فيسبوك يجمع شابة أمريكية بممرضة أنقذتها وهي طفلة من الحروق بعد 38 عاما
أماندا لـ"الوطن": بحثت عنها 20 عاما ووجدتها بعد نشر قصتنا بـ 12 ساعة
أماندا سكاربيناتي وسوزان برجر
استغرق الأمر أكثر من 20 عاما لكي تتعافى أماندا سكاربيناتي من ندوب الحروق التي تركت على جسدها عندما كانت طفلة، لكن وسائل التواصل الاجتماعي لم تساعدها في التعرف على الممرضة التي لم تذكر اسمها والتي تم تصويرها وهي ترعاها قبل ما يقرب من 4 عقود.
كان عمر الطفلة الأمريكية أماندا 3 أشهر فقط، حينما عانت من حروق من الدرجة الثالثة عندما تُركت دون رعاية بجوار جهاز ترطيب بالبخار الساخن، حيث تسبب الماء المغلي وفرك المنثول الذائب في حرقها، ما تطلب سنوات من عمليات جراحة التجميل حتى العشرينات من عمرها.
تظهر صور من التقرير السنوي لمركز ألباني الطبي لعام 1977 ممرضة تحمل الطفلة أماندا سكاربيناتي وهي طفلة ملفوفة بشاش، وكانت الممرضة تنظر إلى وجهها وهي تريح الرضيع الذي يتعافى.
في عام 2015 كتبت أماندا في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "حاولت منذ ما يقرب من 20 عاما معرفة من الممرضة التي كانت ترعاني، لكن لم يحالفني الحظ، ربما الآن مع قوى وسائل التواصل الاجتماعي سوف يتعرف عليها شخص ما"، إلى أن وصلتها العديد من الرسائل من أشخاص يؤكدون معرفتهم بتلك الممرضة ذات الوجه البشوش، إنها سوزان برجر، والتي كانت تبلغ 21 عاما فقط وقت التقاط الصور، وأيضا كانت أماندا واحدة من أوائل مرضاها.
"لا أعرف ما إذا كان هناك الكثير من التفكير حول السبب الحقيقي الذي جعلني أبحث عنها حتى نكون صادقين، حيث كانت المجلة التي فيها صورة تجمعنا سويا شيئا لطالما أحتفظ به على مر السنين، كنت قد أخرجته حينها لأريها لصديقتي"، بحسب حديث الأمريكية أماندا سكاربيناتي لـ"الوطن".
تركت أماندا المجلة على الطاولة، وفي الليلة التالية كانت تجلس في غرفة المعيشة وتنظر للصورة، وفكرت بإمعان لتسأل نفسها "لماذا لا أجرب فيسبوك؟"، حيث تسترجع هذه اللحظات قائلة: "عندما حاولت منذ حوالي 20 عاما، لم يكن فيسبوك موجودا وكان الإنترنت أداة جديدة إلى حد ما، كان نوعا من المغامرة واعتقدت حينها أن لدي بعض الأصدقاء في المجال الطبي، ربما يشاركونه".
12 ساعة فقط كانت كافية لحسم الأمر، رضيعة الأمس البعيد لم تكن تتخيل أنها ستنال ما عجزت عن تحقيقه خلال 20 عاما، حيث كان البحث قصير الأمد والكثير من معارفها بادروا بالمساعدة.
السعادة تغمر أماندا، "لقد اتصلنا عبر الهاتف، أتذكر أنه بعد 3 أيام من منشوري على فيسبوك، حدث هذا بسرعة وفرحة، الصورة تمثل بالنسبة لي الحب والرحمة بين شخصين غريبين، وذلك يلخص ما يقدمه العاملون في المجال الطبي لأنفسهم بشكل يومي".
اللقاء الأول اتسم بمشاعر مختلطة بين الطرفين، حيث تقول أماندا: "عندما قابلت سوزان شخصيا لأول مرة ، شعرت وكأنني ألتقي بصديقة ضائعة منذ فترة طويلة، كما لو كنت قد عرفتها طيلة حياتي وأحببتها على الفور، تماما كما يظهر في تلك الصور، أصبحنا صديقتان سريعا ومازلنا نحتفظ بهذه الصداقة حتى يومنا هذا، نتحدث بانتظام عن طريق فيسبوك أو الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية ونحاول عادة أن نلتقي مرة واحدة على الأقل كل عام في الخريف".
تشعر أماندا بالأسف لأنها لم تستطع هذا العام الوفاء باللقاء السنوي مع سوزان، والذي يشمل أيضا أنجيلا ، الممرضة التي ساعدتها في الوصول إليها، بسبب جائحة كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية.
تقول أماندا: "لقد أثر هذا الوضع برمته على حياتي في جوانب كثيرة وعلى سبيل المثال، أنا أتحدث إليك بعد أكثر من 5 سنوات لكن بصراحة ، لقد ربطتني بأشخاص رائعين وفرص لم أكن لأحصل عليها أبدا. في بعض الأحيان أتساءل عندما أحصل على طلب مثل طلبك ، إلى متى سأفعل هذا؟ لم أحقق أرباحا من هذا مطلقا ويستغرق الكثير من الوقت، ولكن بعد ذلك أعتقد أن السبب في سؤالي هو أنه يجلب الفرح للغرباء، وربما حتى الأمل الذين لم يكن لديهم أي شيء، وخاصة الآن في وقت أصبح فيه العالم بأسره رهينة لمدة عام بسبب فيروس قلب حياة الناس رأسا على عقب، مات الكثيرون وهناك الكثير من الحزن واليأس في العالم الآن".
تختتم أماندا حديثها لـ"الوطن": "إذا تمكنت من إعادة سرد قصتي أن تجعل شخصا ما يبتسم أو يشعر بالأمل ، فسأستمر في فعل ذلك لأولئك الذين يحتاجون إلى بصيص من الضوء والأمل".