محمد صلاح في أول ظهور بعد هزيمة نهائي كأس الأمم الإفريقية
حالة كبيرة من الحزن سيطرت على لاعبي المنتخب المصري على رأسهم اللاعب محمد صلاح، بعد خسارة نهائي النسخة المنقضية قبل أيام من كأس الأمم الإفريقية، على يد المنتخب السنغالي، إذ دخل غالبيتهم في حالة صدمة دفعت البعض إلى حد البكاء.
حالة الاحباط تلك ورغم مرور أيام على الهزيمة مازالت مسيطرة على النجم المصري، لدرجة جعلت مديره الفني الألماني يورجن كلوب، يؤكد علي ذلك في حديثه للموقع الرسمي لليفربول: «نعم لقد عاد صلاح إلى ليفروبول، لكنه محبط للغاية وهزيمة النهائي ما زالت في ذهنه».
تصريحات يورجن كلوب، دعمتها الصور التي الُتقطت لـ«صلاح» في أول تدريب له مع ناديه الإنجليزي فور عودته، وعلت وجهه ملامح الحزن على وجهه، كما ظهرت هذه الحالة على أدائه، خلال مباراة فريقه أمس أمام نادي ليستر، لدرجة جعلته لا يذهب إلى الاحتفال مع زملائه بالفريق بعد أن أحرزوا الهدف الثاني، الذي ضمن لهم نقاط المباراة الثلاث.
انظر لنفسك من زاوية الناقد
وحول كيفية خروج «صلاح» من هذه الحالة، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الخروج الحزين من نهائي كأس الأمم الإفريقية ألقى بظلاله النفسية على كل لاعبي المنتخب، ولكن بدرجات متفاوتة، موضحًا: «صلاح الأكثر حزنًا وتأثرًا»، لافتًا إلى أن ذلك يعود إلى عدة أسباب، يأتي في مقدمتها أنها المرة الثانية التي يصل فيها قائد المنتخب إلى نهائي البطولة ولا يحققها ولا يحمل كأسها.
ويوضح «هندي» في حديثه مع «الوطن»، أن الأمر الثاني المتسبب في تلك الحالة، يعود إلى أن «صلاح» يسعى دائمًا إلى الأفضل، ويهتم كثيرًا بتحقيق إنجازات غير مسبوقة، كما أنه يعلم جيدًا أهمية هذا اللقب الإفريقي بالنسبة لمنافساته الدائمة على جائزة أفضل لاعب في العالم، لأنه يدرك جيدًا أن من أهم معايير الفوز بتلك الجائزة أن يكون اللاعب استطاع تحقيق إنجازات مع منتخب بلاده، فضلًا عن العقلية الاحترافية، التي يتمتع بها «صلاح» وتقوده دائمًا نحو استهداف منصات التتويج، مضيفًا: «كل دي أمور سببت إحباطًا له، لدرجة جعلت علامات الإحباط تظهر عليه، واللي يبص لمحمد صلاح هيستشعر بكل سهولة حجم الإحباط اللي وصله وشعوره بعدم الرضا وخيبة الأمل».
وليد هندي: ما يعاني منه «صلاح» قد يقوده إلى اكتئاب
ويلفت استشاري الصحة النفسية، إلى أن كل هذه الأمور قد تؤدي بـ«صلاح» إلى الاكتئاب، ناصحًا قائد المنتخب المصري بضرورة أن يكون راضيًا عن نفسه خلال تلك الفترة، وعليه الخروج الآن من عباءة اللاعب، وأن ينظر إلى نفسه من زاوية الناقد ليقيم ما قدمه مع المنتخب سواء كلاعب أو كقائد له، مضيفًا: «وقتها هيرضى على نفسه أوي»، خاصة بعد أن كان قائدًا حقيقيًا للمنتخب طوال مباريات البطولة، وكيف ساهم في رفع الضغط والتوتر عن زملائه بتصريحات فارقة أطلقها خلال البطولة، ساهمت بشكل كبير في تجميع جماهير كرة القدم حول المنتخب من جديد، إضافة إلى دوره الكبير والمحوري في وصول المنتخب المصري إلى نهائي البطولة.
استشاري: «صلاح» يجب أن يحدد طموحاته وأآماله
ويطالب «هندي»، من قائد المنتخب الوطني، أن يعمل خلال الأيام المقبلة على تجديد آماله وطموحاته مع منتخب مصر، خاصة إنه ينتظره هدفًا أسمى وهو الصعود إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022، وآمال الملايين من المصريين تنتظر لاعبهم المفضل أن يحقق لهم هذا الهدف.
وينصح استشاري الطب النفسي «صلاح»، بضرورة ألا يجالس أي شخص يحمل طاقات سلبية خلال الأيام القادمة، موضحًا: «حاول متقعدش غير مع الناس الإيجابين، وأنا بقولك متقعدش بقى الأيام الجاية دي غير مع ساديو ماني، لأنه شخص إيجابي وهيرفع من روحك المعنوية»، ويجب أيضًا أن تُفصح عما يدور داخلك إلى المقربين منك، مثل زوجتك أو المدير الفني لفريقك أو صديق مقرب له.
حلول سحرية
ويردف «هندي»، أن الحل السحري في خروج «صلاح» من حالة الإحباط تلك، يتمثل في قضاء وقت للعب واللهو مع بناته، معقبًا: «لاعب بنتك يا أبومكة، واضحك معاها وهزر، هتخرج من اللي أنت فيه، وهتشوف على وشها الابتسامة الجميلة هتديك أمل»، كما طالبه بمشاهدة فيلم «الممر»، موضحًا أنه استمع لحديث «صلاح» مع اللاعبين، واستشعر أنه قارىء للتاريخ ويملك رؤية ويستطيع الخروج من أي واقعة بالدروس المستفادة منها، معقبًا: «لو شاف الفيلم هياخد باله إزاي خرجوا من خرم إبرة وحققوا الانتصار».
ويختتم استشاري الصحة النفسية، حديثه مطالبًا اللاعب بمحاولة النوم كثيرًا أيضا خلال تلك الفترة، موضحًا أنه عليه أخذ قسط وفير من النوم خلال تلك الفترة «وياريت كمان لو قدرت تغير من تسريحة شعرك، وتخف دقنك شوية، وتعمل نيولوك جديد، عشان تفوق وتفوقنا، لأننا كلنا أملنا فيك كبير».
تعليقات الفيسبوك