"المصبغة الإيرانية".. شاهد على زواج الأميرة فوزية بـ"الشاه"
في باب اللوق، بوسط البلد، تظهر لافتة كبيرة، على أحد المحلات القديمة تشير بأحرفها البيضاء إلى المكان العتيق الذي مرت عليه حكام ووزارات ولازال محتفظا ببقائه.. "المصبغة الإيرانية" يحمل اسمها الكثير من الذكريات التي امتدت منذ عام 1945.
بداخل المصبغة، يجلس رجل ستيني يريح جسده المثقل بهموم الزمن على كرسي متحرك في واجهة المارة بابتسامة عريضة تكشف نقاء قلبه.
"لما شقيقة الملك فؤاد الأميرة فوزية تزوجت من شاه إيران، سمينا المصبغة على اسم إيران، ترحيبًا بالنسب الإيراني" بهذه الجملة تحدث "عبد المتجلي" عن تاريخ المصبغة وتسميتها بهذا الاسم، ملوحا بيده التي طبعت عليها آثار الصبغة ترجع لـ"50" عاما، هي زمن عمله في تلك الصنعة.
يتذكر صاحب المصبغة "فؤاد فتوح" الذي كان يعمل معه وقت أن كان صبيًا صغيرًا، وتعلم على يده الكثير في فن الصبغة؛ كونها صنعة لا يجيدها إلا من أتقنها جيدًا.
"أسعار الصبغة عندنا كويسة، البنطلون بـ25 جنيه والجاكيت بـ50 جنيه، كمان الحاجة بتيجي هلكانة، بعد الصبغة بتبقى حاجة تانية خالص".
تحدث الرجل الذي لم تغرب الابتسامة وجهه النحيف الذي ظهر عليه آثار الشقاء، كاشفًا عن سر نجاحه في تلك الصنعة فهو يحصل على الصبغة من الإسكندرية ليصبغ أنواع مختلفة من الملابس بطريقة تبرز براعة رجل اتقن صنعته حتى جعلته معروفًا في أرجاء القاهرة وربوعها؛ لكنه يشكو تغير الأحوال التي أتت بحكومات مختلفة جعلت البلد تسير في طريق متخبط وارتفعت الاسعار وارتفع معدل الفقر.
وبتلقائية معهودة، قال الرجل الستيني: "30 يونيو كويسة، بس الإرهاب هو اللي مخوفنا، ومبسوط بالسيسي لأنه عمل حاجات كتير وعمل قناة السويس، لكن مرسي معملش حاجة خالص".