الصعوبات السمعية.. خطر يهدد أكثر من 13 مليون و600 ألف مواطن عربي
![الصعوبات السمعية.. خطر يهدد أكثر من 13 مليون و600 ألف مواطن عربي](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/306684_Large_20150124115402_15.jpg)
كشفت دراسة طبية حديثة أن الصمم والمشاكل السمعية واحدة من المشاكل الصحية الخمس الأولى الأكثر تأثيرًا على صحة المصريين والعرب، بجانب السكر والسمنة والتهاب الكبد الوبائي، وأن نسبة الذين يعانون من الصعوبات السمعية في مصر والمنطقة العربية تزيد عن المعدلات العالمية، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2012 حول المشاكل السمعية.
وأوضحت الدراسة الأولى من نوعها التي أجرتها MED-EL الشركة الرائدة في مجال الإلكترونيات الطبية وأنظمة زراعة الأجهزة السمعية في منطقة الشرق الأوسط وجمهورية مصر العربية، أن 1 من كل 25 شخصا يعانون من مشاكل سمعية، بما يعادل 4%، أي حوالي 13 مليون و600 ألف من المواطنين المصريين والعرب.
وأُعلنت النتائج العلمية للدراسة في مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة، وترأسه البروفيسور أحمد سامح فريد، أمين عام الرابطة العربية لجمعيات الأذن والأنف والحنجرة، ورئيس جمعية جراحي الأذن والأنف والحنجرة المصرية، ووزير الصحة الأسبق، بالإضافة إلى الأستاذ تامر الشحات، المدير الإقليمي بشركة MEDEL للإلكترونيات الطبية بالشرق الأوسط، والأستاذة ماجدة أحمد فهمي، رئيس مجلس إدارة جمعية "نداء"، والدكتورة إيمان أحمد فكري، مدير أول بقطاع الصحة بمؤسسة "مصر الخير".
وقال الدكتور أحمد سامح فريد "يعتبر نقص التوعية العائق الأساسي الذي يمنع الأسر من طلب المساعدة لعلاج مشاكل السمع لدى أطفالهم في مصر، بالإضافة إلى المفاهيم المغلوطة السائدة في الثقافة الشعبية حول التعامل مع هذه الإعاقات، ونسعى في تطبيق نظام الفحص الإلزامي للسمع، ونؤكد على أهمية الدور الذي تستطيع وسائل الإعلام أن تلعبه في توعية الأمهات في مختلف أنحاء مصر بالمشاكل والإعاقات السمعية، وتشجيعهن على الفحص والتشخيص والعلاج المبكر لعلاج تلك المشاكل لدى أطفالهن".
وفيما يتعلق بمصر، فقد حذر 77% من المشاركين في الدراسة من أن الأشخاص الذين لا يخضعون لعلاج فقدان السمع سيتأثرون في الجانب التعليمي، بحيث يحصلون على مستوى متدن أو معدوم من التعليم، في حين يعتقد 86% منهم أن عدم التعامل مع المشكلة سيؤدي إلى تحمل الدولة لأعباء مالية على المدى الطويل، وأكد 87% من المشاركين أن مستوى الوعي العام بفقدان السمع في مصر منخفض جدا، وقال 84% إن مستوى التعليم والثقافة عناصر أساسية لتحديد ما إذا كانت العائلات ستبحث عن علاج وإعادة تأهيل الفرد المصاب بفقدان السمع من عدمه.
من جانبه، قال تامر الشحات "نخن فخورون جداً بإصدار هذا التقرير، ونود أن نشكر شركائنا في منطقة الشرق الأوسط على تعاونهم لإصدار هذه الإحصائيات، وأعتقد أن أحد أهم الأكتشافات أن فقدان السمع المرض الأكثر انتشاراً دون أن نسمع عنه، وبالنظر إلى نتائج التقرير، يمكننا أن نرى وبوضوح طبيعة الخطوات التالية المطلوبة لفهم ومعالجة هذه الإعاقة، وهي تكثيف جهودنا في رفع مستوى الوعي العام، وتشجيع المسح السمعي لحديثي الولادة للكشف المبكر عن فاقدي السمع في مصر، ونحن ندرك أن هذه الرؤية لا يمكن لها أن تتحقق دون دعم وتأييد الجمعيات الأهلية والمجتمعات المدنية، والجهات المانحة ووسائل الإعلام والجهات الحكومية".
وأكد تامر أن هذه الدراسة تأتي لتؤكد حرص شركة MED-EL على مواصلة التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية المرتبطة بالمجال الصحي في مصر بهدف تحسين حياة المرضى، باعتباره واحدا من أهم الأهداف التي تعمل من أجلها في كافة أنحاء العالم.
وتضمنت الدراسة التأكيد على أهمية علاج المشاكل السمعية والصمم عند الأطفال حديثي الولادة، وهو ما يحدث غالباً متأخرا في الدول العربية، ويؤثر هذا التأخير في التشخيص والعلاج بشكل سلبي جداً على تطور قدرات النطق والتواصل لدى الأطفال المصابين، وعلى تحصيلهم التعليمي واندماجهم مع أقرانهم ومجتمعهم، مطالبا بضرورة تنظيم حملات توعية عامة للتصدي لهذه المشكلة الكبيرة.
وأكدت الأستاذة ماجدة فهمي، رئيس مجلس إدارة "نداء" لتأهيل الصم وضعاف السمع وزارعي قوقعة الأذن، أهمية الاكتشاف المبكر للمرض والتعاون مع جميع الجهات لنشر الوعي عن ضعف السمع"، مضيفة أن رسالة "نداء" هي الارتقاء بجودة حياه الأطفال الصم وضعاف السمع وزارعي قوقعة الأذن، من خلال تقديم نظام متكامل من الخدمات التربوية والعلاجية والأكاديمية، تتيح للأطفال من ذوي الإعاقه تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص الصحية والتعليمية منذ الطفولة المبكرة وحتى الالتحاق بنظام التعليم الأساسي، ويعتمد هذا الهدف أساسا على ضروره الاكتشاف والتدخل المبكر، وهذا لا يأتي إلا بتوعية الأهل بضرورة اكتشاف ضعف السمع وتأخر نمو النطق والكلام في السنوات الأولى من عمر الطفل، وخضوع الطفل لبرنامج تأهيل نشط لتنمية القدرات السمعية والتخاطبية له.
ومن جانبها، أكدت إيمان أحمد فكري أن مشاركة جمعية "مصر الخير" في المؤتمر تأتي في إطار حرصها على مساعدة المصريين على الاكتشاف المبكر للأمراض، والاهتمام بالصحة من خلال زيادة الوعى المجتمعي الإيجابي، مع الدعم المستمر لمقدمي الخدمات الصحية، لتقديم خدمة طبية آمنة ذات جودة عالية.