فتاة التنميل بالبحيرة: راضية بقضاء ربنا.. وخالتها: الناس بيعزوني فيها
فتاة التنميل في البحيرة
تواجه حبيبة صالح، الطفلة ذات الـ17 عامًا، بوجه مبتسم ونفس راضية، مصيرها الذي أخبرها به الأطباء قبل شهور قليلة، وهي أنها ستفارق الحياة خلال أيام معدودة، الأمر الذي أصاب أهلها بحالة من الحزن واليأس، وهم يرون فلذة أكبادهم تذبل يوما بعد يوم لينتهي بها الحال بالموت.
الطفلة تفقد القدرة على المشي
والتقت «الوطن» بـ«حبيبة» المصابة بمرض نادر «التنميل»، حيث أشارت إلى أنها بدأت تظهر عليها أعراض المرض منذ سن العشر سنوات، إلا أنها اشتدت أعراضه في الآونة الأخيرة حيث فقدت القدرة على المشي والتحكم في تحركاتها.
وأضافت «حبيبة» بنت محافظة البحيرة، أنها تتحدى ظروف مرضها حيث واصلت مسيرة تعليمها حيث قررت الالتحاق بالثانوية العامة وتتلقى تعليمها منزليا، وتابعت قائلة: «كنت منهارة أول ما الدكتور قالي هتموتي خلال أيام بس رضيت بقضاء ربنا».
خالة الطفلة: «ربتها من وهي في عمر شهرين»
وأشارت إلى أن والدها توفي منذ صغرها وتزوجت والدتها من شخص آخر وتقوم على رعايتها خالتها وجدتها، مضيفة أنها تعاني من آلام شديدة في الرأس والأطراف كما أنها تتعرض لهواجس بشكل يومي إثر حديث الطبيب عن وفاتها قريبا.
والتقطت خالتها أطراف الحديث، قائلة: «حبيبة بنتي الأم هي اللي ربت مش خلفت وأنا بربيها من وهي في عمر شهرين»، مشيرة إلى أنها لا تتحمل رؤيتها تتألم ولا تستطع مساعدتها الأمر الذي يزيد معاناتها.
وتابعت باكية: «جدها مات من حزنه عليها بعد كلام الدكتور أنها هتتوفى خلال أيام»، مشيرة إلى أن جدها كان يتألم على آلامها، حيث أنها تعاني على مدار اليوم من أوجاع بأنحاء جسدها.
وأضافت أنها لم تعد تتحمل نفقات العلاج الذي لا جدوى به حيث ترددوا مرارًا على العديد من الأطباء، حيث اختلف تشخيص كل منهم لمرض حبيبة بعضهم يرى أنه ضمور في العضلات والآخر يذكر أنه ضمور في خلايا المخ.
وواصلت حديثها، أنها تلقت نبأ اقتراب وفاة حبيبة من الطبيب بحالة من الصدمة كونها فقدت ابنها في وقت سابق وتخشى فقدان حبيبة التي تعتبرها ابنتها هي الأخرى، مضيفة أنها لم تستطع إخفاء ذلك عنها فأصيبت في بادئ الأمر بحالة من الحزن الشديد إلا أنها رضت بقضاء الله بعد ذلك.
وذكرت أنها تلقت العزاء في حبيبة من أقاربها وجيرانهم عقب كلام الطبيب قائلة: «الناس كانت بتتردد علينا يطمنوا على حبيبة ويعزوني فيها»، مناشدة المسؤولين بتولي الحالة الصحية للطفلة وإجراء الكشف الطبي عليها وتشخيص مرضها بصورة صحيحة.
ومن جانبه، أشار هاني غريب جار الفتاة لـ«الوطن»، أنه تواصل مع عدد من الأطباء بشأنها إلا أنهم لم يجمعوا على إصابتها بمرض معين، كما أشار إلى أن الطيب أخبره أيضا بنبأ وفاتها قريباً وهو يبكي، مناشدا بعلاجها.
واختتمت «حبيبة» حديثها بمناشدة المسؤولين لاسيما وزارة الصحة بتبني حالتها وإجراء الفحوصات الطبية لها حتى يطمئن قلبها عقب كلام الطبيب لها بأنها ستتوفى بعد أيام قليلة، مطالبة الناس بالدعاء لها.