«السيسى» يختتم زيارته لـ«روما» بلقاء مجلس الأعمال الإيطالى و«الفاو»
![«السيسى» يختتم زيارته لـ«روما» بلقاء مجلس الأعمال الإيطالى و«الفاو»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/287405_Large_20141125073241_15.jpg)
اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، زيارته للعاصمة الإيطالية «روما» بعقده عدة اجتماعات فى مقر إقامته، مع مجلس الأعمال المصرى - الإيطالى، ونائب رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الإيطالى، ورئيسة منظمة «الفاو» جوزيه داسيلفا، ثم توجه الرئيس، ظهر أمس، إلى العاصمة الفرنسية «باريس» حيث يعقد قمة «مصرية - فرنسية» اليوم مع الرئيس الفرنسى فرانسو أولاند فى قصر الإليزيه، وكان من المنتظر قبل مثول الجريدة للطبع، أن يلتقى «السيسى» فى باريس، مساء أمس، مع رئيس أكبر شركة لتصنيع السفن الحربية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس ألقى بياناً أمام مجلس الأعمال المصرى - الإيطالى استعرض فيه الخطوات التى اتخذتها مصر على مسار خارطة المستقبل لتحقيق الاستقرار السياسى ووضع أسس ثابتة لنظام ديمقراطى مستقر، بالإضافة إلى مساعدة الاقتصاد الوطنى على التعافى من خلال تطبيق إصلاحات هيكلية لمعالجة المشكلات المزمنة التى أعاقت تحقيق معدل نمو يتماشى مع التطلعات المصرية، ومنها ترشيد دعم الطاقة، وتبنى سياسة مالية لزيادة الاستثمارات الحكومية، والإعلان عن عدد من المشروعات التنموية العملاقة بالتوازى مع إتاحة فرص استثمارية للشركات الصغيرة والمتوسطة بهدف تقليل معدلات البطالة. وأكد الرئيس أن الدولة تولى اهتماماً كبيراً بتحسين مناخ الاستثمار ليصبح جاذباً لمزيد من الاستثمارات الأجنبية، مستعرضاً بعض هذه الخطوات التى اتخذتها الحكومة استجابة لمتطلبات المستثمرين ومن بينها الانتهاء من صياغة قانون الاستثمار الجديد، وتطوير آلية لفض المنازعات التى تنشأ بين الحكومة والمستثمرين، وتطوير المشاركة بين القطاعين العام والخاص، الذى يُعد أكثر المجالات الواعدة لتطوير الاقتصاد المصرى، ووضع آلية واضحة لسداد متأخرات الشركاء الأجانب فى قطاع البترول. وأعرب الرئيس، فى نهاية كلمته، عن سعى مصر للاستفادة من الزخم المتحقق نتيجة لجهود الإصلاح المستمرة، وهو ما كان الدافع وراء تنظيم «المؤتمر الاقتصادى الدولى» خلال شهر مارس 2015، داعياً الشركات الإيطالية للمشاركة فى أعمال المؤتمر المذكور بفاعلية. وكان ماريو موريتى، رئيس الجانب الإيطالى بمجلس الأعمال، وخالد أبوبكر، رئيس الجانب المصرى، قد افتتحا أعمال المجلس بإلقاء بيانات عكست المستوى المتميز للتبادل التجارى بين البلدين، وتحدثا عن وجود فرص عديدة للتعاون بين القطاع الخاص فى كلا الجانبين، خاصة فى مجال الصادرات الزراعية والطاقة والتدريب والتعليم المهنى والتكنولوجيا، تلا ذلك إلقاء كارلو كالندا، وزير التنمية الاقتصادية الإيطالى، كلمة أشاد فيها بجهود الحكومة المصرية فى معالجة المشكلات التى كانت تواجه الشركات الإيطالية العاملة فى مصر، مشيراً إلى أنه سيقوم بزيارة مصر على رأس بعثة اقتصادية كبيرة فى شهر فبراير المقبل لتعزيز التعاون فى عدة مجالات، من بينها قطاعات المنسوجات والخدمات اللوجستية والطاقة والبنية الأساسية، مؤكداً أنهم يستهدفون الوصول بحجم التبادل التجارى بين البلدين إلى 6 مليارات يورو بحلول عام 2016. وألقى منير فخرى عبدالنور، وزير التجارة والصناعة، بياناً تطرق فيه إلى الأولويات الاقتصادية للحكومة المصرية والأهمية التى توليها للاستثمار الأجنبى وتحسن المؤشرات الكلية للاقتصاد المصرى، خاصة ما يتعلق منها بتحسن التصنيف الائتمانى لمصر.[SecondImage]
ودار نقاش بين الرئيس وأعضاء المجلس تم خلاله بحث سبل إقامة مشروعات جديدة فى مصر، وفى ختام أعمال المجلس، تم التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة نصف مليار دولار، وهى مُذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار وهيئة دعم ائتمان الصادرات الإيطالية «SACI»، ومذكرة تفاهم بين مركز تحديث الصناعة والوكالة الإيطالية للاستثمار «SIMEST» التى تهدف إلى زيادة الاستثمارات الصناعية ونقل التكنولوجيا وتنمية الموارد البشرية، ومذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتجارة وبنك الإسكندرية وجامعة «Naples Federico II» فى مجال التعاون الصناعى ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومذكرة تفاهم بين جهاز التمثيل التجارى المصرى ووكالة التجارة الإيطالية «ICE» بشأن تدريب كوادر التمثيل التجارى وتعزيز بناء القدرات، ومذكرة تفاهم بين شركة «MENARAIL» وشركة «ITALFERR» فى مجال السكك الحديدية، واتفاقية مع شركة «بيرلى» الإيطالية ووزارة الاستثمار للتوسع فى المصنع القائم حالياً بنحو 70 مليون يورو، واتفاقية بين وزارة الصناعة ومجموعة «أنتسا ساوبولو» فى مجال التثقيف المالى، واتفاقية شراكة بين «ميجاسيل» لتصنيع الخلايا الضوئية والشمسية وشركة «مصر لإدارة الأصول» وهى ذراع الاستثمار للشركة القابضة للتأمين بإنشاء مصنع فى مصر بقيمة 25 مليون يورو بما يعادل 70 مليون دولار.
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسى مع المسئولين الإيطاليين أثمرت الاتفاق على التوقيع لعدة اتفاقيات للتعاون الثنائى من المجالات الأمنية والاقتصادية. وأضاف «شكرى»، فى تصريحات لمحررى الرئاسة فى مقر إقامة الرئيس بروما: «من المنتظر أن يتم التوقيع على اتفاقيات نهاية العام الجارى، ويأتى على رأسها اتفاقية أمنية للتعاون بشأن إمداد مصر بالمعدات التى تحتاجها قوات الأمن لمراقبة الشواطئ المصرية، فى إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية». وتابع: «من ضمن الاتفاقيات المرتقبة حزمة من الاتفاقيات فى مجال دعم الاقتصاد المصرى ومبادلة الديون المصرية، فضلاً عن اتفاقيات خاصة بالقروض الميسرة لتنشيط الاستثمارات الإيطالية فى مصر».
من جانبه، قال محمد يوسف، رئيس الشركة القابضة للتأمين، لـ«الوطن»: «إنه تم توقيع مشروع مع شركة ميجاسيل فى الطاقة الشمسية، وحجم الاستثمارات فيه 45 مليون دولار». وقال ماركو أركيلى، نائب الرئيس التنفيذى لإحدى الشركات الكبرى العاملة فى مجال الغاز، إن الجانب الإيطالى أكد للرئيس السيسى الرغبة فى تطوير وتنمية الاستثمارات فى مصر وأعضاء المجلس طرحوا إمكانية دعم الاستثمار فى المجالات المختلفة وأهمها مجالات الطاقة ومشروعات صناعة المنسوجات والبنية التحتية.
فى سياق متصل، تناولت معظم وسائل الإعلام الإيطالية المرئية بنشرات الأخبار والصحف الصادرة، أمس، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لروما، وتصدرت تقديرات الرئيس الإيطالى جورجيو نابوليتانو لوصف مصر بأنها دولة تتمتع بالحكمة التى ندركها وقدرتها القوية المسيطرة على الواقع والرؤية، خاصة فيما يتعلق بكل القضايا فى منطقة الشرق الأوسط.