السودان.. تحركات عاجلة من الإدارة السياسية لإعادة المصريين وحرفية في التعامل مع ملف الجنود
![الرئيس السيسي خلال اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة «صورة أرشيفية»](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/3629769241682354648.jpg)
الرئيس السيسي خلال اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة «صورة أرشيفية»
جاءت الأحداث فى السودان لتقدم دليلاً عملياً جديداً على أن مصر 30 يونيو لا تنسى أبناءها، وأن الجمهورية الجديدة توفر الحماية لمواطنيها فى الداخل والخارج، أياً كانت مواقعهم أو وظائفهم. ومع اندلاع الأزمة فى السودان كانت الدولة المصرية تتعامل مع ملفين، الأول يتعلق بإعادة الجنود المصريين من السودان، والذين كانوا يشاركون فى تدريب مع القوات المسلحة السودانية، والملف الثانى توفير الرعاية لأبناء الجالية المصرية هناك، والقيام بالاستعدادات اللازمة لعودة آخرين إلى الوطن.
تواصُل دائم من وزارة الخارجية والقنصليات مع أبناء الجالية وتخصيص أرقام ساخنة.. ونصائح وإرشادات للعائدين
وفى إطار الحرص على التواصل مع المواطنين المصريين الموجودين بالسودان وأسرهم لطمأنتهم على ذويهم، تمهيداً لإجلائهم بالطريقة التى تحفظ سلامتهم وعودتهم آمنين إلى أرض الوطن، أنشأت وزارة الخارجية غرفة عمليات، وخصصت خطوطاً ساخنة لتلقى الاتصالات من المواطنين المصريين بشأن موقف الجالية المصرية فى السودان، وعمليات الإجلاء المرتقبة. وصرّح السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أمس الأول، بأنه فى إطار جهود الدولة فى تنفيذ خطة إجلاء المصريين فى السودان تم إجلاء 436 مواطناً من السودان عبر الإجلاء البرى بالتنسيق مع السلطات السودانية. وأكد أن السفارة المصرية فى الخرطوم والقنصليات فى الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلى فى وادى حلفا مستمرة فى التنسيق مع المواطنين المصريين فى السودان لتأمين عملية إجلائهم تباعاً.
قبل ذلك، وفى معرض رده على استفسار من عدد من المحررين الدبلوماسيين حول الموقف بشأن عملية إجلاء أعضاء الجالية المصرية فى السودان وأعضاء البعثة الدبلوماسية والبعثات الفنية الرسمية، قال «أبوزيد» إن الدول التى لديها أعداد كبيرة من المواطنين تتجاوز العشرة آلاف، مثل الحالة المصرية، تحتاج إلى عملية تخطيط مُحكمة وآمنة ومنظمة لضمان سلامة ودقة عملية الإجلاء، خاصة فى ظل التصاعد الخطير فى حجم المخاطر. وكشف المتحدث عن أن أحد أعضاء السفارة المصرية أصيب بطلق نارى بالفعل، وهو الأمر الذى يؤكد مرة أخرى على ضرورة توخى أقصى درجات الحذر، حفاظاً على سلامة مواطنينا وأعضاء بعثاتنا فى السودان.
وفيما يتعلق بوضع البعثة الدبلوماسية، أوضح المتحدث أن العقيدة وميثاق العمل الراسخين لدى الدبلوماسى المصرى يفرضان عليه أن يكون آخر من يغادر ميدان عمله بعد الاطمئنان على استكمال عملية إجلاء كل من يرغب من أعضاء الجالية فى المغادرة. وضرب مثالاً على ذلك بما حدث مؤخراً فى دول مثل ليبيا وأفغانستان وأوكرانيا، إذ نجحت سفاراتنا فى إتمام عمليات الإجلاء الآمن للجاليات المصرية فيها.
وأكدت وزارة الخارجية، فى بيان صدر يوم السبت الماضى، أنها تتابع على مدار الساعة مع كافة أجهزة الدولة المعنية، والسلطات السودانية، والسفارة المصرية فى الخرطوم وقنصليات مصر فى بورتسودان ووادى حلفا، أوضاع الجالية هناك، بهدف الإعداد لعمليات الإجلاء للراغبين فى العودة فور توفر الظروف الميسرة لذلك. وناشدت جميع المصريين الموجودين فى السودان التزام مناطق سكنهم وتجنب الوجود فى مناطق التوتر والانفلات الأمنى، مع التحلى بالهدوء والإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع التمثيل الدبلوماسى والقنصلى المصرى فى السودان، لحين ورود الإرشادات الخاصة بعمليات الإجلاء.
أما على صعيد ملف الجنود المصريين فى السودان، فقال المتحدث العسكرى، فى بيان يوم الخميس الماضى، إنه فى ضوء الأحداث الجارية بالأراضى السودانية وفى إطار جهود القوات المسلحة المصرية والتعاون الوثيق بين كافة الأجهزة الأمنية فى مصر والسودان لتأمين عودة القوات المصرية المشتركة فى التدريب المشترك مع القوات السودانية، تم يوم الأربعاء 19 أبريل اتخاذ كافة إجراءات التنسيق اللازمة مع السلطات السودانية لهبوط عدد 3 طائرات نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية فى إحدى القواعد الجوية بالأراضى السودانية للقيام بمهمة إخلاء القوات المصرية فى ظل إجراءات تأمين شامل للقوات والإقلاع من الأراضى السودانية عبر 3 رحلات متتالية لمعظم عناصر القوة المصرية والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية المصرية بالقاهرة.
نجاح جهود مصر لتأمين الجنود وإعادتهم
وفقاً للمتحدث العسكرى، تم صباح الخميس 20 أبريل، وبالتنسيق مع الجهات المعنية، تأمين وصول باقى عناصر القوات المسلحة المصرية إلى مقر سفارة جمهورية مصر العربية، تمهيداً لإتمام إجراءات إخلائهم من الأراضى السودانية فور استقرار الأوضاع وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن. وأكدت القوات المسلحة على صحة وسلامة كافة العناصر المصرية التى وصلت إلى أرض الوطن وكذا الموجودة بالسفارة المصرية بالخرطوم.
وفى بداية الأحداث قال المتحدث العسكرى إن القوات المسلحة المصرية تتابع عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضى السودانية وفى إطار وجود قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظيرتها فى السودان، يجرى حالياً التنسيق مع الجهات المعنية لضمان تأمين القوات المصرية. وأهابت القوات المسلحة الحفاظ على أمن وسلامة قواتنا.
ثم أعلنت مصر نجاح الجهود التى قامت بها بالتنسيق والتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتأمين سلامة باقى الجنود المصريين الموجودين فى السودان لدى قوات الدعم السريع وتسليمهم إلى السفارة المصرية فى الخرطوم. وأعرب البلدان الشقيقان عن تقديرهما للصليب الأحمر الدولى لما بذله من جهود فى دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين. وذكرت وزارتا الخارجية بمصر والإمارات أن هذه الخطوة تأتى فى إطار موقف الدولتين الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسى. وأكدت الوزارتان التزام «القاهرة وأبوظبى» بجهودهما الرامية إلى وقف الاقتتال وحماية المدنيين والمنشآت المدنية، مشددتين على أهمية تكثيف الجهود الهادفة للعودة للإطار السياسى والحوار لحل جميع الخلافات، والمضى قدماً فى المرحلة الانتقالية، وصولاً إلى الاستقرار السياسى والأمنى المنشود فى السودان.