السيسي خلال افتتاحه المنصورة الجديدة: المواطن بطل قصتنا القومية.. والكنز الباقي للأمة
الرئيس: مصر قادرة على صناعة المستقبل من تحديات الحاضر.. والشعب عبقري
المنصورة الجديدة
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنّه فضل أن يفتتح المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة على أرض الواقع مع أهالى المحافظة، بدلاً من الفيديو كونفرانس، وهذا ما سينطبق على عدد من المحافظات الأخرى خلال الفترة المقبلة: «نبدأ هذا البرنامج من الدقهلية، وسنستمر فيه»، مضيفاً: «أوجّه التحية والتقدير للشعب المصرى العظيم، الذى يثبت كل يوم عبقريته الوطنية ويؤكد قدرته الجبارة، ويفرض إرادته فى الحفاظ على وطنه ومقدراته، ويسعى دوماً للبناء وتحقيق السلام والتنمية».
أهداف المدن الجديدة
أوضح رئيس الجمهورية أن المدن الجديدة ليست عبارة عن شكل جميل فقط، لكنها مجموعة أهداف تتحقق، إذ تستهدف الدولة المصرية توفير فرص عمل للناس، كما أن البناء العشوائى فى الفترة السابقة جاء نتيجة غياب دور أجهزة الدولة، مضيفاً: «والله ما حد هيقدر يعمل أكتر من اللى إحنا بنعمله ده، البلاد اللى زى حالاتنا دى عاوزة صبر وعمل وشغل بس وهذا مسار هنشوف نتائجه بعد سنوات طويلة مش إحنا، ولكن اللى هيشوفه هو الشباب الصغير».
المواطن بطل قصتنا القومية
«يظل المواطن المصرى هو بطل قصتنا القومية على مدار تاريخ أمتنا الوطنية، فهو وحدة بناء هذه الأمة وكنزها الباقى بلا فناء أو نهاية إن شاء الله، وبعزيمته وإرادته حقق الوطن البقاء، وبعقله وساعِده تتحقق على أرض مصر الطيبة معجزة البناء»، مؤكداً أن افتتاح المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة يعتبر مشهداً جديداً من مشاهد الإنجاز التى تتحقق بسواعد المصريين، وبجهودهم الحثيثة المخلصة التى تعيد رسم خارطة مصر كى تتسع لأحلام المصريين وتليق بتضحيات أبنائها من أجلها.
خطة شاملة للمدن الذكية
أضاف الرئيس: «نحتفل معاً بمدينة جديدة تزين دلتا مصر الطيبة الأصيلة وقد تمّت مراعاة كل متطلبات التحديث والتطوير اللازمة للمستقبل، كما تمّ تنفيذها طبقاً لتخطيط علمى دقيق ومدروس ومعدلات تنفيذ غير مسبوقة وبشكل كامل لبناء مجتمع متكامل»، موضحاً أن افتتاح مدينة المنصورة الجديدة يأتى كجزء من خطة شاملة نفذتها الدولة على مدار السنوات الماضية لبناء 30 مدينة من مدن الجيل الرابع على مستوى الجمهورية فى الدلتا والصعيد والقناة.
محطات تحلية المياه
أكد «السيسى» أن إنشاء محطات تحلية فى المدن الجديدة ليس وليد اللحظة، «هذا كان موجوداً والدولة كانت تفكر فيه، لكن الظروف لم تكن تسمح، لكننا نحتاج لبناء محطات لتحلية المياه، «العلمين» فيها محطة بقدرة 150 ألف متر مكعب فى اليوم، وشرق بورسعيد بها محطة بقدرة 150 ألف متر مكعب مياه فى اليوم، وكذلك «الجلالة» بقدرة 150 ألف متر مكعب فى اليوم»، موضحاً أن المدن الجديدة بها محطات تحلية كلفتنا كثيراً، مشيراً إلى أن هذا ليس زيادة فى الأموال وإنما هى أمور حتمية، كى لا نقصر فى حق الحاضر والمستقبل، مشدداً على أن جميع مؤسسات الدولة يجب أن تعمل معاً، موضحاً: «لازم تبقى معانا، مقصدش معايا أو مع رئيس الوزراء، إحنا مش فى جنب مختلف، إحنا واحد، دى بلدنا كلنا، لينا فيها زى بعض».
جذب الاستثمارات المباشرة
أوضح السيسي: «بالتوازى مع تلك الإجراءات يتم تنفيذ خطة إجراءات اقتصادية على مستوى الدولة قائمة على توطين الصناعة وتقليل الفاتورة الاستيرادية وجذب الاستثمارات المباشرة»، مؤكداً أنه رغم الأزمات والتحديات التى تواجه العالم بأسره، فإننا قادرون على تخطيها، من خلال التلاحم والتكاتف بين الشعب المصرى العظيم وجميع مؤسسات الدولة، مضيفاً أن مصر الوطن الكبير الضارب فى جذور التاريخ والبادئ للحضارة، هو الوطن الذى تعاهدنا معاً على الحفاظ عليه بأرواحنا وبنائه بأيدينا لنزرع له الأمل ونصنع له المستقبل.
صناعة المستقبل من تحديات الحاضر
قال إن الهدف من المبادرة الوطنية لدعم وتوطين الصناعة المصرية، «ابدأ»، تقليل حجم الاستيراد، من خلال إنشاء صناعات لهذه المنتجات فى مصر، لتحقيق الكفاية للسوق المصرى، ثم التصدير إن كانت هناك فرصة لذلك: «أنا على ثقة كاملة ويقين مطلق فى أن مصر بقدراتها وقدرات أبنائها قادرة على تحويل كل أزمة إلى فرحة وصناعة المستقبل من تحديات الحاضر».
معادلة عالمية شديدة التعقيد
تابع: «لعلكم تذكرون معى بفخر، كيف كانت مصر قِبلة العالم فى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، الذى كان بمثابة شهادة عالمية لمصر بأنّها الرقم الصحيح فى المعادلة العالمية شديدة التعقيد»، موضحاً أن بناء المدن الجديدة لا يمثل رفاهية بل هو ضرورة قصوى، والحاجة الملحة لامتدادات عمرانية متكاملة، وكان هناك عدد من الظواهر السلبية فى مقدمتها البناء على الأراضى الزراعية والتوسع غير المخطط للكتلة العمرانية.
أزمة الغنى الزائف
نبّه الرئيس إلى أن مسئولى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء نظموا جولة لفحص المبانى المحيطة بالطريق الدائرى، متسائلاً: «كيف يمكن أن يعيش المواطن فى مثل هذه العمارات؟»، موضحاً أن القضاء على البناء غير المخطط مسئولية مشتركة بين المواطنين وجميع مؤسسات الدولة، شارحاً أن حجم المبانى الموجودة على الدائرى أكبر من الطلب الموجود فى السوق، فهناك إحساس بـ«الغنى الزائف»، موضحاً أن البعض يمتلك نحو 10 عمارات تصل لـ10 أدوار سعرها قد يتراوح بين 2 مليون و3 ملايين جنيه، فى حين أنه لو تم الاكتفاء ببناء سكنى على أرض مساحتها قيراطان فقط مع تشغيلها والحفاظ عليها لحققت عوائد حقيقية، وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكومة بإطلاع الإعلام المصرى، على مخططات الدولة قبل 2010، فى المدن السكنية والزراعة والطرق وشبكة النقل، وما حدث الآن.
مخططات وأحلام الحكومة
أشار الرئيس إلى أن المخططات التى حلمت بها الحكومات السابقة نجحنا فى تحقيقها، حيث حالت الظروف فى الماضى دون تنفيذ هذه المشروعات، لكن الآن الفرصة أصبحت موجودة وبدأ التنفيذ على أرض الواقع.
لدينا ما لا يقل عن 5 ملايين أسرة مستفيدة من تشغيل شركات الدولة
وتابع: «الخطة الاستراتيجية الخاصة بمصر اتعملت قبل ما أنا آجى، وقبل اللى قبلى ما ييجى، ولو ما تعملتش يبقى إحنا بنضيّع البلد والناس، نحن فى خير ونعمة»، مضيفاً: «الجهد اللى إحنا بنعمله مخلص وأمين ومبدع، وبمنتهى القوة، اتقال نخف الأعمال بتاعتنا شوية، قلت إن حجم الشركات العاملة فى الدولة المصرية فى مشروعات محددة ليس أقل من 5000 شركة، وهناك شركات بها 70 ألف عامل، والمتوسط 1000 عامل، أى أننا نتحدث عن 5 ملايين إنسان ما بين عامل وكل الوظائف، أى 5 ملايين أسرة مستفيدة».
مشروعات التطوير الشامل
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن الدولة قامت بإنشاء مدينة المنصورة الجديدة، كأحد المشروعات التى تنفذها الدولة للتطوير الشامل، لتلبية احتياجات المواطنين وتنمية مصر، ومنها على سبيل المثال حماية الشواطئ، وكان هناك مساران لحماية الشواطئ، الأول يتضمن بناء حاجز مياه بتكلفة قد تصل إلى ملايين الجنيهات، وقد تتجاوز التكلفة أكثر من ذلك، أما المسار الثانى فيشمل بناء حاجز آخر يحقق عدة أهداف عبر تطبيق إجراء واحد فقط.
بناء المدن ليس رفاهية
وأضاف الرئيس أنه تم إنشاء شاطئ ارتفاعه متر وإنشاء طريق أيضاً ارتفاعه متر فى مدينة المنصورة الجديدة، لافتاً إلى أنه إذا كانت الشواطئ المصرية وخاصة الدلتا معرضة للخطر نتيجة انخفاض منسوبها عن المعدلات المحتملة، فمن المتوقع أن تشهد الخمسون سنة المقبلة انخفاضاً بمعدل متر أو مترين، لذا يمكن إنشاء حواجز على امتداد 200 أو 300 كيلو بتكلفة قد تصل إلى عشرات أو مئات المليارات بالجنيه أو الدولار، وكل هذا من أجل حماية الدلتا فقط، لكن ما حدث وتم تطبيقه بالفعل كان مختلفاً واتخذ مساراً مغايراً.
نموذج مصرى فريد
أضاف «السيسى»: «يواجه العالم، ومعه مصر، أزمات متلاحقة على الصعيد الاقتصادى كانت بدايتها الآثار التى خلّفها انتشار جائحة كورونا، ولم يلبث العالم أن تعافى منها إلا واندلع الصراع الروسى الأوكرانى والذى شارف على قرابة العام منذ اندلاعه»، مضيفاً: «انعكست آثار هذه الأزمات على الاقتصاد العالمى، بآثار لم تكن مصر عنها ببعيد، إلا أننا بفضل الله وقدرات المصريين واجهنا هذه الأزمات بخطى واثقة وقدرات راسخة، وقد تجاوزنا الآثار الواقعة على المواطنين بحزمة من إجراءات الحماية الاجتماعية تشابكت فيها جهود الدولة والمجتمع فى نموذج مصرى فريد».