في تسجيل نادر.. الموجي للعندليب: «انت وبس اللي حبيبي».. وحليم: ارحموني
![عبدالحليم حافظ ومحمد الموجي أثناء بروفة إحدى أغانيهما](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/20843072141614867552.jpg)
عبدالحليم حافظ ومحمد الموجي أثناء بروفة إحدى أغانيهما
54 أغنية عاطفية، ووطنية، ودينية، وما مجموعه 88 لحنا، أمتعت الملايين في مصر وخارجها بفن راقٍ مميز مختلف وطدته صداقتهما القوية، فبدآها بـ«حبك نار» و«اصحى وقوم» ثم «صافيني» و«يا واحشني» «مين أنا»، حتى «قارئة الفنجان».
علاقة قوية ومميزة جمعت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ مع الملحن الشهير محمد الموجي، المولود في مثل هذا اليوم 4 مارس 1923، ولحن لفنانين بارزين منهم أم كلثوم ووردة وفايزة أحمد وشادية وصباح.
عبدالحليم حافظ يتصل بمحمد الموجي عبر برنامج «ألو» الإذاعي.. والملحن نائم
في إحدى ليالي عام 1973، أجرى عبدالحليم حافظ اتصالا هاتفيا بالملحن محمد الموجي، على شكل حوار عبر برنامج إذاعي وقتها «ألو» وسجلها الإعلامي محمد أنور، في تسجيل نادر متاح عبر موقع «يوتيوب»، تضمن كواليس عديدة أظهرت مدى قوة العلاقة بين الفنانين وحرصهم على إمتاع المستمعين بفن مميز راق.
فور اتصال العندليب بمنزل الموجي، أجابته زوجته ليتبادلا حديثا وديا عن أغانيه المميزة، ويخبرها أن ذلك التميز ناجم عن ألحان زوجها الراحل محمد الموجي، الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم، ويسألها عنه الموجي ليجده نائما، ليطلب إيقاظه، وخلال تلك الفترة مازح زوجة الموجي «أم أمين» بشأن ابنتهم أنغام ويطلب مهاتفتها ويسألها عن أحوالها ويحثها على المذاكرة والاجتهاد.
بصوت نائم متهدج، يرد الموجي على العندليب عبر الاتصال المسجل إذاعيا، ويطلب الفنان الراحل بالبداية الحضور لاستماع القصيدة بعد انتهائه منها عقب تعاونه مع بليغ حمدي، غدا، ليبلغه اعتماده وثقته البالغة فيه، ثم يطلب «حافظ» البدء في الحين أغنية جديدة «مشيت وطالت خطوتي» لأجل فيلمه، ويظهر على الملحن خموله الشديد.
«طيب يا حبيبي أنا بكلمك دلوقتي في برنامجي ألو».. بهذه الكلمات فاجأ العندليب ملحن أغانيه الشهيرة كـ«قارئة الفنجان»، وتسجيله مع زوجته ونجلته أنغام، بكونه عبر البرنامج الإذاعي الذي يصيبه الاندهاش والخجل، ويرد بقوله «لا أنا أصحالك هقوملك بقى شوية»، ويتبادلان الضحك سويا.
"حليم" حريص على رأي الموجي بأغانيه.. ويؤكد عدم احتكاره له: لازم كل حنجرة في مصر تغنيلك
يتساءل حليم عن رأي الموجي في أدائه بالقصيدة والموشح، الذي أرهق بشدة بعده لدرجة «نمت يومين»، على حد قوله، وأنه حمل الأمانة بصدق وجدية، ليجيبه الملحن بإجادته ونجاحه وإعجابه البالغ بأدائه، ويتبادلان الضحك لتدخل في الحوار زوجة الموجي أيضا بود بالغ، قبل أن ينتقل العندليب لسؤاله عن آخر مشروعاته الفنية، ويؤكد أهمية اهتمامه باكتشاف المواهب وفنه، قائلا: «في ناس متصورة أني أخدتك من العالم كله، وباخد ألحانك، وعايزك تقولي بتعمل بتعمل لحن لناس وتطلع مواهب جديدة للمستمعين ولازم كل حنجرة في مصر تغنيلك».
ورد الموجي بحسم بأن: «مش عارف ليه الناس بتفسرها هذا التفسير، ده شىء ظريف، ليه بيعترضوا كده، وأنت قلت لي استغل وأعمل لفلان وفلانه، هي المسألة شرا أرض»، مؤكدا سعادته بتلحين الأغاني لحليم وتفرغه وقتها لعدة أعمال فنية.
انتقل العندليب بالحديث في التسجيل إلى السؤال عن الملحن كمان الطويل، بقوله: «إيه رأيك يا موجي في كسل الطويل ده»، ليخبره الملحن بأنه تواصل مع قبل ساعات، وقولتله كفاية وحضوره الحفل ولقائهم بعدة فنانين وحثه على العودة للعمل مرة أخرى».
الموجي: الفنانين كلهم كتلة واحدة ومش عايزين نكسر حد.. ويغني للعندليب
تطرق الحديث إلى التعاون الفني بين الجميع بحب وود ورغبة حقيقة في النجاح دون الهدف في «تكسير فلان»، على حد قول عبدالحليم حافظ، حيث أوضح للموجي أن بليغ حمدي مكث معه لساعتين لإنهاء قصيدة ومونتاجها من ألحان محمد الموجي ولا يرتبط بها بليغ على الإطلاق، مذكرا بمواقف سابقة حرصوا فيها على تقديم فن مقبول، ليؤكد الموجي المبدأ نفسه معتبرا أن الجميع «كتلة واحدة ويسعون لهدف واحد».
«ارحموني متحملونيش على كتافي المسئولية الكبيرة دي».. مطالبة عفوية من العندليب للموجي، بعد إرهاقه في أحدث أغانيه وقتها، ليرد عليه الأخير بعدم تكرارها مرة أخرى، قائلا: «يعني نرمي الحمل على مين إنت بس اللي بتستحمل»، مرددا له أغنية «أنت وبس اللي حبيبي».
وفي هذه الأثناء تظهر ابنة الموجي «غنوة» التي تريد محادثة العندليب بحب وتطلب منه الدعاء لها بالامتحانات، قائلة: «أنت كل يوم تكلمنا ومتجالناش عايزين نشوفك»، ليسارع الفنان الراحل بأنه سيزورهم قريبا بعدما ينتهي من أغنيته التي يحضر لها وقتها.
يعود مرة أخرى العندليب للملحن الشهير بالدعاء له بالنجاح والتميز والإلهام، ليرد عليه الموجي بقوله «بندعي ربنا أنه يديك الصحة والقوة انك تشيلنا وتمشي لآخر المشوار»، ويجيبه حافظ بأنه «كتافي كلها ليكوا وأنا من غيركوا مش موجود»، لينهي الموجي حديثه معه بقوله «وإحنا بردو من غيرك مش موجودين»، ويختمان الاتصال الإذاعي بحب وود بالغ.