زوجان مسنان يهربان من قنا خوفاً من الثأر: «الحقونا»
حالة من الوهن تبدو على وجهيهما لا تدرى هل سببها كبر العمر أم المرض أم الذعر الذى يعيشان به منذ ما يقرب من العام، حين فرا من مركز «فرشوط» بمحافظة قنا، للاحتماء بالقاهرة وأهلها من ويلات الثأر التى حصدت أرواح عدد كبير من عائلتهما، وسلبت ممتلكاتهما الشخصية بما فى ذلك المسكن الذى يؤويهما وما يحويه من متاع.
زكريا محمد ونادية فتحى زوجان من نفس العائلة (أبوسحلى) توجها لـ«الوطن» لإطلاق استغاثة، بعد أن فقدا الأمل ليس فقط فى العودة لمنزلهما المسلوب، إنما للعيش بأمان فى ظل الخلافات الثأرية التى نشبت بين عائلتى «أبوسحلى» و«مخلوف»؛ حيث روت الحاجة نادية المأساة التى تحياها هى وزوجها منذ شهر ديسمبر الماضى: «كنا نايمين وفوجئنا بهجوم على العمارة التى نسكن فيها إحنا وعدد من أبناء العائلة، وكسروا الباب الخلفى للشقة والزجاج، وظلوا يطاردوننا بالسلاح لمدة 3 ساعات، إلى أن استطعت أنا وزوجى بالكاد الفرار إلى بيت أختى بمساعدة الأمن».
«خناقة عيال»، هى سبب الثأر، وفقاً لكلام «زكريا»، مؤكداً أن الطب الشرعى أثبت أن سبب وفاة ابن عائلة مخلوف هو إصابة من الخلف، بما يعنى براءتنا من دمه، ومع ذلك جرت الدماء بين العائلتين، وسقط منهما الكثير، ومهما حاولنا الصلح تنتهى الأمور بالفشل: «ليس لدينا أبناء، وتخطينا الستين من العمر، ومع ذلك نعيش مطارَدين».
مدير الأمن لم يقدر على فعل شىء، بحسب «زكريا»، مؤكداً أن الصلح هو الحل الوحيد الذى وجههم إليه لإنقاذ الموقف، فليس بإمكان الأمن مهاجمة العمارة المحتلة لما يمثله ذلك من مجازفة غير مؤتمنة المخاطر، وبالرغم من استعداد عائلة «أبوسحلى» للصلح، بل وتقديم كفنين، رفضت عائلة «مخلوف»، ليبقى الوضع على ما هو عليه، ويبقى «زكريا» وزوجته مشردين، ولو رغبا فى أخذ شىء من متاعهما الموجود بالشقة، يضطران إلى الاستئذان أولاً، ويتدخل وسطاء، ويذهبان تحت تهديد السلاح.
«طول عمرنا نعرف أن الثأر بيكون بالقتل مش باحتلال البيوت»، قالتها «نادية»، دامعة العينين، متعجبة من عجز الجميع عن حمايتهما، بالرغم من أن عائلة «أبوسحلى» قدمت الكثير للوطن: «عمى المرحوم المستشار أنور أبوسحلى، وزير العدل الأسبق، وابنه المستشار محمد أنور أبوسحلى، رئيس محكمة شمال السويس للإرهاب، وابن عمى المستشار عبدالنصر أبوالوفا أبوسحلى، مستشار فى محكمة الزقازيق، وجميعهم يقفون مكتوفى الأيدى أمام ويلات الثأر، حتى مدير الأمن والمحافظ لم تفلح خطاهما، لنبقى أنا وزوجى مشردين فى القاهرة بينما أراضينا وبيوتنا فى أيدى مسلحين تحت علم الجميع».