سياسي ليبي وخبير مصري لـ"الوطن": مباحثات جنيف من أجل ليبيا "مسرحية"
التقى ممثلو الأطراف المتناحرة في ليبيا، في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة منذ يوم الأربعاء الماضي، في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السياسية الخانقة التي تعاني منها ليبيا، استمر حتى اليوم، ومن المقرر استئناف جلساته الأسبوع المقبل أيضًا.
وحول تأثير تلك المباحثات على الأزمة الليبية، قال السفير طلعت حامد، المستشار السابق للأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه يساند الجهود المبذولة من أجل استقرار الشأن الليبي، خاصة التي تقام في جنيف، مشيرًا أن الحل السياسي هو الأمثل من أجل أن يكون هناك اتفاق بين جميع الأطياف السياسية.
وأكد حامد، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أنه يرحب بالتوصيات التي خرج بها حوار جينيف، لكنه كان يفضل أن يكون هذا الحوار "تحت مظلة الجامعة العربية"، معللًا ذلك بأنه "في ظل التدخل الخارجي الذي يدعم الميلشيات الليبية لن تشهد المحادثات الخارجية نجاحًا، إلا إذا أقيمت تحت مظلة الجامعة العربية".
وأضاف "هناك دول أوروبية تسعى لعدم الاستقرار في ليبيا، لاسيما وأن تلك الدول طامعة في البترول الليبي"، وتابع حامد أنه لابد من تفعيل المبادرة المصرية الجزائرية التونسية، بدورهم كمجموعة دول الجوار الليبي، مضيفًا أن أي عدم استقرار في ليبيا سيؤثر سلبًا على دول الجوار.
وشدد على أن التدخل العسكري من دول الجوار ليس وقته، خاصة وأن الجيش الليبي يقوم بدوره على أكمل وجه لمواجهة الميلشيات، كما أن القانون الدولي يمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وما يحدث في ليبيا يعد شأنا داخليا بالمقام الأول.
ومن جانبه، قال الدكتور أكرم زهيو، المتحدث باسم الحركة الوطنية الشعبية الليبية، إن أي حوار وطني لا يستهدف القوى الوطنية في ليبيا هو حوار فشل قبل أن يبدأ، حيث أنه استثنى القوى المؤثرة على الأرض، والتي تصدت لتدخل قوات حلف الناتو في ليبيا.
وأضاف زهيو، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن "الحوار تجاهل الحركة الوطنية الشعبية الليبية ومؤتمر المظلة الاجتماعية من ممثلي القبائل الليبية ولم يتم دعوتهم للمشاركة، وأي حوار يذهب إلى جينيف المراد به هو التلاعب السياسي، وآخر تلك الحوارات هو جينيف 2 بشأن سوريا".
وطالب زهيو بحوار وطني جاد يجمع كل الأطراف الليبية المؤمنة بالحوار للمساعدة في إقصاء العنف وضمان حياة كريمة للمواطن الليبي بلا استثناء، والابتعاد عن الأجندات الخارجية، وما دون ذلك يعتبر عبثا.
وأشار زهيو أن مثل تلك الحوارات ما هي إلا فرص يعطيها المجتمع الدولي للميلشيات المسلحة كفجر ليبيا لإعادة ترتيب الأوراق بعد الهزائم المتكررة التي ألحقها بهم الجيش الوطني الليبي واللواء خليفة حفتر والقبائل، كما أنها بمثابة "مسرحية هزلية".
وأوضح زهيو أن قرار وقف اطلاق النار لن يطبق، والتهدئة لن تحدث لأن الميلشيات المسلحة لا تراعى المهنية العسكرية، ولم يتلقوا الأوامر من قادة لا يؤمنون بالشرف العسكري، واعتادوا على سفك الدماء والقتل، ويوجد الكثير من الأمثلة في ليبيا، وبيان الجيش الوطني الليبي بشأن وقف إطلاق النار غير واضح بالمرة.
يذكر أن القيادة العامة للجيش الليبي أعلنت وقف إطلاق النار تلبية لتوصيات حوار جينيف، وذلك بعد يومين من إعلان "فجر ليبيا" وقف إطلاق النار.