«جمعة»: الإمام مالك تعجب من قدرة «الشافعي» على حفظ الأحاديث دون تدوين
فضيلة الدكتور علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإمام الشافعي عندما أتم الـ15، وجده مفتي مكة مُسلِم بن مخلد الزنِجي، ينطلق الكلمات بشكل صحيح، فسأله: «من أي البلاد أنت؟»، فأجابه الشافعي: «من مكة»، فتعجب المفتي منه قائلًا: «من أي مكة؟»، فرد عليه: «من قريش ومُطّلبي من بني عبدمناف»، فقال له: «إذن نلت الدنيا والآخرة، أراك مهتما بالشعر والأدب وأراك عاقلا فلو جعلته في الفقة لكان خير لك»، وبدأ من هنا الشافعي رحلته مع الفقة وتتلمذ على يده.
وأضاف جمعة، خلال لقاء ببرنامج «مصر أرض الصالحين»، المذاع عبر فضائية «cbc»، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل، أن الإمام الشافعي حفظ كتاب الموطأ للإمام مالك الذي شاع في وقتها بالكامل، وعندما رغب في السفر طلب من الوالي يكتب توصية أو واسطة لوالي المدينة المنورة لكي يقبله «مالك» تلميذا عنده، ولكنه رفض ذلك وقال: «سبحان الله أصبحنا في عصر يحتاج علم رسول الله إلى توصية؟» وبعد إلحاح قبل أن يحضر.
وأشار إلى أن الإمام مالك راقب تصرفات الإمام الشافعي ليتأكد من مدة أهليته لتلقي العلم، فكل الحاضرين معهم الألواح للكتابة فيها، بينما الإمام الشافعي ليس معه أي شيء، وعندما سأله عن عدم إحضار لوح أو قلم لتدوين الأحاديث، أخبره بأنه يحفظها دون الحاجة لتدوينها، فتعجب منه الإمام مالك وطلب تسميع ما قاله، فأخبره بكل الأحاديث التي كانت في الجلسة، وفي النهاية طلب منه الذهاب معه للمنزل وتبنى هذه الموهبة.
ولفت عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن الإمام مالك قال للشافعي: «أرى لك شئنا وفي قلبك نور فلا تطفئها بالمعصية».