"الرايات السوداء".. الشعار الرسمي للإرهاب المنسوب "زورا" إلى الإسلام
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/293754_Large_20141216084723_37.jpg)
ذقون طويلة وأيادٍ مدججة بالسلاح، أصوات سيارات وطلقات نار في الهواء، تتداخل مع أصوات تكبير، تخرج من حناجر المئات، قطعة قماش سوداء منقوش عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، حرص أحدهم على رفعها عاليًا، لتدل على انتمائه التنظيمي، مشهد اعتاد عليه العالم في سوريا والعراق وأفغانستان والدول التي تعاني من الإرهاب.
أول ظهور للرايات السوداء كانت على يد جميل الرحمن، عندما قام بدعوته في أفغانستان في ولاية كنر، وعمل على تأسيس جماعة سلفية غير مبنية على أسس حزبية اسمها "جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة"، ثم انضم إليه من أسموا أنفسهم بـ"المجاهدين العرب" مثل عبدالله عزام وأسامة بن لادن وغيرهم، ثم أصبحت الرايات السوداء شعارًا لحركة طالبان عام 1996، ثم أصبحت راية لتنظيم القاعدة في عام 2001م.
لم يتوقَّف انتشار الرايات عند هذا الحد حيث عاودت الظهور مرة أخرى في العراق، أثناء التصدي للاحتلال الأمريكي، وظهرت في اليمن في 2009م تحت مسمى "قاعدة اليمن"، ثم في ليبيا أثناء أحداث ثورة 17 فبراير لإسقاط معمر القذافي، ثم في سوريا على يد جبهة النصرة، ثم داعش، كما ظهرت في مصر مع ما يُسمى أنصار بيت المقدس.
تختلف الرايات السوداء من جماعة إلى أخرى، وإن كانت السمة الرئيسية لها هي نقش "لا إله إلا الله محمد رسول الله" الذي تحتوي عليه دائمًا، فتنظيم القاعدة، ينقش في منتصف رايته "لا إله إلا الله محمد رسول الله" باللون الأبيض، وتضيف جبهة النصرة على هذه الراية عبارة "جبهة النصرة" في الأسفل، في حين طوَّر تنظيم "داعش" الراية السوداء حيث نقش عليها "لا إله إلا الله" في أعلى الراية، و"محمد رسول الله" في منتصفها داخل دائرة بيضاء إشارة إلى رمز النبوة.
تستند الجماعات الإرهابية في استخدام الرايات السوداء إلى أحاديث منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ينبئهم بأن أنصار المهدي المنتظر سوف يخرجون من الشرق برايات سوداء، ومن أفغانستان، وبحسب الدكتور الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، فإن هذا الحديث الذي تستند إليه هذه الجماعات الإرهابية "ضعيف"، موضحًا أن اللون الأسود يعد تعبيرًا عن الظلام والمعاني المتشائمة، وتوحي بأن هناك رسالة يجب فرضها على الناس؛ من أجل فكر لا يشرق للدنيا ولا يقدِّم للناس المودة التي تحدث عنها القرآن الكريم.
يضيف الجندي، لـ"الوطن"، أن الثابت عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، استخدامه للون الأبيض والأخضر، في غزواته ومعاركه، كما أنه لم يستخدم راية سوداء، لما توحي به من معاني القتل والصدام والدموية، مؤكدًا أن تلك الأحاديث قد تندرج تحت الإسرائيليات التي تم دسها على الدين الإسلامي.
وتساءل عضو مجمع البحوث: "هل من الرحمة للعالم من مشرقه إلى مغربه أن نرفع عليهم رايات سوداء"، مشيرًا إلى أن تلك الجماعات وصل بها الأمر لدرجة أن ترفع تلك الرايات في وجه أبناء دياناتهم وأوطانهم، ولا تحترم حرمة الدم المسلم أو غير المسلم، الذي كرَّمه الله تعالى من فوق 7 سماوات.