بروفايل| «بيكروفت».. سفير فى وضع صعب
![بروفايل| «بيكروفت».. سفير فى وضع صعب](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/294481_Large_20141218074153_15.jpg)
11 شهراً، هى المدة الفاصلة بين رحيل السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون، وإعلان البيت الأبيض وتصديق «الكونجرس» على اختيار السفير روبرت بيكروفت ممثلاً جديداً لمصالح بلاده فى القاهرة. تلك المصالح التى شهدت ارتباكاً ملحوظاً بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى فى لحظة فارقة فى تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية، فبعد ما يقرب من 4 عقود من العلاقات الوثيقة، باتت «واشنطن» فى وضع لا تحسد عليه. لا تعرف كيف تتعامل مع الوضع المفاجئ الجديد، إما أن تدافع عن الإخوان وتستمر فى دعمهم، أو تستجيب للأمر الواقع وتسلم برغبة الشعب المصرى فى عزلهم. ومع تقدم المرحلة الانتقالية فى مصر وتوجهها إلى دول أخرى تستعيض بها عن الولايات المتحدة فى ظل غياب سفير أمريكى فى البلاد، أدرك «شرطى العالم» أنه لا بد من التسليم بالواقع واختيار سفير جديد يمثلها، ويحاول إصلاح ما فسد من العلاقات بين الجانبين، ولكن ظل التردد الأمريكى هو المسيطر الأول والأخير على الأوضاع، فاختيار السفير لم يكن يعنى أنه سيتسلم مهام سفارة بلاده فى القاهرة على الفور، وخرجت وقتها وزارة الخارجية الأمريكية تعلن أن غياب «بيكروفت» يرجع إلى أنه أنهى للتو مهامه فى العراق ويحتاج إلى فترة من الراحة استغرقت 14 شهراً، ليتسلم السفير الجديد مهام عمله بعد 15 شهراً من فراغ منصب السفير فى القاهرة.
«مصر من أهم دول المنطقة العربية، وتمثل حليفاً إستراتيجياً مهماً للولايات المتحدة ومصالحها»، هكذا قالها «بيكروفت» قبل عدة أشهر، حين خضع لجلسة استماع فى «الكونجرس» لمجموعة من الدبلوماسيين المرشحين لشغل مناصب جديدة، وأكد وقتها أن «تلك المصالح مرتبطة بشكل وثيق باعتبارات الأمن القومى الأمريكى، وعلى رأسها قناة السويس وأهميتها كمعبر للقوات الأمريكية، كما أن الولايات المتحدة تمثل ثانى أكبر مصدر للاستثمارات المباشرة فى مصر».
بحسب الشائعات فإن السفير المخضرم روبرت فورد، الذى تولى مهام سفارة بلاده فى سوريا منذ بداية الأزمة السورية واتهم بإثارة العنف والفرقة بين أبناء الشعب السورى، كان من المفترض أن يحل محل السفيرة التى طالما واجهت اتهامات بدعم الإخوان والتدخل فى الشئون الداخلية المصرية، إلا أن الانتقادات الموجهة لـ«واشنطن» دفعتها للتراجع عن ترشيحه وإعلان ترشيح «بيكروفت»، ليصبح السفير الجديد بديلاً للمرة الثانية بعد أن تولى منصب سفير الولايات المتحدة فى العراق كبديل للسفير بريت ماكجورك، الذى اُتهم بفضيحة جنسية، واضطر بسببها إلى الاعتذار عن قبول المنصب. الآن بات السفير الجديد فى وضع لا يُحسد عليه، فهو يحمل على عاتقه مسئولية إصلاح العلاقات، خاصة فى ظل توجه مصر إلى «موسكو» عدوة «واشنطن» التقليدية.