«محلب» و«تواضروس» يفتتحان الكنيسة المعلقة بعد 16 عاماً من «الترميم»
![«محلب» و«تواضروس» يفتتحان الكنيسة المعلقة بعد 16 عاماً من «الترميم»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/274511_Large_20141011083435_16.jpg)
افتتح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، صباح أمس أعمال ترميم الكنيسة المعلقة بمنطقة مصر القديمة، بعد إتمام أعمال التجديد والترميم بها، وذلك بحضور البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزراء الآثار، والصناعة، والتنمية المحلية، والتطوير الحضرى، وسفراء عدد من الدول.
واستمع رئيس الوزراء إلى شرح حول تفاصيل مشروع الترميم الذى تم تنفيذه فى الكنيسة، والذى جاء ضمن مشروع شامل لتجديد الكنيسة وإعادة إحياء منطقة مجمع الأديان بأكملها، بدأ عام 1998م، بتكلفة إجمالية قاربت نحو 101 مليون جنيه، كان نصيب مشروع ترميم الكنيسة المعلقة منها نحو 39 مليون جنيه.
وخلال كلمته قال رئيس مجلس الوزراء: أتذكر اليوم كلمة البابا شنودة الشهيرة، «مصر ليست وطنا نعيش فيه، ولكن وطن يعيش فينا»، فمصر هى المحبة والسلام، مصر التى تجمعنا ولا تفرقنا، مصر التى لا تيأس، ولتنظروا جميعاً إلى المنطقة التى حولنا، فما دمنا كمصريين متحدين، ويداً واحدة، فلن نخاف من أى شىء، وسنبنى بلدنا.
وأشار إلى أنه التقى البابا شنودة فى الوقت الذى كانت تتم فيه أعمال ترميم الأزهر الشريف، وقال له إن أعمال ترميم الكنيسة المعلقة ستلقى نفس الاهتمام.
وأضاف المهندس إبراهيم محلب: من يريد أن يفهم مصر فليأت لزيارة مجمع الأديان، حيث يتجاور جامع عمرو بن العاص، مع الكنيسة المعلقة ومعبد عزرا اليهودى، نحن كمصريين عشنا فى سلام، وسنعيش فى سلام، ولن يستطيع أحد أن يُحدث فرقة بيننا، فمن الممكن أن يكون هناك حدث أو فصيل يحاول ذلك، ولكن لن تنجح محاولات الفُرقة بيننا.
وأشار إلى أن «الكنيسة المعلقة كانت داخل منطقة أصابها الوهن، وهى منطقة مصر القديمة، وأصررنا على أن نضىء شمعة فى هذه المنطقة، وأنجزنا بالفعل الكثير من أعمال التطوير، ومستمرون، والمنطقة الآن جاهزة لاستقبال السياحة، وعلى أهالى مصر القديمة أن يحافظوا على ما تم إنجازه»، مؤكداً أن هناك جهوداً تُبذل فى مناطق متعددة، سواء فى تطوير منطقة وسط البلد، أو شارع المعز، أو منطقة الأهرامات التى سيتم افتتاحها قريباً، وهذا كله أكبر شهادة لعظمة مصر.
وأوضح محلب أنه «كانت هناك تحديات هندسية كبرى فى أعمال ترميم الكنيسة المعلقة، يجب أن تسجل فى هذا المشروع، ويجب أن يكون هناك فيلم تسجيلى تتولاه شركات المقاولات التى عملت بالمشروع، فالدولة أنفقت ١٠١ مليون جنيه لأعمال التطوير التى شهدت تباطؤاً أو توقفاً فى بعض الأوقات، ولذا زرت الكنيسة ٣ مرات مؤخراً، إحداها عندما كنت وزيراً للإسكان، وكانت هناك جهود كبرى للتعامل مع المياه الجوفية التى كانت أسفل دور العبادة بالمنطقة كلها».
وقال محلب بتلك المناسبة: «طول ما احنا مع بعض هنبنى بلدنا، ومش هنخاف من حد، وهنعيش فى سلام ومحدش هيقدر يعمل فُرقة بين أطياف المجتمع، وطول ما احنا مع بعض لو حبينا بلدنا مصر هتبقى من أعظم الدول». وفى نهاية كلمته قال رئيس الوزراء: إننا نرسل من هنا كلمات حب وسلام للعالم كله، وهذا كله يؤكد أننا على الطريق الصحيح.
وفى كلمته قال البابا تواضروس الثانى: فى هذا اليوم نقدم ثلاث رسائل، الأولى رسالة وفاء للأجداد والآباء الذين تعبوا وبنوا هذا الصرح الذى نفتخر به، والرسالة الثانية، رسالة وعى نقدمها لكل المصريين، فمصرنا الحبيبة متحف حى للحضارة والتاريخ، ولذا يجب أن نفرح ونصون ونحفظ آثارنا التى نباهى بها العالم، والدولة برغم كل الظروف تهتم بآثارنا، وتعلن لكل مصرى أن له جذوراً وأصولاً، له أن يفتخر بها.
أما الرسالة الثالثة، فهى رسالة سلام لكل العالم، من هذه البقعة، بأنه يمكن أن يتعايش الجميع فى سلام، فنرى فى هذا المكان كل جانب من الديانات السماوية يتعايش الجميع فى سلام، فنحن نقدم النموذج لكل العالم أننا نستطيع أن نحيا فى سلام، ومصر كما هى دائماً كأم الدنيا، تقدم النموذج لكيف يمكن أن تتعايش الأديان، مشيراً إلى أن الأديان جاءت لـ«صنع المحبة وليست للتناحر».
وأضاف البابا تواضروس الثانى: نحن نفرح برعاية الدولة ومسئوليها، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، فعلى الرغم من أن ظروفنا ضيقة، فقلوبنا متسعة لكل عمل إيجابى على أرض بلدنا.
وسلم تواضروس رئيس الوزراء هدية تذكارية لجهوده فى ترميم الكنيسة المعلقة.
تجدر الإشارة إلى أن الكنيسة المعلقة تسمى كنيسة السيدة العذراء، والقديسة دميانة، وسميت بـ«المعلقة» لأنها مشيدة فوق عدد من أبراج الحصن الرومانى المعروف باسم حصن بابليون. وقد بدأ بناؤها أواخر القرن الرابع أو بداية القرن الخامس الميلادى، وتم تجديد عمارتها العديد من المرات على مر العصور، أبرزها فى العصر الإسلامى عام 1775م.
وللكنيسة المعلقة أهمية دينية، فقد كانت فى فترات كثيرة من العصر الإسلامى يتم فيها رسامة البطاركة، وعقد كثير من الاحتفالات الدينية المسيحية الكبيرة.