بريد الوطن .. سؤال يبحث عن إجابة: «ألست أستحق؟»
سؤال يبحث عن إجابة: «ألست أستحق؟»
سؤالٌ يجول بخاطرى منذ الصغر باختلاف دوافعه، فعندما كنت أذهب لشراء الحلوى وأنا صغيرة كنت أتساءل بغضب «لماذا لم يعطنى الرجل جميع الحلوى الذى يمتلكها.. ألست أستحق؟» فكبرت أكثر وتساءلت بغضب «لماذا لا يمنحونى عطلة من المدرسة أطول ألست أستحق؟»، ومرت السنوات وما زلت أتساءل مع اختلاف الدافع هذه المرة فتساءلت بحزن «لماذا لا يجمعنى القدر بصديقة لا تتغير مع تغير الأيام، صديقة تبقى شريكتى للأبد، صديقة بمثابة أخت، صديقة تُكنّ لى نفس الحب والوفاء؟ وهل يا تُرى سأظل أتساءل بمدى أحقيتى بمقابلة صديقة مخلصة أم إننى سألتقى بها عن قريب؟ أشعر بكل شىء لا أستطيع قوله ورأسى ملىء بما لا أستطيع استيعابه وكأن رأسى يجيد اللغة الروسية وأنا لا أفقه حروفها حتى. عجزت محصلتى اللغوية على وصف ما أشعر به، لدىّ الرغبة بقول الكثير من الكلام الذى أعجز عن ترتيبه وليس لدى طاقة كافية لقوله أساساً فقط أريد أن أبكى وأن يفهمنى أحدهم دون كلام. فى كل مرة ألوم بها نفسى على حكمها السريع على الثقة فى البشر من النظر إلى بعض العلاقات العابرة الذى كانت فى حياتى مؤخراً وفى كل مرة أقرر فيها أن أعيد النظر فى حكمى وأن أتقرب من أناس جدد أضطر إلى الجلوس مع نفسى عدة أيام لمواساتها ومسح دموعها والقول إنها كانت محقة فى حكمها من البداية. كتبت اليوم نصاً أعبر فيه عن وحدتى والآن أبحث عن أحد كى أقصه عليه، ولكننى لست بحاجة لأحد الآن لأنى تيقنت أن النص مناسب تماماً.
سما سعيد أحمد
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com