ذكرى رحيل الشيخ أحمد محمد عامر.. محطات في حياة «أسد القراء»
القارئ الراحل الشيخ أحمد محمد عامر
تحل اليوم الاثنين الذكرى السابعة لرحيل القارئ الشيخ أحمد محمد عامر، أحد أعلام دولة التلاوة المصرية، والمُلقب بـ«أسد القراء»، والذي وافته المنية في مثل هذا اليوم 20 فبراير 2016، عن عُمر ناهز الـ89 عاماً، بعدما ترك إرثاً كبيراً من التلاوات القرآنية النادرة.
محطات في حياة الشيخ أحمد محمد عامر
وُلد القارئ الشيخ أحمد محمد عامر، في 3 مايو عام 1927، في قرية العساكرة بالصالحية بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة بكّتاب قرية «الأخيوة» بالصالحية، وأتم حفظ القرآن الكريم وعُمره لا يتجاوز الحادية عشرة، ثم أكمل بعدها تعلم القراءات على يد الشيخ عبد السلام الشرباصي، وفي الثالثة عشرة من عُمره، أتم تجويد القرآن الكريم بأحكامه وتعلم القراءات السبع.
التحق بالإذاعة رسمياً عام 1963
تقدم «عامر» إلى امتحان اختيار القراء بإذاعة القرآن الكريم أمام لجنة من كبار عُلماء القراءات القرآنية برئاسة إمام القراء الشيخ عبد الفتاح القاضي، عميد معهد القراءات، ورئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف، وشيخ عموم المقارئ المصرية في ذلك الوقت، وكان ذلك عام 1959، ونجح من أول مرة، إلا إنه بسبب العدوان الثلاثي على مصر، وظروف الحرب لم يصدح صوته عبر أثير موجات إذاعة القرآن الكريم إلا في عام 1963.
سافر إلى العديد من دول العالم
سافر «عامر» إلى معظم الدول الإسلامية ودول العالم قارئاً للقرآن الكريم ومشاركاً في لجان التحكيم في بعض المسابقات الدولية، وكانت أول زياراته إلي دولة السودان عام 1958، وسافر إلى فلسطين عام 1959، وفي عام 1969 سافر إلى فرنسا، كما تعددت زياراته للمراكز الإسلامية لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك، وسافر إلى الولايات المتحدة والبرازيل وإنجلترا إلى جانب دول الخليج ودول المغرب العربي.
حصل على عدد كبير من الأوسمة والجوائز العالمية
خلال رحلاته الخارجية حصل «عامر» على العديد من شهادات التقدير، وعدد كبير من الأوسمة والجوائز العالمية، كما منحه الملك علي شاه، ملك ماليزيا، وسام التقدير عام 1970، وتم اختياره نقيباً لقراء القرآن الكريم بمحافظة الشرقية، وعضواً بمجلس إدارة النقابة العامة لقراء القرآن الكريم بمصر، في عهد القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، نقيب القراء الأسبق، كما عُين عضواً في مقرأة مسجد الإمام الحسين التي كان يرأسها الدكتور أحمد عيسى المعصراوي.
تخرج من تحت يديه أكثر من 30 قارئاً
حرص «عامر» علي إقراء القرآن الكريم وتعليمه وتحفيظه للراغبين برواية حفص عن عاصم، وعدد من القراءات القرآنية، وكان لا يتقاضى أجراً على تعليمه للقرآن الكريم عملاً بوصية والده الشيخ محمد عامر، أن لا يأخذ أجراً مادياً على إقراء وتعليم القرآن الكريم، وقد تخرج من تحت يديه أكثر من 30 قارئاً، والذين تم اعتمادهم عقب ذلك في إذاعة القرآن الكريم وصاروا قراء مشهورين.
رحيل الشيخ أحمد محمد عامر
توفي الشيخ أحمد محمد عامر في مثل هذا اليوم 20 فبراير عام 2016، عن عُمر ناهز الـ89 عاماً، ليُدفن بمسقط رأسه في قرية العساكرة بالصالحية بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، بعد رحلة حافلة في خدمة كتاب الله.
حفيد الشيخ «شعيشع» الشيخ «عامر»: كان من القراء الكبار
ومن جانبه، أكد محمد عوض اليماني، حفيد القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، لـ«الوطن»، أن القارئ الراحل الشيخ أحمد محمد عامر كان من القراء الكبار، ومن أعلام دولة التلاوة، وجمعته مع الشيخ أبو العينين شعيشع صداقة قوية، مضيفاً: «كان دايماً جدي الشيخ أبو العينين يكلمنا عن الشيخ أحمد عامر، وكان بيسافر معاه لإحياء بعض الفعاليات الخارجية».
وأضاف «اليماني»، أن الشيخ أحمد محمد عامر كان حريصا بشكل دائم على زيارة جدّه في منزله بمصر الجديدة، والتواصل معه، مشيراً إلى أن هؤلاء الأعلام لن يسد أحد الفراغ الذي تركوه.