م الآخر| "مدفع رمضان": الموت في الزنزانة.. إحنا بتوع التفويض
يبدو أننا لسنا بحاجة إلى أن نذكِّر القائمين على الحكم الآن، بأن مصر شهدت في الخامس والعشرين من يناير عام 2011 ثورة على نظام حكم المصريين بالقمع والدولة البوليسية، وأن أول ما ثار عليه المصريون وصبَّوا عليه غضبهم هو جهاز الشرطة الذي حوَّله مبارك ونظامه إلى "معسكرات للتعذيب والموت".
واليوم.. وبعد سقوط ظلم مبارك ثم زوال حكم الإخوان، تعود الانتهاكات بسرعة البرق إلى بعض السجون وأقسام الشرطة، وأشهرها ما حدث في قسم المطرية من تعذيب مواطن حتى الموت، وتهديد أمناء وضباط الشرطة لأهالي المنطقة بأن يلقوا المصير نفسه.
ثلاث سنوات منذ ثورة يناير وحتى الآن، لم تكن فترة كافية لجهاز الشرطة لكي يعالج أمراضه ويعدِّل انحرافاته ويستبعد العناصر الشاذة المريضة من صفوفه حتى يستطيع القيام بمهمته الوطنية في حماية أمن الوطن والمواطنين.
سيادة الرئيس لست بحاجة إلى أن أذكِّرك بأن الشعب "مش ناقص مشاكل"، لأن المشاكل تؤدي إلى هموم، والهموم تتحوَّل إلى غضب، والغضب يتحوَّل إلى ثورة، إن الشعب المصري العظيم الصابر الصامد بوسعه أن يفعل "أي شيء" للوصول إلى الدولة الآدمية المتقدِّمة التي يحلم بها ويسعى إليها، فانضم سيادة الرئيس إلى ركب الشعب ولا تركن إلى الظالمين والمفسدين، حتى لا يندم من انتخبوك وفوَّضوك على قرارهم يومًا ما.. والله الموفق والمستعان.