م الآخر| لا تستهنوا بالصغار
منذ أيام إنطلقت بطولة كأس العالم لعام 2014 في البرازيل، وفيها يتنافس 32 فرقة على لقب بطولة كأس العالم، وأكتب لكم مقالي هذا بعد مرور أيامٍ من انطلاق البطولة، ولكن الأغرب في نسخة هذا العام أننا نشاهد خروج الفرق الكبيرة من البطولة الواحدة تلو الأخرى، وبالطبع على رأسهم الفريق الأسباني بطل العالم للنسخة الماضية.
رأيت أنه لا يمكن أن يمر هذا الحدث الأكبر في تاريخ الرياضة العالمية دون أن أكتب عنه، وأتحدث عن فرق الدول الصغيرة التي أتفاءل بأن سيفوز إحداها ببطولة كأس العالم لنسخة هذا العام، حيث أن هذه الفرق الصغيرة تتمتع بلاعبين أقوياء بعضهم صغير السن لازال في قمة حيويته ونشاطه.
في الحقيقة لقد تابعت بعض من تلك المباريات ورأيت مدى تألق اللاعبين بل وتعاونهم، فهم يلعبون وكأنهم شخص واحد، الكل متكاتف، متحاب، من أجل تحقيق الفوز على الخصم، لكن بالطبع كرة القدم دائماً فيها غالب ومغلوب، فحتى الفرق التي كانت تخرج من البطولة لها كامل الاحترام على اللعب النظيف ومدى تفانيهم واتباع تعليمات مدربيهم.
أناشد جموع مشاهدي ومشجعي كأس العالم في كل مكان ألا يستهنوا بالفرق الصغيرة، ووصولها للتصفيات النهائية مثل قريق"تشيلي" وهي دولة صغيرة ولكنها أخرجت الفريق الأسباني بطل البطولة الماضية عام 2010، فربما يكون لهذه الفرق مستقبل باهر ومكانة عالية في كرة القدم العالمية، حيث يتمتع لاعبيها بمهارة عالية ولعب نظيف ودقيق، واتباع تعليمات مدربيهم بكل دقة وحزم.
أكتب هذا المقال في الأساس لأني أسمع بعض الشباب وهم يتابعوا المباريات في المقاهي ويتلفظوا بألفاظ نخجل من سماعها، ونراهم يعقبوا على آداء بعض الفرق والسخرية من الفرق الصغيرة التي ربما تكون بعضها جديدة على كأس العالم.
ومن هنا أحيي مبادرة "ساقية الصاوي" حيث أنها ساعدت على الحد من التدخين والألفاظ المخجلة أثناء مشاهدة المباريات، فمن وجهة نظري أراها مبادرة طيبة جدا أتمنى من جموع المقاهي والكافيهات في القاهرة والمحافظات كلها أن تتبع هذه المبادرة الطيبة، وأتمنى منع التدخين عامة وليس فقط في هذا الوقت لأنه ضار جدا بالصحة ويتسبب في تلوث الهواء الذي نستنشقه ونحن لا ندخن.
وللعلم أن هذا الكلام لا أكتبه لمباريات كأس العالم فقط، بل هناك مباريات محلية وبطولات محلية مثل الدوري الممتاز وكأس مصر وهذه بطولات مهمة في الكرة المصرية، حيث أرى أن الشباب يستهنوا بالفرق المحلية الصغيرة التي ليس لها خبرة في اللعب والتي تأتينا من جميع محافظات مصر حتى النائية منها، حيث رأينا في هاتين البطولتين بعض الفرق الصغيرة القادمة من المحافظات تسعى جاهدة للفوز على حساب فرق كبيرة مخضرمة؛ لتؤكد أننا لابد أن نحترم تلك الفرق وطريقة آداءها.
وهذا يعلمنا ويعلم الشباب المتابعين لتلك المباريات، أن يحدوا من هذه الألفاظ ولا ينبهروا بالفرق الكبيرة وأسماءها الكبيرة لأنها ربما تكون "أسماء عالفاضي".