التفاصيل الكاملة لقضية «فتاة المول» في البحيرة حتى حكم الإعدام
صورة أرشيفية
أثارت قضية «فتاة المول» في البحيرة تعاطف عدد كبير من المواطنين من شتى الأرجاء، كونها ضحية الغدر لصديقة عمرها، التي دبرت مراراً للتخلص منها، إذ بثت هذه القضية مخاوف عدة في النفوس، حيث لعبت الغيرة دوراً أكبر مما شغلته الصداقة بين المجني عليها والمتهمة، الأمر الذي دفعها لقتلها.
بداية واقعة مقتل «فتاة المول»
في منتصف نهار أحد الأيام، إذ يقبل الأهالي على أحد المولات التجارية في مدينة كفر الدوار، لشراء متعلقاتهم، وبينما السكون يسود المكان، تسللت «نورهان»، ذات الـ24 سنة، إلى مكان عمل صديقتها «نجلاء نعمة الله»، تحمل في يدها عصائر، دون أن تدري المجني عليها أن ما تحمله لها صديقتها من كراهية ورغبة في الانتقام، حيث جلست بجوارها كعادتها، وطلبت منها تناول العصير، الذي دست فيه المواد المخدرة، إلا أن المجني عليها رفضت تناول العصير.
لم تجد المتهمة حيلة لمراوغة المجني عليها، إلا أنها تظاهرت بالإعياء الشديد، حتى تساعد باقي المتهمين في التسلل إلى داخل العيادة التي تعمل فيها «نجلاء»، وسرعان ما انهالوا عليه ضرباً، حتي لقيت مصرعها، وتركوها غارقةً في بركة من الدماء، وفروا هاربين.
كشف لغز قضية مقتل «فتاة المول»
وكثفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة جهودها لكشف غموض قضية «فتاة المول»، حتى تمكنوا من ضبط المتهمين، الذين أقروا بارتكابهم الواقعة لمساندة صديقة المجني عليها في التخلص من صديقتها، حيث طلبت منهم مساندتها في القضاء عليها، مقابل منحهم بعض النقود.
وشهدت محكمة جنايات الإسكندرية تفاصيل قضية «فتاة المول»، إلى أن قضت، في جلستها أمس الأربعاء، بتأييد إعدام اثنين من المتهمين، والسجن لمدة 15 سنة بحق المتهم الثالث، الأمر الذي أثار ارتياحاً لدى أسرة الضحية وذويها، الذين أعدوا مائدة طعام أمس لإفطار أهالي المنطقة.
تأييد حكم الإعدام في قضية «فتاة المول»
وأشارت والدة «فتاة المول»، خلال بث مباشر لـ«الوطن»، إلى أن يوم تأييد حكم الإعدام للمتهمين، يُعد يوم زفاف لابنتها، وأضافت بقولها: «أول يوم أحس إني فرحانة وباكل وأنا مبسوطة، النهاردة فرح نوجا بنتي»، مشيرةً إلى أنها تسعى جاهدةً لعمل الخير، استكمالاً لمسيرة ابنتها.
التدبير مراراً لقتل «فتاة المول»
«دبروا لقتل بنتي أكتر من مرة»، بهذه الجملة التقط والد «فتاة المول» طرف الحديث من والدتها، ودموعه تنهمر من عينيه، مشيراً إلى أن المتهمة كانت تتردد على منزلهم بشكل يومي، كونها الصديقة الأقرب لابنته، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها، ودبرت لقتلها بدافع الغيرة، كما أنها قضت عليها وهي ترتدي ثيابها.
وتابع أن المتهمة اعترفت في تحقيقات النيابة أن ابنته كانت تبكي قائلة لها: «حوشيهم عني يا نورهان»، لكنها ساندت المتهمين في قتلها، وهي تقول: «موتي بقى، واخدة كل حاجة مني، أنا زهقت منك».
وشهدت قاعة محكمة الإسكندرية أجواء احتفالية أمس الأربعاء، عقب صدور الحكم في قضية «فتاة المول»، حيث تعالت أصوات صياح وزغاريد أهل المجني عليها، وامتدت حالة البهجة حتى العودة إلى منزلهم بكفر الدوار، في محافظة البحيرة، وإعداد ولائم الطعام واستقبال التهاني والتبريكات من أهالي القرية.