فى مهنة لـ30 يوماً فقط، يعمل خلالها فى مهمة استثنائية تطوعية، ينقلب خلالها «ليله نهار ونهاره ليل»، يتجول حتى أذان الفجر، بين الشوارع ممسكا طبلته:«اصحي يا نايم وحدّ الدايم رمضان كريم»، ولايتقاضى «عم محمد» المسحراتي أجرا على عمله انما يحصل على «إكراميات ووجبات فطور يومياً»، وباقي أيام السنة، من المنسيين «على حد تعبيره».
محمد حسنين خليل 59 عاماً، من أبناء مركز شبراخيت في محافظة البحيرة، مهنته مسحراتي، وهي الوظيفة الوحيدة التي يحترفها، ويمارسها لمدة شهر واحد في السنة: «30 يوم بعيش في نعيم وباقي شهور السنة بتبقى عجاف عليا مش بلاقي اللقمة والناس بتنساني ومش بتفتكرني غير في رمضان ما هو أنا اللي بسحرهم ومع ذلك بحب شغلانتي وبحب أقوم بها وانا اكتر واحد بحس بروحانيات رمضان وده بيسعدني ومش بحس اني مضايق لكن اللي بيضايقني أني بعيش طول السنة بالطول والعرض وبستنى اللي يفيض من الناس ويبترعوا لي بيه».
يمارس «محمد» مهنة المسحراتي لأكثر من 38 عاماً، فهو ورثها عن أبيه، وكان يخرج معه ويجوب الشوارع ليلاً، حتى أصبح محترفاً: «كل الأطفال بتحبني وبتستناني كل رمضان وبيخرج يصحوا معايا النايميين وبخرج من البيت الساعة 1 وبرجع قبل الفجر بـ10 دقايق يا دوب أكل لقمة واشرب مايه واصلي الفجر وأنام» ووفقاً لـ«محمد» إيقاظ المسلمين لتناول السحور، من الأمور المحببة إليه وينتظرها بفارغ الصبر طوال العام.
طلبات «عم محمد» بسيطه تتلخص فى أن يهتم به المحيطين به كما يساعدهم ويدخل البهجة والسرور عليهم طوال الشهر: «ياريت الناس متنسانيش باقي السنة أنا عايش في أوضة ومش مجهزة مفيهاش غير حصيرة وبنام عليها والطبلة بس ودي اللي بخرج بها في رمضان عشان دي أكل عيشي».
يعيش «محمد» في غرفة غير مجهزة وغير مؤهلة للعيش الأدمي وذلك بسبب حالته المادية: «بيطلع لي فلوس أخر شهر رمضان في ولاد حلال بيجوا يدوني اللي فيه النصيب وده بيعيشني شوية».
تعليقات الفيسبوك