الحب مش كلام: «قول هَندِّى إيه لمصر»
![الحب مش كلام: «قول هَندِّى إيه لمصر»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/245886_Large_20140624085633_11.jpg)
الأغانى الوطنية والأعلام المرفوعة والشعارات الرنانة هى طرق التعبير المعتادة عن حب مصر، غير أن الظرف الراهن الذى نعيشه والأوضاع الاقتصادية المتدنية فرضت نوعاً جديداً من طرق التعبير يسهم فى علاج الأزمات بشكل مبتكر، فعلها الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتنازل عن نصف راتبه الذى يتقاضاه من مؤسسة الرئاسة ونصف ما يمتلكه، بما فى ذلك ميراثه من والده، لصالح مصر، وسبقته المخرجة ساندرا نشأت بالتفكير فى بناء مستشفى للفقراء فى إحدى المناطق العشوائية ليكون «مهرها» من رجل الأعمال ماجد سامى، رئيس مجلس إدارة نادى دجلة بالقاهرة ونادى ليرس البلجيكى، حيث لم يكتف هو الآخر بما تبرع به، بل قرر بناء مدرسة أيضاً تخدم أهالى المنطقة العشوائية.
صلاح عيسى الكاتب والمحلل السياسى، أكد أن إعلاء المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية هو السلوك الذى يجب على الجميع الالتزام به، خاصة لمن يتولون الشئون العامة مثل رئيس الجمهورية أو الوزراء أو كبار الموظفين، فالوظيفة العامة لا مجال للتربح منها، وإنما دور عام يتطلب التضحية. كثير من الأثرياء فى تاريخ مصر تبرعوا للأعمال الخيرية وأسسوا منشآت لا يزال بعضها قائماً حتى الآن، حسب «عيسى»، مثل مستشفى الدمرداش الذى أنشأه ثرى مصرى هو الدمرداش باشا، وقامت الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل بتمويل المبانى الخاصة بجامعة القاهرة، إلى جانب فكرة الوقف الخيرى فى النظام الإسلامى، حيث قامت أيضاً الأميرة فاطمة بوقف ريع عدد من الأفدنة التى كانت تملكها للإنفاق على جامعة القاهرة. الأزهر نفسه تم إنشاؤه من خلال الوقف الخيرى، بل وكان هناك أثرياء يوقفون ريع عدد من الأفدنة على ما يسمى بـ«جراية الأزهر»، وهى 3 أرغفة كانت تعطى لطلاب الأزهر، أما رؤساء الجمهورية السابقون، وفقاً لما ذكره «عيسى»، فلم يكونوا أثرياء بالقدر الذى يسمح لهم بالتبرع بشىء ملموس للوطن.
عدوى اجتماعية إيجابية ينتظرها الدكتور عبدالرؤوف الضبع أستاذ علم الاجتماع، لتلك الخطوات البناءة فى حب مصر، حيث إن المجتمع يتأثر كثيراً بالتحركات الإيجابية لأبنائه، مؤكداً أن المشهد الحالى ليس بغريب أو جديداً: «المصرى بالفعل هو اللى بنى مصر»، مؤكداً أن من سيقوم بذلك: «هيعيش محترم وهيموت محترم»، خاصة لو كان ذلك نابعاً من حب الوطن وليس مجرد دعاية إعلامية.