السيناوي بين 3 خيارات.. "نازح مهجر محاصر" بسبب "الإرهاب"
![السيناوي بين 3 خيارات..](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/280632_Large_20141102075208_12.jpg)
عام ونصف العام مر، لم يكن سهلاً أن يمر تحت نير الرصاص والقتل والإرهاب، التهجير «الذى رأته الحكومة حلاً مثالياً بعد عام ونصف العام من المعاناة، رأته 3 آلاف أسرة ملجأها الوحيد قبل أن تتخذ الحكومة قرارها بثلاثة أشهر، فكان «النزوح» هو أملهم الأخير نحو حياة لا يتنفسون فيها رائحة الموت كل صباح.
معاناة «النازحين» لم يلتفت إليها أحد قبل أن تبدأ معاناة «المهجرين»، آلاف من مواطنى قرى التومة والجورة والمقاطعة والمهدية برفح والشيخ زويد فروا إلى العريش وبئر العبد، بلا تعويض عن منازلهم التى تركوها واليوم لن يجدوها حين يقررون العودة، ودون بديل عن مدارس أغلقت أبوابها، لأن طلابها لم يأمنوا على حياتهم بداخلها فهجروها، معاناة بدأت فى قرى رفح والشيخ زويد ولم تنته فى العريش وبئر العبد، حيث بدأت معاناة من نوع جديد.
طلبة المدارس هم الجزء الأكبر من المعاناة بحسب الناشط «آسر السيناوى»، الذى أكد أن عدد النازحين يقدر بالآلاف من هذه المناطق قبل قرار التهجير الذى تفرغ له الإعلام مؤخراً سواء بالدفاع عنه أو انتقاده «الناس دى سابت بيوتها قبل القرار الحكومى ومع الأسف محدش بصلها ولا اهتم بيهم ولم يبعث أحد بكاميرا لنقل معاناتهم وحتى محافظة شمال سيناء لم تراعِ ظروفهم سواء بالتعويض أو توفير ظروف مناسبة فى أماكنهم الجديدة»، «آسر» أكد أن النازحين من طلبة المدارس قابلوا تعنتاً من التربية والتعليم بالعريش بشكل كبير جداً، وكأنه «عقاب» لهم بحسب رأيه «مديرية التعليم رفضت تحويل أوراق هؤلاء التلاميذ سواء بالمدارس الفنية أو العامة بحجة كثافة الفصول وتركتهم بلا أمل فى عودة لمدارسهم القديمة ولا حل فى مدارس جديدة»، أكثر ما يخشاه النازحون الآن ألا يتم تسويتهم بالمُهجرين سواء فى التعويضات أو تخصيص المدارس والفصول التعليمية.[SecondImage]
الأزمة لا تقتصر على النازحين بإرادتهم فحسب، تطول حتى من لم يترك مكانه، بوجه عبوس، يودع «محمد عبدالهادى» عائلته لاستقبال يوم دراسى جديد، داعياً ربه بتيسير الحال الذى تعسر بسبب ساعات الانتظار الطويلة لوسيلة مواصلات لا تأتى، قاصداً مدرسته التى لم يكن بالغها إلا بشق الأنفس، فالطريق الفاصل بينها وبين منزله يبلغ طوله 40 كيلومتراً، وبسبب الظروف الأخيرة أقدمت الجهات الأمنية على إغلاقه، لتسلك السيارات طرقاً فرعية لا تخلو من المخاطر.
أفكار متناثرة تسيطر على عقل الطالب المجتهد يومياً، بإنهاء اليوم الدراسى قبل بدايته، رغم كونه لم يفوت حصة دراسية واحدة مهما بلغت الأعذار، لكن تدنى المستوى الأمنى مع غياب وسائل المواصلات التى تقله إلى المدرسة، يضطره فى بعض الأحيان إلى الذهاب والإياب سيراً على الأقدام.
لا يستوعب طالب الثانوى السبب فى استمرار العملية التعليمية بمحافظة شمال سيناء رغم الاضطرابات الأمنية، بقوله «الدبابات والطائرات تحوم حول المدارس، طول الوقت بنسمع أصوات طلقات الرصاص، وقعت حادثة لزميل لى بالمدرسة تعرض ووالده إلى إطلاق النار العشوائى على سيارتهم قبل وصوله المدرسة».
مرتان أسبوعياً خصصهما «محمد» للتوجه إلى المدرسة، ليبلغ بهما السلامة الجسدية والنفسية، ويفلت بحياته من موت محقق، بحسبه «مفيش قدامى إلا المذاكرة طول الأسبوع فى البيت، ويحتمل أكمل باقى العام الدراسى فى المنزل لحد ما الأوضاع تهدى».