات مجلس الأمن.
2- حصولها على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن خمس دورات سابقة: حصلت مصر على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن في خمس دورات سابقة خلال الأعوام: 1946، و1949- 1950، و1960- 1961، و1984- 1985، و1996-1997.
3- تواجد دبلوماسي ملموس في أجهزة الأمم المتحدة: مصر من بين بلدان العالم الثالث المحدودة التي تمكنت من تحقيق تواجد دبلوماسي ملموس في أجهزة المنظمة ولجانها، بالقدر الذي أصبحت معه الدولة العربية والإفريقية الأكثر تمثيلًا في هذا الشأن، حيث مثلت في كافة الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة، باستثناء رئاسة الجمعية العامة، فضلًا عن لجان المنظمة وهيئاتها الفرعية، إضافة إلى تمثيلها بمجلس الوصاية، وانتخاب عددٍ من أبنائها في مناصب مهمة بجهازي الأمانة العامة ومحكمة العدل الدولية، حيث انتخب الدكتور بطرس بطرس غالي أمينًا عامًا للمنظمة في عام 1991، كما اختير كل من الدكتور عبدالحميد بدوي، والدكتور عبدالله العريان، والدكتور نبيل العربي، والدكتور فؤاد عبدالمنعم رياض، كقضاة بمحكمة العدل الدولية.
4- تبني مبادرة نزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة: تطرح وزارة الخارجية ضمن الكتيب الذي تقوم بتوزيعه على سفراء الدول لترويج مسوغات استحقاق مصر لعضوية مجلس الأمن محورية الدور المصري الداعم لهيكل بناء السلام في الأمم المتحدة، وساهمت مصر بشكل بارز في خلق الأطر الدولية اللازمة للتعامل مع مختلف القضايا ذات الصلة بنزع السلاح وضبط التسلح، من خلال الأمم المتحدة وأجهزتها المعنية، وذلك اتساقًا مع المبادرة المصرية الرامية إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
5- التحرك البناء في الملفات الإقليمية: فيما يخص الشأن السوري، تسعى مصر للتوصل إلى حل سياسي يضمن بقاء الدولة السورية موحدة، ويؤدي إلى الانتقال الآمن للسلطة لا ينتصر فيه طرف بالقوة المسلحة، وعلى المستوى الليبي، تبنت مصر مبادرة دول الجوار الليبي، حيث تتولى مصر رئاسة اللجنة السياسية، في حين تتولى الجزائر رئاسة اللجنة الأمنية، مع تأكيد مصر على تقديم الدعم للمؤسسات الشرعية المنتخبة، ومساعدتها في التعافي لمواجهة الخطط الرامية لتقسيم ليبيا وتحويلها إلى بؤرة إرهابية تستغلها التنظيمات المتطرفة في تهديد الأمن الإقليمي.
أما عن المكاسب المحتملة حال نجاح مصر في الحصول على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، حيث من المحتمل أن يحقق مكسبين رئيسيين، وهما:
1- زيادة فرص حصول مصر مستقبلًا على تمثيل إفريقيا في المقعد الدائم إذا ما تم اقرار توسيع العضوية الدائمة على خلفية الدعوات التي تطالب بإصلاح حجم وعضوية مجلس الأمن ونظام عمله وتمثيله لكافة الأقاليم الجغرافية بشكل عادل.
2- وجود مصر داخل أروقة مجلس الأمن ربما يسهم في دعم الرؤية المصرية حول مواجهة التطرف والإرهاب في دول الإقليم، والتي تتماشى مع الرؤية الأوروبية في ضرورة أن تشمل المواجهة كافة التنظيمات الإرهابية دون استثناء، مع توجيه المزيد من الدعم التنموي من الدول الكبرى لاقتصادات المنطقة لمواجهة الأسباب الرئيسية المنتجة للإرهاب والتطرف.