حسين جابر أقدم سنان سكاكين في أسيوط
«محل صغير مبني بالطوب القديم، مساحته لا تتعدى الـ6 أمتار، أنواع السكاكين والسواطير والآلات الحادة تزينه بأشكالها وأحجامها وأنواعها المختلفة، بداخله حجر الجلخ القديم وبعض الأسطوانات الحديدية التي تستخدم في عملية سن السكاكين»، هذه الكلمات تصف معالم ورشة الحاج جابر أقدم ورشة لسن الآلات الحادة بمحافظة أسيوط.
في الحواري الضيقة بمنطقة القيصارية بحي غرب أسيوط، وقف أبناء الحاج جابر الخمسة يعملون في مهنة وورشة والدهم والتي توارثوها عن أجدادهم، مقسمين مراحل السن المختلفة عليهم كل واحد منهم له دور في تلك المهنة، مستقبلين زبائنهم من الجزارين والمواطنين الذين يأتون لهم من كل مكان على مدار أعوام طويلة.
«الوطن» التقت أصحاب ذلك المحل لتعرف على المهنة التي أصبحت مهددة بالاندثار، ومراحل سن الآلات الحادة.
بوجه ملطخ بالطين قال حسين جابر، الذي يعمل في ذلك المحل الذي يمتلكه والده إنه أقدم محل سن سكاكين في منطقة القيصارية التي تشتهر بالتجارة بمحافظة أسيوط، وأن تلك المهنة ورثها أبا عن جد، لأنها كان يعمل بها أجداده، مضيفا «حاليا أنا وأشقائي الخمسة نعمل في ذلك المحل الخاص بوالدي وبنعرض الشغل الخاص بنا وجميع الجزارين والمواطنين يأتون لنا من القرى والمراكز لسن السكاكين وسن السكاكين أصبحت حاجة أساسية لكل ربة منزل ويكون الإقبال أكثر قبل عيد الأضحى».
وتابع: يأتي الناس للمحل لكي تسن الصواطير والآلات الحادة التي يستخدمونها في أعمال المنزل من كل مكان، وما زال المحل يضم المعدات القديمة التي تستخدم في أعمال السن كحجر الجلخ الحجري القديم الذي نقوم بسن السكاكين عليه، أصبحت أنواع السكاكين مختلفة حيث يكون منها سكاكين ألماني وسويسري وإيطالي وبرازيلي وأفضلها الإيطالي والسويسري خلال الفترة الأخيرة، وأفضل شيء في الكزلك هي البرازيلي والياباني، أما خنصر السليخ والجريح بيكون أمريكي وإيطالي.
أما شقيقه محمد جابر، ويعمل أيضا في المهنة، يوضح مراحل عملية السن، وهي تبدأ منذ استلام الأداة من الزبون، ثم يتم فحصها من العفصة والتنية والعضعضة وبعدها تدخل على آلة الاستعجال وبعدها تدخل على حجر الجلخ ويتم تنظيف السن الخاص بالسكين وبعدها تدخل على الحجر المسن الناعم ورشها بالماء ثم يتم تشفير السن وخرطه للنهاية حتى يكون مثل موس الحلاقة ومن ثم يقع السن القديم وإبراز السن الجديد وهو زي الورقة.
وقدم محمد جابر النصائح للمواطنين أنه لا ينصح باستخدام السكين على الحاجات الصلبة حتى يحافظ على السن واستخدام الساطور في الحاجات الناشفة والصعبة التي يصعب قطعها بالسكين وترك السكين للحوم والأشياء الطرية، والابتعاد عن التقطيع على الرخامة الناشفة لأنها تتلف السن والأفضل استخدام الخشبة والفلنشة للتقطيع.
وقال جابر محمود محمد، صاحب الورشة، إن المهنة تعلمها من والده رغم كونه موظفا والسكاكين مش محتاجة الإهمال، والحرص من قيام الأطفال باللعب بها فيتعرض للجرح والإصابة، وكذلك عدم ضرب السكاكين ببعضها لأن ذلك يتلفها، وللمحافظة على السكين والآلات الحادة لا بد من تخصيص مكان معين في المنزل لها لاستخدامها عن الحاجة والحفاظ على السن لفترة طويلة.
تعليقات الفيسبوك