يعاني المجتمع المصري مثل باقي مجتمعات العالم من عدة ظواهر سلبية قائمة على التنمر والسخرية من كل شخص مختلف عن الآخرين، وأمام هذه الظواهر لم يقف «محمود» مكتوف الأيدي، بل يحاول مواجهتها، وحث وتشجيع الناس على الكف عنها من خلال «سيشنات» مصورة يظهر بها الجمال الكبير الذي يتميز به المختلفون عن غيرهم، على أمل أن يساعد ذلك في زيادة وعي الناس بأن كل البشر واحد وليس هناك أي شخص يستحق التنمر أو السخرية.
محمود طنطاوي، مصور يبلغ من العمر 20 عامًا، وطالب بالسنة الأخيرة بمدرسة الصنايع، ويقطن بمدينة بورفؤاد التابعة لمحافظة بورسعيد، وبدأت علاقته بالتصوير بعد أن نبهه أصحابه لموهبته، معقبًا: «كنت أنا اللي بصورهم دايمًا»، وعلى الفور بدأ يمارس هوايته بكاميرا هاتفه البسيط إلى جانب عمله قبل سنوات بأحد مصانع إنتاج قطع غيار السيارات.
وباء كورونا جعله يركز على التصوير
وباء كورونا كما كان له تأثير سلبي على العالم أجمع، ألقى بظلاله على «محمود» كذلك، إذ كان السبب في فقدانه لعمله بالمصنع، موضحًا: «وقتها دورت على شغل كتير ملقتيش، فقررت أهتم بموهتبي في التصوير أكتر»، واتجه بعدها إلى «يوتيوب» ليتعلم منه طرق التصوير المختلفة، حتى استطاع أن ينتج صور عالية الجودة والاحترافية، كانت السبب في زيادة متابعيه على منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
صور لمواجهة ظواهر المجتمع السلبية
المصور الشاب يحاول منذ فترة أن يواجه أي ظاهرة سلبية يلحظها في المجتمع المحيط به، من خلال إجراء جلسات تصوير ليوصل فكرته إلى الناس ويحثهم على الكف عن تلك الأفعال والأقاويل التي تسبب أذى نفسي إلى أي شخص موجهه له، إذ نفذ بجلسة تصوير لمواجهة التنمر من مرضى البهاق، وكذلك من المصابين بمرض المهق، كما أجرى جلسة تصوير لمواجهة التحرش الجنسي واللفظي الذي تتعرض له النساء والفتيات بالشوارع، معقبًا: «الحمد لله الناس بتنبه من خلال الصور إن ده غلط، والفكرة بتوصلهم وبيقتنعوا».
ومؤخرًا حاول «محمود» أيضا أن يواجه التنمر الذي تتعرض له النساء بسبب شعرهم «الكيرلي» المموج، ومطالبتهن بالعمل على أن يتمتعن بشعر ناعم مثل الأخريات، كما يخطط في الفترة المقبلة لإجراء جلسة تصوير لمواجهة ظاهره العنف ضد المرأة والأطفال، بعد أن شهدت الفترة الأخيرة أكثر من واقعة يتعرض فيها النساء والأطفال لعنف.
تعليقات الفيسبوك