برعت موهبة «محمد» في نحت التماثيل الفرعونية، فراح يشكل منها العديد من النماذج ويغزو بها دولا كثيرة وينشر الثقافة والتاريخ الفرعونيين، حتى شهد له الكثيرون ممن رأوا فنه بأنه يتحدى الصين بأعماله، إذ اشتهر بقدرته الفريدة على تصميم القطعة الفرعونية التي يبلغ طولها سنتيمترات معدودات وتحويلها إلى نموذج طوله عدة أمتار دون الإخلال في التوان وتناسق المقاسات.
يحكي محمد أحمد، وشهرته «سامبو»، 31 سنة، من أبناء مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية، وحاصل على دبلوم صنايع، في حديث لـ«الوطن»، أنه بدأ رسم ونحت التماثيل الفرعونية منذ نحو 18 عامًا، وأنه توارث هذه الحرفة والموهبة عن والده؛ إذ كان يعمل نحاتًا فرعونيًا أيضًا.
النحت على الطين والجبس والحجر
مواد مختلفة يستعملها «سامبو» في تجسيد أعماله الفنية، منها الطين والجبس والحجر: «أول مرحلة هي إني بحدد الشكل المبدئي للعمل بتاعي.. وبعدين ببدأ إني أبرز وأحدد الملامح أكتر»، كما يستعمل أدوات متعددة في أعماله، أبرزها الأزميل والشاكوش.
«المرحلة التالتة هي تجهيز الاسطمبة، وآخر حاجة في النموذج اللي هيكون عليه الشكل النهائي للعمل»، بتلك الكلمات شرح «سامبو»، الاسطمبة بأنها عادة تُصنع من الرابر والسليكون والفايبر جلاس، وأنه بعد انتهائه من العمل يبدأ في تلوينه على حسب رغبة الزبون.
لم يكتف الشاب الثلاثيني بالموهبة والخبرة التي اكتسبها سواء من والده أو من خلال سنوات عمله الطويلة، وإنما راح يقرأ الكثير من الكتب عن التاريخ الفرعوني وطريقة نحت التماثيل الفرعونية ليتمكن من أداء أعماله بحرفية أكثر: «الحمد لله معروف بقدرتي على تحويل قطعة فرعونية صغيرة لقطعة كبيرة وأنا محافظ على تناسق المقاسات».
سامبو: بيتقال عني بتحدى الشغل الصيني
أعمال فنية فرعونية كثيرة أنتجها «سامبو»، أكبرها حجمًا كانت مسلة بطول 12 مترا وتمثال لرمسيس الثاني بطول 4 أمتار، والعملان من مادة الفايبر، بالإضافة إلى تماثيل لملوك آخرين، مثل توت عنخ آمون، إخناتون، نفرتيتي، وآمون رع: «بصدر شغلي لدول كتير منها البرازيل والأرجنتين وفرنسا وألمانيا.. ودايمًا بيتقال عني إني بتحدى الشغل الصيني».
أخطاء مقصودة في الأعمال الفنية
أوقات كثيرة يتعمد فيها «سامبو»، ترك بعض الأخطاء في أعماله الفنية، ليطمئن العميل بأن المنتج «شغل يدوي»؛ إذ أن زبائن كثيرين يفضلون الأعمال اليدوية ويغرمون بأخطائها: «الأخطاء بتبين حلاوة الشغل وأنه يدوي مش صيني ولا شغل مصانع»، وفقًا لـ«سامبو»، وأن الأخطاء المُتعمدة عادة ما تكون اختلاف في حجم العينين، أو الكتابة الخاطئة لبعض الحروف.
تمنى «سامبو» في نهاية حديثه أن يكون هناك مزيدًا من الاهتمام بالفنانين وأصحاب المواهب المختلفة، وتوفير المناخ المناسب للارتقاء بمواهبهم واستغلالها: «بتمنى إني يكون عندي المعرض الخاص بشغلي وعلامة مسجلة خاصة بيا».
تعليقات الفيسبوك