نقاد يحتفون بدراما «المتحدة»: ستغير الواقع.. والأعلى في نسب المشاهدة والتأثير
دراما «المتحدة»
أسدل الستار على موسم دراما رمضان 2023، الذى نال ردود فعل واسعة على المستوى النقدي والجماهيرى، حيث قدّمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية موسماً متميزاً تضمَّن 18 مسلسلاً متنوعاً، يضم كبار النجوم ومن أجيال فنية مُختلفة، ويحمل كل عمل قضية مختلفة عن الأخرى، إذ تصدرت غالبية الأعمال محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعى طوال فترة عرضها، وتجاوز صداها إلى مجلسى النواب والشيوخ، كونها أسمهت فى تسليط الضوء على قضايا بعينها فى حاجة شديدة إلى إعادة النظر لما بها من قصور.
«كشف مستعجل» أبرز المسلسلات الكوميدية
وشهد موسم دراما 2023 ظواهر عدة، لعل أبرزها الاتجاه بشكل كبير إلى المسلسلات الـ15 حلقة مقارنة بالأعوام الماضية، كما أعادت بعض الممثلين الغائبين مثل أحمد عبدالعزيز، وسهير المرشدى، وهشام المليجى، فيما سجل الموسم التجربة الدرامية الأولى للمخرج خالد يوسف فى الدراما التليفزيونية، وكذلك التجربة الأولى للفنان أحمد أمين فى البطولة المطلقة، فضلاً عن اتجاه بعض الفنانين إلى الدراما الصعيدية لأول مرة، مثل نيللى كريم، بجانب إصرار عدد من النجوم على تغيير جلدهم الفنى، مثل أحمد عيد وأحمد فهمى اللذين ابتعدا عن الكوميديا تماماً هذا العام. كما شهد رمضان 2023 عودة للأعمال الدينية والتاريخية مرة أخرى بعد سنوات طويلة من الغياب، وهو الأمر الذى نال اهتمام الجمهور، إذ يتميز هذا الموسم بالجرأة والتنوع وضخامة المسلسلات المُقدمة على المستوى الإنتاجى.
«الشناوى»: ياسر جلال وطارق لطفي ربحا الرهان وأحمد أمين حجز مكانه في الماراثون الرمضاني
الناقد الفنى طارق الشناوى أشاد بالأعمال الدرامية التى قدّمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى موسم دراما رمضان 2023، إذ يرى أن «هذه الأعمال استطاعت أن تكسب الرهانات المختلفة، كما تميزت بالتنوع، سواء رومانسية أو اجتماعية أو تاريخية أو دينية أو كوميدية أو حتى دراما وطنية»، مشيراً إلى أن مصر رائدة فى تقديم تفاصيل درامية خاصة بها للعالم العربى، على مدار عقود طويلة.
وتابع أن مسلسلات الـ15 حلقة، كانت ضمن أبرز إيجابيات السباق الرمضانى هذا العام، إذ أعجبه رهان ياسر جلال وطارق لطفى فى تقديمهما نوعاً جديداً عن الذى يقدمانه طوال الوقت، مشيراً إلى «أننا لو عدنا بالزمن سنجد أن مسلسلات الـ15 حلقة قديماً كانت مرتبطة بالفنانين الأقل نجومية، وبمخرجين فى بداية مشوارهم، وميزانية إنتاجية محدودة، إلا أن هذه الأمور تغيرت تماماً، وأصبح يُشارك فيها الأسماء الكبيرة من أبطال ومخرجين، وذلك بميزانيات كبيرة أيضاً».
وقال طارق الشناوى لـ«الوطن» إن مسلسل «عملة نادرة» يحمل رسائل مهمة وعديدة، ورغم أن اختيار تقديم الدراما الصعيدية كان من الممكن أن يُوقعهم فى فخ اللهجة، إلا أنهم تمكنوا من إتقانها بشكل جيد، متابعاً أن «المسلسل كان به أكثر من رهان صائب، أولاً اختيار الفنانة نيللى كريم، التى تملك القدرة على الإقناع، ولديها موهبة أداء كبيرة واستثنائية إذا وجدت مخرجاً جيداً وكان هناك نص جيد، لذلك أراها فى هذا العمل مبهرة جداً، ثانياً هو رهان أحمد عيد، إذ أثبت أنه ليس مجرد فنان كوميدى فحسب، بل هو موهوب وقادر على لعب الأدوار التراجيدى، فقد نجح فى استغلال فرصة تجسيد شخصية بعيداً عن القالب التقليدى الذى اعتاد الجمهور عليه».
وأشار طارق الشناوى إلى مسلسل «تحت الوصاية»، قائلاً: عمل مهم ومتميز، كما أن منى زكى اهتمت بكل التفاصيل الخاصة بالشخصية، سواء الداخلية أو الخارجية، متابعاً «منى تمتلك قدراً كبيراً من الثقافة والمرونة، والمعرفة الكافية بفن الأداء وبأهمية دور المخرج».
وأشاد بحجم تزايد المسلسلات التى تتناول قضايا المرأة فى موسم رمضان 2023، موضحاً أن: «تقديم المرأة بشكل سلبى فى عمل ما لا يعنى أبداً إهانتها، فالدراما يجب أن تكون قماشتها واسعة جداً وتتحمل تقديم امرأة سلبية، كما يجب التفرقة بين تقديم العادة السيئة وبين الترويج لها، لذلك أرجو من المنظمات النسائية ألا تنزعج قط إذا قُدمت امرأة منحرفة مثلاً فى عمل درامى ما، فالدراما دورها مواجهة هذه الظواهر، ونحن يجب أن نتحرر، خاصة الممثل والمخرج، من هذه السطوة تجاه مناقشة السلبيات والعادات السيئة، فى النهاية المعالجة هى الأهم». وأثنى على الجهود الضخمة التى بذلتها دنيا سمير غانم فى مسلسل «جت سلمية»، قائلاً: «عمل مختلف، ودنيا أصبح لها مكانة خاصة فى الكوميديا التى تعتمد على الخيال».
وأبدى إعجابه الشديد بمسلسل «الكتيبة101»، قائلاً إنّ «هذا المسلسل ليس مجرد تقديم شخصيات تُضحى بحياتها من أجل البلد، ولكنه متداخل بشكل كبير فى النسيج الاجتماعى، فقد قدم الشخصيات بشكل رائع، وهذا أضاف له بصورة كبيرة، وجعله عملاً درامياً ناجحاً».
وأضاف أن مسلسل «الصفارة» بطولة أحمد أمين، حقق نجاحاً كبيراً، لأن «النص كان مكتوباً بشكل جيد، بالإضافة إلى العناصر المختلفة الموجودة بالعمل»، متابعاً أن «أحمد أمين لديه القدرة على تجسيد الشخصيات بشكل رائع، واستطاع أن يحجز لنفسه مكانة فى السباق الرمضانى، والمخرج علاء إسماعيل قدم صورة رائعة رغم أنها التجربة الدرامية الأولى له». وعن مسلسل «رسالة الإمام»، قال طارق الشناوى إننا بحاجة للأعمال التاريخية الدينية بشكل كبير، حيث إن «الإسلام أعظم بكثير ممن يطلق عليهم اسم رجال الدين، وممن يتحدثون باسم الإسلام، فعندما جاء الإمام الشافعى إلى مصر، انطبع بالحالة المصرية، وهذا دليل على أن مصر تصبغ أى شىء، بما فى ذلك الإمام الشافعى»، مُشيداً بأداء ومستوى المخرج الليث حجو فى العمل، معتبراً إياه بأنه أحد أعظم المخرجين.
«عبدالشكور»: منى زكى مثل لاعب الكرة الحريف
ومن جانبه، أشاد الناقد محمود عبدالشكور بعدد من المسلسلات التى شاركت فى موسم دراما رمضان 2023، منها مسلسل «مذكرات زوج» بطولة الفنان طارق لطفى، حيث قال: «جذبنى المسلسل منذ حلقته الأولى بذكاء المعالجة والسيناريو والحوار لمحمد سليمان عبدالمالك، وبأداء ممثليه، وبإدارة مخرجه تامر نادى لكل عناصر العمل بطريقة سلسة».
كما يرى أن سر جاذبية الجمهور إلى مسلسل «رسالة الإمام»، يعود إلى كون «العمل تعامل مع الإمام الشافعى كشخصية درامية فى عمل درامى، وليس كداعية يقدم دروساً وعظات مباشرة، فالدراما بخطوطها الواقعية والخيالية هى الأساس، ومن خلالها يمكن أن تُمرر رسالة الإمام، وليس العكس، وإلا كانت الأفكار والنبرة التعليمية أعلى صوتاً من السرد والحكاية، وكل حلقة تعرض شخصيات من لحم ودم، وليست كائنات فضائية أحادية الجانب، وطريقة أداء الممثلين، وإيقاع العمل كله، يعكس صدى الحياة اليومية لبشر عاديين».
وتابع أن «الإمام الشافعى نفسه، بأداء خالد النبوى الفذ، إنسان عادى شديد البساطة، خافت الصوت، يمشى فى الأسواق، ويبتسم للناس، ويراجع نفسه إذا انفعل على زوجته، ويرد بصبر جميل على حماقات الجهلاء والحمقى، ويصادق طفلاً يتيماً، ليعلمه القرآن.. رجل تحبه حتى لو لم يكن عالماً وفقيهاً عظيماً»، لافتاً إلى أن «الدراما لا تنقل الواقع، حتى لو كانت عن شخصيات حقيقية، ولكنها تصنع واقعاً موازياً كاملاً، تقدم من خلاله رؤية خاصة للشخصيات وللعصر وللتاريخ.. وهذا ما حققه العمل بامتياز».
كما أثنى على جهود القائمين على مسلسل «تحت الوصاية» لخالد وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير، قائلاً إن: «منى زكى مثل لاعب الكرة الحريف الذى تعرض لهجوم ظالم فسكت وقرر أن يرد فى الملعب ليخرس كل الألسنة.. منى ترد يومياً فى الملعب وتحرز أهدافاً بمنتهى الحرفنة فى كل حلقة من حلقات تحت الوصاية».
ووصف الطفلين عمر شريف والطفلة فريدة، بقوله: «أفضل ثنائى فى دراما رمضان.. يا مواهبك العظيمة يا بلدنا.. من لها صبى وطفلة مثل ياسين وفرح من حقها تحارب العالم كله من أجلهما».
«موريس»: روبى استعرضت قضايا المرأة بالقرى بشكلٍ مميز فى «حضرة العمدة»
فيما أشادت الناقدة ماجدة موريس بموسم دراما رمضان 2023، كونه شهد حالة من التنوع فى الموضوعات والقضايا المُقدمة على الشاشة، فضلاً عن عودة مميزة للدراما التاريخية والدينية، مثل مسلسل «رسالة الإمام» بطولة الفنان خالد النبوى، قائلة لـ«الوطن»، إن: «المُسلسل قُدم بشكل جميل وراقٍ لأقصى درجة، كما أنه يعتمد على تقديم معنى التسامح فى الدين والدنيا، وهذا شىء مهم جداً، ومختلف عن الأعمال الدينية التى كانت تُقدم من قبل، والتى كان يسعى أغلب صُناعها لتقديم النماذج المُتشددة باعتبارها نموذجاً حقيقياً للحفاظ على الدين، لكن فى الإمام الشافعى قُدم بشكل مختلف، حيث إن العمل حريص على تقديم الدين بمنطق يعتمد على منطق التسامح وفهم الآخر واحترام كل وجهات النظر»، معتبرة أن «هذا المسلسل يُمثل انفتاحاً جديداً فى الأعمال الدينية والتاريخية، القائمة على الفكر الإنسانى واللقاء بين البشر كلهم وفقاً لاختلاف عقائدهم».
كما أشادت بمسلسل «سره الباتع» الذى يشهد عودة المخرج خالد يوسف، ويُعتبر أولى تجاربه الإخراجية فى الدراما التليفزيونية، قائلة إن: «العمل قدم وجهة نظر جيدة فى مسيرة المصريين منذ فترة الحملة الفرنسية على مصر، ومروراً بما حدث فى ثورة يناير وما تلاها من أحداث، إذ إننى رأيت مجهوداً ضخماً جداً».
وأشارت ماجدة موريس إلى الأعمال التى تناولت قضايا المرأة فى موسم رمضان 2023، أبرزها «حضرة العمدة» بطولة روبى، و«عملة نادرة» لنيللى كريم، و«تحت الوصاية» لمنى زكى، موضحة أن «هذه المسلسلات تُنبه وتُحذر بأن ما زالت هناك قضايا وصعوبات وتحديات تواجه المرأة رغم ما تحقق من إنجاز خلال السنوات الأخيرة فى ذلك الملف».
وقالت إن «روبى تستعرض حياة القرى وما يواجهها من أزمات عبر مسلسلها الجديد، إذ هناك مشكلات عديدة وصعبة ولا بد من مواجهتها بشكل جاد، أهمها اتجاه البعض لفصل الجلسات العرفية عن القانون، وذلك غير مفهوم بالنسبة لى»، لافتة إلى أن «مسلسل منى زكى به جهود ضخمة هو الآخر على مستوى المكان والمجتمع نفسه وكذلك قضية الوصاية». وشددت على أهمية المسلسلات الاجتماعية التى تناولت العلاقات الزوجية، والتى قُدمت فى موسم رمضان، منها «علاقة مشروعة» بطولة الفنان ياسر جلال، و«مذكرات زوج» بطولة الفنان طارق لطفى، قائلة إن: «هذه المسلسلات قُدمت بشكلٍ راقٍ وهادئ جداً، خاصة فى ظل ارتفاع نسب الطلاق بالمجتمع».
وترى أن مسلسل «كشف مستعجل» من أبرز المسلسلات الكوميدية التى عُرضت فى هذا الموسم، وصُنع بخفة ظل شديدة، حيث إنه يُشير إلى أهمية زيارة الطبيب النفسى بدلاً من تمسك الشخص بوجهة النظر الخاصة به».
ولفتت إلى التأثير الذى أحدثه بعض مسلسلات موسم دراما رمضان 2023، وقالت إن: «ذلك شىء مهم ومميز وإيجابى للغاية، رغم التباطؤ الشديد فى إجراء تلك التعديلات التى تسببت الدراما فى تغييرها، وإذا صارت الدراما تُقدم وتُبرز قصور وعيوب القوانين الموجودة فى علاقتها بالأسرة، سيكون شيئاً مهماً وإضافة حقيقية للمجتمع».
«الكيلانى»: نجاح «جعفر العمدة» يعود إلى اعتماده على الخلطة..و«رسالة الإمام» الأفضل
الناقد الفنى مصطفى الكيلانى، قال هو الآخر، إن موسم دراما رمضان 2023، شهد تنوعاً كبيراً فى الأعمال المقدمة، من اجتماعى إلى شعبى ووطنى وكوميدى وتاريخى ودينى، موضحاً أن «كل نوع يملك تفريعات بداخله، فلدينا كوميدى لايت مثل مذكرات زوج، وكوميدى صريحة مثل الكبير أوى، والفانتازيا مثل الصفارة وجت سليمة»، لافتاً إلى عودة الفنانين الكبار أيضاً فى هذا الموسم، مثل الفنان أحمد عبدالعزيز وسهير المرشدى، «هذا يعبر عن تطور صناعة الدراما المصرية بشكل كبير».
وأرجع أسباب نجاح «جعفر العمدة»، إلى تميز جميع عناصر العمل.. ليس محمد سامى أو محمد رمضان فقط بل فريق العمل بشكلٍ عام، حيث قدموا خلطة شعبية جيدة ومختلفة، وهو ما نال استحسان الجمهور، الذى تفاعل واشتبك مع الأحداث طوال فترة المسلسل.
ويرى أن مسلسل «رسالة الإمام» هو العمل الأفضل فى رمضان 2023، فيما ربح «تحت الوصاية» الرهان، بعدما أحدث تأثيراً سريعاً من خلال تحرك بعض النواب لتغيير قانون الوصاية، لافتاً إلى أن «العمل تناول معاناة الأرامل مع أزمة الوصاية على أطفالهن القصر، بشكل جديد ومختلف لم يسبق تقديمه من قبل، وهذا يُحسب للقائمين على المشروع».
وعن مسلسل «جت سليمة»، قال مصطفى الكيلانى، إن: «العمل لا يُخاطب الأطفال فحسب، كما يعتقد البعض، لكنه يُخاطب جميع الفئات، كما أنه يُقدم كوميديا مختلفة، ويتضمن العديد من الأغانى والاستعراضات، إذ يُعيد (ألف ليلة وليلة) و(الفوازير)»، متابعاً أن «فريق العمل يُقدم أداءً متميزاً للغاية، وكذلك المخرج إسلام خيرى».