حكاية «منى».. قتلت جارها وتوفيت قبل إعدامها: عزرائيل سبق عشماوي
فوزي ومنى
«حكمت المحكمة برفض الطعن وإقرار الحكم الصادر بإعدام المتهمين».. كان هذا هو حكم محكمة النقض في الطعن المقدم من عاطل وزوجته، أُدينا بقتل «سايس» بمنطقة عرب راشد بحلوان في 2013، بقصد سرقته، لكن تنفيذ الحكم لم يتم بالصورة التي خرج بها من المحكمة، وذلك بعد أن سبقت عدالة السماء «حبل عشماوي»، الذي طال الزوج فقط.
البداية
كانت الساعة تُشير العاشرة من مساء يوم 10 يونيو 2013، داخل غرفة في الطابق الأرضي بأحد عقارات منطقة عرب راشد فى حلوان، عندما لاحظ مالك العقار انبعاث رائحة كريهة من غرفة لديه، فوضع «شال» على أنفه وبدأ في تقصي الرائحة حتى وصل إلى الغرفة التي كان يستأجرها رجل وزوجته لعدة أيام، حيث فوجئ بجثة عجوز في حالة تعفن، فأغلق باب الغرفة مسرعا، وطلب النجدة، واستغاث بالجيران.
وبعد أقل من ساعة، تلقى اللواء أسامة الصغير، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، داخل مكتبه بديوان المديرية، إخطارا من المقدم محمد العربي، رئيس مباحث قسم حلوان سابقا، وأبلغه بما أسفر عنه الفحص الأولي للجثة، ودوّن في إخطاره أنه عثر على جثة لرجل في العقد السابع من العمر، تبين أنه سايس من منطقة الصف بالجيزة، ويرتدي جلبابا صعيديا، وفي حالة تعفن، ما يعني أن الوفاة مرّت عليها عدة أيام، وتم تحرير محضر بالواقعة، وإخطار النيابة العامة التى انتقلت إلى مكان الحادث.
شهادة مالك العقار
ووصل فريق من النيابة العامة إلى مكان الحادث بمنطقة عرب راشد، وأجرى مناظرة للجثة، ثم أصدر رئيس النيابة عدة قرارات أولها تشريح الجثة، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، وتشميع الغرفة التي شهدت الحادث.
وارتكزت خطة البحث، التي أشرف عليها اللواء جمال عبد العال، مدير مباحث القاهرة الأسبق، على فحص خلافات وعلاقات المجني عليه، حيث تبين أن نجل المجني عليه حرر محضرا بتغيب والده قبل عدة أيام، وكان ذلك بمعرفة ضباط مباحث مركز شرطة الصف، وتم استدعاء الابن وتعرّف على جثة والده، وتوصلت الشرطة لخيط قادهم للجناة.
واستدرج ضابط المباحث المتهمين حتى أخبرهما بوفاته، فادعيا الحزن عليه، قبل أن يتلعثم «فوزي» وينكر اتهاما لم يُوجه له، فتم مواجهة «منى» فانهارت واعترفت تفصيليا بارتكاب الحادث بالاشتراك مع زوجها.
اعترافات فوزي ومنى:
واعترف فوزي ومنى، تفصيليا بارتكاب حادث مقتل السايس المجني عليه، حيث قالا إنهما كانا يعلمان بإدخار المجني عليه أموال رغبة في الزواج بعد وفاة زوجته، فقررا سرقتها، حيث أوهماه بتزويجه من فتاة تصغره، وأنهما أهدياه غرفة للإقامة بها في منطقة عرب راشد بحلوان.
وتوجه المجني عليه مع المتهمين إلى الغرفة، فوضعت «منى» حبوبا مخدرة في عصير قدمته له حتى فقد وعيه، بينما عاجله «فوزي» بضربة على الرأس أفقدته توازنه وتسببت في نزيف داخلي حاد، وفارق الحياة مغدورا، ثم استوليا على مبلغ 20 ألف جنيه هي «تحويشة عمره» التي كان يدخرها للزواج، وهاتفه المحمول ولاذا بالفرار، قبل أن تلقي الشرطة القبض عليهما.
محاكمة وعدالة سماوية
وأمرت النيابة العامة بإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية، بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة، وعاقبتهما محكمة الجنايات بالإعدام شنقا حتى الموت عما نُسب إليهما، وأيدت محكمة النقض الحكم، وقبل تنفيذ الحكم توفيت «منى» بشكل مفاجئ ليسبق الأجل التنفيذ، بينما نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام فى «فوزي».