مصر وأستراليا.. "إرهاب رايح جاي"
![مصر وأستراليا..](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/272294_Large_20140930083247_16.jpg)
خوفًا من ضربات إرهابية محتملة، قررت عدد من السفارات الأجنبية تعليق العمل في سفارتها وقنصلياتها داخل مصر، ولم يمر وقت طويل على إغلاق السفارات والبلبلة المفتعلة التي تسبب فيها هذا القرار، وفي توقيت مفصلي من تاريخ مصر، حتى كان الرد قويًا بإغلاق القنصلية المصرية في أستراليا، ردًا على الأحداث الإرهابية في مقهى العاصمة "سيدني".
"الإرهاب بالإرهاب والإغلاق بالإغلاق والبادي أظلم"، تعليق أعمال السفارة المصرية في سيدني، لاقى استحسانًا كبيرًا في مواقع التواصل، باعتباره ردًا لكرامة مصر التي أهدرها الإغلاق المفاجئ لعدد من سفارات الدول الأجنبية "الإرهاب مش في مصر.. الإرهاب ممكن يجي في أهدى مكان في العالم".
الظل الذي تركه الحادث الإرهابي أمس الأول على علاقة الإستراليين بمواطنيهم المسلمين، كان له صدى آخر داخل مصر، في بيان كيف يكون التعايش مع الآخر حتى وقت الخلاف، وهو الأمر الذي علق عليه محمد التوني عبر صفحته الشخصية، بالقول: "سفارتنا علمت على أستراليا وشعبهم علم علينا".
رد الفعل المصري على الهجوم الإرهابي في أستراليا يعتبره الدكتور مصطفى علوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ردًا حمل دلالة واحدة، مفادها: "الإرهاب يهدد العالم كله وليس مصر فقط"، مؤكدًا أن ما حدث سيمنح مصر فرصة قوية لأن تشاركها دول العالم حربها ضد القوى الإرهابية الحديثة المتمثلة في الإخوان داخليًا وداعش خارجيًا، بعدما بات الإرهاب ليس مقصورًا فقط على الرعايا الأجانب في دول الشرق الأوسط، بل يمكنه تخطي الحدود والوصول إليهم في عقر دارهم.
أستاذ العلوم السياسية أوضح لـ"الوطن"، أن ما حدث في أعقاب الحادث من تزايد أواصر المحبة بين مواطني أستراليا والمسلمين هناك يرجع إلى ازدياد الوعي والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وشركاء الوطن، وأن الشعب الأسترالي لا يريد تجربة العنصرية الأمريكية التي سادت هناك في أعقاب 11 سبتمبر، قائلًا: "لا يمكن عقد مقارنة بين الشعبين المصري والأسترالي في هذا الشأن، فالفارق في الوعي والتعامل الديمقراطي شاسع بين الطرفين".