الطفل الفائز بجائزة العام بالنمسا: مبادرة مساعدة الكبار في ظل «كورونا» بدأت بـ«منشور»
الطفل ميسرة
لمع الطفل المصرى ميسرة محمود، 15 عاماً، فى العالم أجمع خلال العام الماضى بجهوده المميزة ومساعيه التى يأمل استكمالها، وفقاً لحديثه لـ«الوطن»، فى مساعدة كبار السن والمحتاجين الذين أجبرهم فيروس كورونا على عدم مغادرة منازلهم فى ظل الإغلاق والإجراءات المشدّدة فى البلاد لمواجهة الفيروس القاتل.. وإلى نص الحوار:
منذ متى تعيش فى النمسا؟
- أعيش فى النمسا منذ عدة أعوام بصحبة أسرتى، لكننا حريصون على زيارة مصر كل فترة.
هل تشعر بالاختلاف عن باقى أصدقائك فى النمسا؟
- إطلاقاً، لم أشعر بأننى مختلف عنهم بسبب جنسيتى، فلا يوجد تمييز بالنمسا، والجميع يراعى حقوق الإنسان واحترام مشاعر الآخرين، وأنا دائماً أشعر بالفخر لأننى مصرى.
كيف بدأت مبادرتك؟
- ظهرت أولى حالات الإصابة بكورونا فى النمسا خلال فبراير 2020، وعقب فترة قليلة، تم فرض إجراءات الغلق الكلى بالبلاد، وأعلنت «الصحة العالمية» أن كبار السن والأمهات هم الأكثر عرضة للوباء، ففكرت فى مساعدتهم لحمايتهم وتجنب إصابتهم بالمرض، ووجدت فكرة تلبية احتياجاتهم هى الأنسب.
وكيف نفذتها؟
- بعد اتفاقى مع أصدقائى، خلال مارس 2020، كتبت على حسابى على «إنستجرام» و«فيس بوك» عن استعدادنا لتلبية احتياجاتهم بكل شىء، دون مقابل مادى، وتركت أرقامنا للتواصل معنا.
وكيف كانت ردود الفعل حينها؟
- فور كتابتى للمنشور، تفاعل معه سريعاً الكثير، بين الإشادات والترحيب، ليتواصل معى يومها 50 مسناً، يحتاجون إلى عدة احتياجات من خارج منزلهم، وسرعان ما لبيت احتياجاتهم مع أصدقائى.
ألم تخشَ إصابتك بكورونا أثناء توصيل الطلبات؟
- لا، لم أخشَ ذلك، لأننى أحرص على تنفيذ الإجراءات الاحترازية، بارتداء الكمامة وتعقيم اليدين والمشتريات ومراعاة المسافات الآمنة.
هل تمكّنت من الموازنة بين المبادرة ومدرستك؟
- يعتبر ذلك أحد الأساسيات المهمة لدىّ، ووازنت بين مبادرتى ومدرستى، فكنت أحرص على المذاكرة أولاً ثم الخروج لتنفيذ احتياجات كبار السن، وفى الوقت نفسه أسعدت المبادرة المسئولين بالمدرسة.
ما ردود الفعل فى المجتمع النمساوى بعد مبادرتك؟
- وصلت أصداء المبادرة خلال فترة قصيرة، وتناولتها الصحف والقنوات والإذاعات بالنمسا، لنكون أنا وأصدقائى مثالاً للمحبة والإنسانية والشجاعة والرغبة فى الدعم المجتمعى لتقليل الإصابات وتخفيف أضرار الأزمة.
ومتى ترشّحت للجائزة؟
- بعدما انتشرت المبادرة وتم احتفاء وسائل الإعلام بها، تلقيت اتصالاً هاتفياً فى بداية أكتوبر الماضى، من أحد منظمى جائزة العام باعتبار أننى ضمن المرشحين لها، ووقتها ماتخيلتش إنى هاكسب، وقلت هيبقى مجرد ترشح بس مش أكثر، لكننى بعد أسبوعين حصلت عليها بالفعل، وكانت مفاجأة رائعة، وشعرت بالفخر والسعادة كونى أول مصرى أحصل عليها.
ميسرة محمود: رئيس الوزراء النمساوي استقبلني في مكتبه وتحدثنا عن شهامة المصريين
أخبرنا عن لقائك مع رئيس الوزراء النمساوى؟
- حصلت على جائزة شخصية عام 2020 فى النمسا، كأصغر وأول مصرى يحصدها، وعقب ذلك دعانى رئيس وزراء النمسا سيباستيان كورتز، لتكريمى فى مكتبه الخاص، وخلال اللقاء تبادلنا حديثاً بسيطاً عن مصر والمحافظة التى أنتمى إليها، ليعبر كورتز عن مدى حبه للقاهرة وشهامة أهلها.
أصبحت بعد الجائزة نجماً لامعاً عبر الشاشات، فماذا كانت محاور حديثك بها؟
- بعد الجائزة، أصبحت ضيفاً رئيسياً عبر القنوات للحديث عن مصر ورفض أعمال العنف والإرهاب، خاصة بعد العمل الإرهابى الذى شهدته البلاد قبل شهر.
هل ما زلت مستمراً فى مبادرتك؟
- بالتأكيد، ما زلت مستمراً بها وحريصاً عليها، بطموح ورغبة بالغة لمساعدة كبار السن، بالتوازن مع دراستى.
وماذا بعد الجائزة، هل لديك أفكار أخرى؟
- نعم، فأنا أعمل حالياً على تدشين مبادرات أخرى بما يساعد الدولة فى جهودها بعدة مجالات على قدر استطاعتى.
دعم مصر للمبادرة
احتفت بى بلادى بشدة منذ البداية، حيث كرّمتنى وزيرة الهجرة نبيلة مكرم، وأصبحت سفير مبادرة «اتكلم بالعربى» فى أوروبا، واستقبلنى أيضاً السفير المصرى بفيينا محمد الملا للترحيب بى، وأخطط بعد انتهاء الكورونا أنا وأصدقاء فى النمسا أن نزور مصر، خاصة المتحف الكبير المقرر افتتاحه، فوزارة الثقافة والفن طلبت منى إنى أعمل جولة فى أحد الأحياء البارزة فى النمسا والحديث باللغة العربية.