بانادول VS ريفو.. كورونا تنعش مبيعات الأول وتغتال الثاني: السر «عقدة الخواجة»
أقراص «بانادول» تحقق نصف مليار جنيه مبيعات.. و«ريفو» يعمق خسائره
«بانادول» VS «ريفو».. هل انتصرت «عُقدة الخواجة» لمبيعات الأجنبي؟
في وقت يحظى فيه «بانادول» الذي يحتوي على مادة الباراسيتامول، التابعة لمجموعة الأدوية المسكنة للآلام وغير المخدرة، والتي تستخدم في تسكين الآلام الخفيفة والمتوسطة وخفض الحمى، بإقبال ملحوظ وطلب عالي في الصيدليات، لا يراوح عقار «ريفو» الذي يقوم تقريباً بنفس الأداء رغم انتمائه لنفس المجموعة المسكنة، وإن احتوى على مادة مختلفة هي حمض الأسيتيل ساليسيليك، متضرراً من كساد في مبيعاته، بحسب مستندات اطلعت عليها «الوطن»، فما السر وراء انتعاش مبيعات الأول وكساد مبيعات الثاني؟.
أقراص «بانادول» وحدها ترفع مبيعات «الأسكندرية للأدوية» 55.7%
حققت مبيعات أقراص بانادول في السوق المصري، نصف مليار جنيه، تمثل 55.7% من مبيعات شركة الإسكندرية للأدوية والصناعات الكيماوية، الحاصلة على حق إنتاج «بانادول» من شركة جلاكسو سميثكلاين العالمية في مصر.
وكشف تقرير مراقب الحسابات على القوائم المالية للشركة عن الفترة من 1 يوليو 2020 حتى 31 مارس 2021، المرسل إلى البورصة المصرية، أن شركة الإسكندرية للأدوية، التابعة للشركة القابضة للأدوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، أن إجمالي المبيعات بلغت نحو 884.310 مليون جنيه حتى 31 مارس 2021، منها 492.507 مليون قيمة مبيعات مستحضرات البنادول، الأمر الذي يتعين معه تنشيط المبيعات وتنويع التشكيلة البيعية وعدم الاعتماد على أصناف معينة.
الشركة تخسر في إنتاج 52 مستحضراً
في المقابل، حققت مبيعات 52 مستحضرا لشركة الإسكندرية للأدوية، خسائر بلغت 5.027 ملايين جنيه، نظراً لزيادة تكلفتها عن أسعار البيع، حيث تقوم الشركة بإنتاج 164 مستحضرا منهم 32 مستحضرا تم إلغائهم «6 بمعرفة وزارة الصحة - 26 بمعرفة الشركة»، لأسباب متعددة منها مبيعات مخسرة، ليست لها قوة تسويقية وليس عليها طلب، ومستحضرات تصدير فقط، ولم تكشف الشركة عما إذا كانت تعتزم طلب تحريك أسعار ما تبقى من المستحضرات المخسرة من هيئة الدواء المصرية أم لا.
وفي وقت سابق، عانت الأسواق المحلية في الفترة الأخيرة، من شكاوى بشأن انخفاض المعروض من عقار بنادول في الصيدليات، نتيجة زيادة إقبال المواطنين على الشراء والتخزين، لدخول مادته الخام في بروتوكول وزارة الصحة لعلاج فيروس «كورونا».
كساد «ريفو» في زمن كورونا
وشكَّت الشركة العربية للأدوية والصناعات الكيماوية، التابعة للشركة القابضة للأدوية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام، والمُنتجة لـ«ريفو»، الدواء الشعبي الأشهر في مصر، من تسبب انتشار فيروس كورونا في كساد مبيعات بعض الأدوية، منها «ريفو»، وفق تقرير صادر عن الشركة في مستهل ردها على ملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات، في أبريل الماضي.
ولا يُعلم تحديداً ما إذا كانت فاعلية العقار الأول «بانادول»، وراء ارتفاع مبيعاته في السوق المصرية، أم «عُقدة الخواجة» التي تمنح الأفضلية في الاستهلاك للمنتج الأجنبي عن مثيله المحلي، رغم رخص سعر عقار «الريفو»، حيث يبلغ سعر الشريط جنيه ونصف بواقع 15 قرشاً للقرص الواحد.
الفعالية واحدة
مصادر بقطاع صناعة الدواء، قالت لـ«الوطن»، إن فعالية العقارين ممتازة في خفض الحرارة وتسكين الآلام، وإن كان الاختلاف في المسار البيعي لكلا الصنفين يرجع إلى خطة تسويق كل منهما، مشيراً إلى أن المصريين ينظرون بعين الارتياب للمنتج الرخيص، كما في حالة «ريفو»، دون أن يعلموا البعد الاجتماعي والقومي الذي تقوم به الشركة الحكومية المُصنعة، بهدف توفير الدواء دون مغالاة في ثمنه للمرضى.