«دم وعقاقير ومشنقة».. القصة الكاملة لمقتل «صيدلي» الزقازيق شهيد العمل
شهيد العمل والأمانة.. محمود كامل صديلي الزقازيق ضحية بلطجي الشرقية
تمسك «محمود كامل عبدالرحمن» بمبادئه وحافظ على القسم الذي أداه بعد تخرجه في كلية الصيدلة بجامعة الزقازيق، الذي طالما تلاه يوما، مؤكدا ممارسة المهنة بصدق وأمانة وإخلاص، وأن يصرف الأدوية وفق القواعد والأصول الصيدلانية، وأن يحافظ على سر المهنة، ربما كانت تلك الكلمات، تتصارع بداخله ودفعته لعدم الاستسلام لـ«بلطجي»، وأصر على رفض إعطائه عقاقير مخدرة، ليدفع حياته ثمنا لمبادئه.
الجريمة البشعة هزت أرجاء منطقة الحسينية في مدينة الزقازيق، فعلى الرغم من الحركة المرورية كانت هادئة بأحد الشوارع الجانبية، حيث تقع صدلية المجني عليه، باستثناء بعض المترددين على المحال التجارية، انقلب الحال مع دوي سيارة الإسعاف وهرولة الأهالي ناحية الصيدلية، حيث وجدوا الطبيب ملقى على الأرض مضرجا في دمائه.
وبينما أمسك الأهالي بالمتهم الذي حاول الفرار، سارع آخرون بنقل الصيدلي إلى المستشفى يتقدمهم «كامل عبدالرحمن» 82 عاما والد المجني عليه، الذي كان سارع للانتقال إلى الصيدلية بعد سماعه صراخ وفوجئ بابنه مصابا وغارقا في دمائه. وطوال الطريق كان الأب يتحسس أنفاس ابنه ويتمم بالدعاء بأن يتجاوز ابنه هذه الأزمة ويعود سالما إلى طفليه الصغيرين إلا أن روحه ارتقت إلى بارئها ليسجل قصة جديدة لطبيب شهيد العمل والأمانة.
وصدقت محكمة جنايات الزقازيق في جلستها «مساء اليوم» بمعاقبة «متهم» بالإعدام شنقا بتهمة قتل صيدلي، رفض إعطائه عقاقير مخدرة بمدينة الزقازيق، وذلك بعد إحالة القضية إلى مفتي الجمهورية، وأخذ الرأي الشرعي للحكم بالإعدام.
صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر سنجاب رئيس المحكمة وعضوية المستشارين الدكتور مصطفى بلاسي ومحمد فتحي شوك وسكرتارية وائل عيد.
تعود أحداث القضية رقم 27336 لسنة 2020 جنايات أول الزقازيق والمقيدة برقم 1188 لسنة 2020 كلي جنوب حيث تلق مدير أمن الشرقية إخطارا يفيد تلقي قسم شرطة أول الزقازيق بلاغا بمقتل «محمود كامل عبدالرحمن سليمان»، طبيب صيدلي داخل صديلية بمنطقة الحسينية بالزقازيق إثر إصابته بعدة طعنات متفرقة في أنحاء مختلفة من جسده.
انتقلت قوة من ضباط مباحث القسم لإجراء التحقيقات والفحوصات اللازمة وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة «إبراهيم بكري محمد السيد» بائع ملابس، ومقيم شارع مرتضى الخضري الحسينية بدائرة قسم شرطة أول الزقازيق، انهال على المجني طعنا بالسكين، ما أدى لإصابته بعدة طعنات ما أدى لوفاته متأثرا بإصابته، وذلك بعدما توجه إلى الصيدلية التي يعمل فيها المجني عليه، وطلب منه أدوية مخدرة، إلا أن الصيدلي رفض إعطائه إياها، لعدم وجود روشتة فيما قام المتهم بطعنة عدة طعنات.
تمكن ضباط مباحث القسم من ضبط المتهم وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيقات. وثيت بتقرير الصفة التشريحية أن أن المجني عليه توفي إثر إصابته بعدة طعنات في الكبد والطحال والأمعاء وما صاحب ذلك من نزيف دموي غزير وذلك باستخدام سلاح الأبيض "سكين" لها طرف مدبب.
قررت النيابة بإشراف المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية إحالة المتهم إلى محكمة جنايات الزقازيق التي عقدت عدة جلسات لمحاكمة المتهم وخلصت المحكمة لإدانته وأصدرت حكمها المتقدم.