دينا عبدالفتاح تكتب : .. في اليوم العالمي للسياحة !
دينا عبدالفتاح
يحتفل العالم "يوم الاثنين" باليوم العالمى للسياحة، الذى يتم الاحتفال به يوم 27 سبتمبر من كل عام، وبدأ الاحتفال به لأول مرة عام 1980، أى منذ 40 عاماً.
ويأمل العاملون فى القطاع السياحى، سواء شركات أو أفراد، فى عودة النشاط السياحى إلى سابق عهده بعدما شهد تراجعات حادة على مدار عامى 2020 و2021 بسبب انتشار جائحة كورونا حول العالم، وتأثيرها المباشر فى تقييد حركة الوفود السياحية، وكذلك تأثيرها على معدلات إنفاق السائحين الذين تراجعت دخولهم بفعل الجائحة.
ويوظف القطاع السياحى فرداً من كل 10 أفراد حول العالم، وسجّل حجم خسائره خلال جائحة كورونا نحو 4 تريليونات دولار.
ورغم التعافى النسبى فى نشاط القطاع السياحى العالمى خلال الشهور الثمانية الأولى من عام 2021، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، التى شهدت إغلاقاً عالمياً شبه كامل وتوقف حركة السفر والسياحة بين البلدان المختلفة، فإن خبراء السياحة لا يتوقعون عودة أرقام عام 2019 إلا فى عام 2023، وهو ما يعنى أن القطاع السياحى سيظل يعانى بعض الوقت، وسيكون مضطراً لأن يصمد أمام الظروف الصعبة التى يمر بها.
وتواجه الدول النامية تحديات أكثر صعوبة على مستوى القطاع السياحى، وكانت هى الأكثر تأثراً بجائحة كورونا، حيث تراجعت فيها الإيرادات السياحية وأعداد السائحين بين 60 و80% خلال فترة الجائحة، مقارنة بأرقام أقل كثيراً لدى الدول المتقدّمة، وكان يعود ذلك بشكل رئيسى إلى عدم تلقى شريحة كبيرة من سكان الدول النامية اللقاحات المقاومة لفيروس كورونا، وانخفاض الإجراءات الاحترازية والوقائية لديها بفعل ضعف الإمكانيات المادية.
وشهد قطاع السياحة المصرى معدلات خسائر تاريخية بين شهرى يوليو 2020 ومارس 2021، حيث سجل القطاع تراجعاً بنحو 46% على مستوى نشاط القطاع ككل، إلا أن المعدلات خلال الشهور الأخيرة أخذت فى التحسن النسبى، مع توقعات باستمرار دفة التحسّن حتى نهاية العام الحالى 2021.
ورغم الطفرة الكبيرة التى شهدتها السياحة المصرية على مدار العامين السابقين لجائحة كورونا، ونجاح القطاع فى استعادة أرقام عام 2010، فإن الدولة المصرية تمتلك مقومات سياحية تمكنها من تحقيق المزيد من الطفرات المستقبلية فى هذا القطاع، خاصة بعد الطفرة التنموية التى شهدتها مصر، والتى صنعت مراكز جذب سياحى جديدة أمام العالم أجمع، مثل المتحف القومى للحضارة الجديد، والمدن الجديدة مثل العلمين الجديدة، والجلالة، وغيرها من المدن السياحية، التى ستُحقق طفرات كبيرة فى معدلات زيارتها.
ولكن يبقى «التسويق» هو كلمة السر فى تعزيز إيرادات وأعداد السائحين الوافدين لمصر، فلا بد أن تجتهد الأجهزة التنفيذية بشكل أكبر فى أساليبها الترويجية، وأن تواصل اختراق الأسواق الكبرى لتحصل على حصة أكبر من الوافدين من تلك الأسواق.
كما ينبغى أن تبحث الأجهزة السياحية والشركات معاً عن أسواق جديدة لم يتم اختراقها من قبل، وتعزيز أعداد الوافدين منها، لمواجهة التراجعات المتوقعة حتى عام 2023 فى أسواق الاتحاد الأوروبى، التى تسبّبت جائحة كورونا فى انهيار دخول الأفراد لديها، فضلاً عن التدابير المتشدّدة التى تتخذها تلك البلدان حول سفر مواطنيها للخارج.
ويجب كذلك التوسّع فى استقبال الشخصيات العالمية الشهيرة فى جميع المجالات وتحديداً الفن والرياضة اللذين يحظيان بمتابعة عالمية كبيرة، وتسويق زيارة هذه الشخصيات لمعالم سياحية مهمة من خلال الصحافة العالمية ووسائل التواصل الاجتماعى.
ولا بد أن يكون رهاننا الأبرز فى حملاتنا التسويقية هو السعر التنافسى الذى نقدّمه للسائح مقابل معالم طبيعية وحضارية فريدة على مستوى العالم، وهو الأمر الذى يمكننا من توسيع دائرة الشريحة المستهدفة فى خططنا التسويقية لتضم منخفضى ومتوسطى الدخل فى البلدان المختلفة.