«ألقياه حيا في مصرف».. تفاصيل مقتل «طفل إبشان»
المحكمة تحيل المتهمين للمفتي.. وأحدهما: «معملتش حاجة»
جلسة محاكمة قاتلي طفل كفر الشيخ
استدرجاه بعدما علما أنه يهوى الصيد، بحجة تعليمه إياه في أحد المصارف، ولم يكن يعلم الطفل البرئ أنه سيذهب بلا رجعة، فالمتهمان خططا لتنفيذ جريمتهما قبل وقوعها بأسبوعين لعلمهما بسفر والد الطفل إلى السعودية وبأنه ميسور الحال، ووثق فيهما الطفل الذي لم يتخط عمره الـ12 عاماً، وذهبا معهما لكنهما كمما فمه بشريط لاصق، وكبلا يديه وقدميه برباط قماش، ولم تشفع توسلات الصغير، بعدما قست قلوبهما، إذ ألقيا الطفل حياً في مجرى مائي حتى عثر عليه الأهالي جثة هامدة.
كانت هذه هي المشاهد الأخيرة في حياة الطفل عبدالرحمن فاروق محمد المعروف إعلاميا بطفل إبشان في كفر الشيخ.
ووفق تحقيقات النيابة العامة فإن الجريمة وقعت في 29 أكتوبر عام 2020، حينما تبين أن الطفل ذهب لأخذ درس خصوصي بقريته إبشان التابعة لمركز بيلا، ولم يعد، وبعد ذلك تبين اختطافه من قبل شخصين لطلب فدية من والده، وعندما تعرف الطفل عليهما، قتلاه وتخلصا من جثته، في أحد المصارف، خشية افتضاح أمرهما.
المتهمان يطلبان فدية من والدة الطفل 500 ألف جنيه
وأبلغت والدة الطفل، «عزة ع. ط.»، 38 عاما، مركز شرطة بيلا، باختفاء ابنها عبدالرحمن فاروق محمد، حال توجهه لتلقي درس خصوصي، أعقبه تلقيها اتصالا من «مجهول»، على هاتف أخصائي تحاليل طبية، قريب من منطقة سكنهم، طلب التواصل مع والد الطفل؛ لطلب فدية 500 ألف جنيه.
على الفور تحركت الشرطة برئاسة الرائد أحمد قطاطو، رئيس مباحث بيلا في ذلك الوقت، وتمكن هو ومعاونيه من حل لغز الجريمة وأثبتت التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة المتهمان اللذين مثلا أمام عدالة المحكمة التي احالتهما إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهما بعد ثبوت كافة الدلة على قيامهما بارتكاب جرماً شيطانياً لا يمت للإنسانية بصلة، وفق وصف النيابة العامة في مرافعاتها أمام المحكمة.
ووفق النيابة العامة برئاسة المستشار أحمد أبو حسين، مدير نيابة مركز بيلا، فإن المتهمين الاثنين هما أحمد محمد زين عبدالعظيم، 29 عاما، وشهرته أحمد الديب، مقيم بقرية تابعة لمركز نبروه بمحافظة الدقهلية، متهم في عدد من القضايا الجنائية، وتوكل زين عبدالعظيم، 48 عاما، عم المتهم الأول، مقيم بالعنوان ذاته.
وأقر المتهمان في أقوالهما بأنهما تعرفا على الطفل في مكان للصيد، ببحر «نشرت»، بالقرب من «الهويس»، وعلما منه أن والده ميسور الحال، نظرا لعمل والده بالسعودية منذ فترة طويلة، وشراؤه مؤخرا شقة بمصيف بلطيم بمبلغ 700 ألف جنيه، واتفق المتهمان على اختطافه؛ لطلب فديه من أبيه، كما أنهما اتفقا مع المجني عليه للتوجه للصيد في نفس المكان، واقتاداه عنوة داخل «توكتوك» خاص بالمتهم الأول، وتوجها إلى قرية «دقميرة»، بمركز طلخا في الدقهلية، بعيدا عن أعين المارة، واتصالا بوالدته؛ لطلب فدية نصف مليون جنيه، و قيداه من يديه وقدميه وفمه، وألقياه في المصرف حياً، نظرا لمعرفته بهما، وخوفا من افتضاح أمرهما، وبعد التأكد من مقتله، استكملا خطتهما لطلب الفدية، وغيرا معالم الـ«توكتوك»، حتى لا يتم التوصل إليهما، إلا إن الأجهزة الأمنية تمكنت من كشف الجريمة.
إحالة للمفتي بعد ثبوت إدانتهما
وأحيل المتهمان إلى فضيلة المفتي وصرخ أحد المتهمين: «معملتش حاجة».