كورونا يمنع الأمريكيين من المشاركة في احتفالات ذكرى بيرل هاربر
كورونا يمنع الأمريكيين من المشاركة في احتفالات ذكرى بيرل هاربر
قررت الرابطة الوطنية لقدامى المحاربين في الولايات المتحدة الأمريكية إلغاء المشاركة الجماهيرية في الاحتفالات بالذكرى التاسعة والسبعين لهجمات بيرل هاربر، المقرره بعد غد الاثنين.
وعزت الرابطة سبب إلغاء مشاركة الأمريكيين في الاحتفالات إلى إجراءات التباعد الاجتماعي الاحترازية من عدوى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حيث ستقتصر احتفالات هذا العام على المراسم الشرفية فقط بما في ذلك الحداد الصامت وعزف الموسيقى الوطنية ووضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للبحارة الأمريكيين الذين ضحوا بحياتهم.
وفي السابع من ديسمبر عام 1941، وقعت هجمات بيرل هاربر، وهي الهجمات التي نفذتها الطائرات والغواصات اليابانية فىي توقيت متزامن، وغيرت -بحسب المؤرخين- مسار الحرب العالمية الثانية وأنهت ما كان يعرف بسياسة النأي بالنفس التي كانت الولايات المتحدة تنتهجها إزاء الصراعات العالمية مفضلة بناء القدرة الاقتصادية الذاتية للأمريكيين.
وبسبب الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربر، حيث تتمركز وحدات قيادة الأسطول الأمريكي في الباسيفيك، أعلنت واشنطن الحرب على اليابان في اليوم التالي على هذا الهجوم، وفي المقابل أعلنت ألمانيا وإيطاليا الحرب على الولايات المتحدة في الحادي عشر من ديسمبر 1941، وتطورت محطات الصراع إلى أن أطلقت الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكى اليابانيتين ما أدى إلى استسلام اليابان وإنهاء الحرب العالمية الثانية بعد هجوم بيرل هاربر بأقل من اربعة أعوام .
وتعد تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق باب حضور عموم الشعب الأمريكي لمراسم احتفالات بيرل هاربر السنوية، والتي تعد مناسبة وطنية لإحياء ذكرى جنود البحرية الأمريكية، الذين فقدوا أرواحهم في السابع من ديسمبر عام 1941.
ففي ميناء بيرل هاربر الواقع في جزر هاواي الأمريكية في المحيط الهادىء، وبينما كان البحارة الأمريكيون يستعدون لمباراة كرة قدم صبيحة ذلك اليوم، أمطرتهم القاذفات اليابانية بنيرانها، والتي بدت وكأنها سماء المحيط الهادىء تصب جحيما لم يرى بحارة أمريكيون مثيلا له في السابق من فوقهم، ومن تحتهم لاحقتهم طوربيدات الأعماق التى أطلقتها الغواصات اليابانية.
ويعد البحار الأمريكي ميكي جانتيك البالغ من العمر 101 عام، الشاهد الوحيد على هجمات بيرل هاربر الباقي على قيد الحياة إلى الآن ممن نجوا من جحيم تلك الهجمات.
وفي مقابلة مع مجلة القوات البحرية الأمريكية "نافي تايمز" لعن البحار جانتيك، "كوفيد- 19" والتي سيضطر بسببها هذا العام إلى الاحتفال بذكرى السابع من ديسمبر في منزله بولاية كاليفورنيا الأمريكية بعد أن كان مواظبا على المشاركة فيها طيلة العقود الماضية، مرتديا في كل مرة زي كرة القدم نفسه الذي كان يرتديه عندما وقع الهجوم الياباني صبيحه هذا اليوم فى العام 1941.
وروى البحار الأمريكي العجوز -الذي أمضى عشرين عاما من عمره كجندي ثم كضابط صف في البحرية الأمريكية- ما جرى فى ذلك اليوم فيقول إنه كان عضوا في فريق كره قدم البارجة الأمريكية "يو إس إس بينسيلفانيا"، وبينما كان الفريق يستعد لملاقاة منتخب البارجة الأمريكية "يو إس إس أريزونا" في الثامنة صباحا شنت المقاتلات اليابانية هجومها في السابعة وخمس وخمسين دقيقة صباحا، وقال جانتيك كذلك إنه لا يزال يتذكر رفاقه البحارة من طاقم البارجة "يو إس إس بنسيلفانيا" الذين فقد 31 منهم أرواحهم بنيران الطائرات اليابانية، وكذلك طوربيدات الغواصات اليابانية التي نفذت هجوما متزامنا مع الهجوم الجوي الغادر.
ويحكي آخر شهود عيان هجمات بيرل هاربر في مقابلته مع دورية "نافي تايمز" الأمريكية بكل الفخر كيف استطاع برشاشه وهو مرتديا زي لاعب الكرة إسقاط إحدى الطائرات اليابانية المغيرة التي حلقت على ارتفاع منخفض فوق مدمرته، وكيف نجا من الموت بأعجوبة بعد أن انفجر طوربيد بقوة 500 رطل أطلقته غواصة يابانية على مسافة 45 قدما، أى ما يعادل 14 مترا تقريبا منه، وكيف أن قوة الانفجار أطاحت به من ارتفاع 21 مترا من سطح البارجة وألقته في مياه الباسيفيك.
وأضاف البحار الأمريكي أن 1177 جنديا من مشاه الأسطول من قوة البارجة الثانية "يو إس إس أريزونا" فقدوا أرواحهم في هجمات بيرل هاربر التي أودت بحياة 2345 وأدت إلى إصابة 1247 من أفراد البحرية ومشاة الأسطول الأمريكي في الباسيفيك، كما أدت هجمات اليابان على ميناء بيرل هاربر إلى إلحاق خسائر مادية للأسطول الأمريكي، تمثلت في إغراق أربع بوارج و مدمرتين وإصابة 3 بوارج و مدمرة بإصابات مباشرة وإعطاب ثلاث سفن للإمداد والتموين فضلا عن تدمير 188 طائرة أمريكية وإصابة 155 طائرة كانت رابضة على أسطح حاملات الطائرات ومن المدنيين قتل 57 فردا وأصيب 35 وهو ما شكل كارثة غير مسبوقة للعسكرية الأمريكية، وصدمة مؤلمة لمعنويات الشعب الأمريكى في حينها .
وعلى الجانب الآخر، خسرت اليابان في هجوم بيرل هاربر أربع غواصات و 29 طائرة ومقتل 69 من أطقم الطائرات والغواصات المغيرة وأسير واحد سقط في أيدي القوات الأمريكية، وقال المراقبون إن الهجوم الياباني على بيرل هاربر كان بمثابة ضربة وقائية لإبعاد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ عن الحرب التي كانت تخطط اليابان لشنِّها في جنوب شرق آسيا ضد بريطانيا وهولندا والولايات المتحدة ، وتم تنفيذ الهجوم الياباني في موجتي إغارة جويتين شاركت فيها 353 طائرة حربية يابانية .