م الآخر| وضاعت الأخلاق والمبادئ يا ولدي
![م الآخر| وضاعت الأخلاق والمبادئ يا ولدي](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/245609_Large_20140623082943_7.jpg)
كنت قد كتبت من قبل أتساءل عن الأخلاق والمبادئ النبيلة، التي ترعرعنا ونشأنا عليها وتعلمناها منذ الصغر، والتي يحثنا عليها ديننا الحنيف، فأكتب لكم مقالي هذا بعد أن طالعت في الصحف الورقية والمواقع الالكترونية المختلفة عن ظاهرتين رأيناهما بكثافة في الأونة الأخيرة، فالظاهرة الأولى هي ظاهرة "التحرش"، وهي التي يقوم فيها الشباب بالتصدي للفتيات في الشوارع والميادين المختلفة.
وللتحرش درجات تبدأ من التحرش اللفظي، أي أن يتلفظ الشاب بكلمات من شأنها "جر شكل" البنت المراد التحرش بها، مثل "يا مزة" و"يا عسل"..إلخ، وصولا إلى الاغتصاب وهذا أقصى درجات التحرش، ولكن نستطيع الآن أن نطمئن أنفسنا بعد تفعيل قانون التحرش الجديد، والذي صدق عليه الرئيس السابق المستشار عدلي منصور قبل أن يترك منصبه كرئيس للجمهورية بأيام، فنرى الشباب الآن بعد تطبيق القانون أكثر إلتزاماً خوفاً من السجن بالأعوام وضياع المستقبل وضياع المستقبل هباءا.ً
ولكن أرى من وجهة نظري أن تطبيق هذا القانون جاء متأخرا بعض الشيء لأننا كثيراً ما واجهنا مثل تلك الظاهرة، ولكننا كنا نخاف، نحن البنات، أن نستنجد بأحد خوفا من أن تظهر السكاكين والأسلحة البيضاء في وجوهنا، قبل تفعيل هذا القانون.
أما الظاهرة الأخرى، التي حاوطتني على المواقع الالكترونية المختلفة، والتي استفزتني بشدة وانتشرت مع بداية امتحانات نهاية العام في كافة المراحل وهي ظاهرة الغش، ومنها غش فردي وغش جماعي، والأدهى والأمر أن هذا الغش يتم على الموضة هذا العام حيث أنه يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر والواتساب..إلخ، بواسطة الهواتف المحمولة الحديثة، وهنا نرى أن هناك ناس يتم ظلمهم وهم الذين ذاكروا وتعبوا واجتهدوا ومساويتهم مع الغشاشين الذين ليس لديهم أي حياء أو دين، على الرغم أنه من المفترض أن تمنع هذه الهواتف من دخول لجان الامتحانات، وبالفعل يحدث هذا ولكن ماذا نفعل أمام بلطجة بعض الطلاب الذين يحملوا الأسلحة البيضاء، ويتم تسريب الأسئلة والإجابات عبر تلك المواقع.
أعتذر عن الإطالة في المقدمة ولكن كان لابد من التوضيح، حيث أكتب لكم مقالي هذا وأنا أبكي دماً لا دموعاً على الأخلاق والقيم النبيلة التي ضاعت في زحام التكنولوجيا الحديثة بوسائلها المتعددة، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تتسرب من خلالها الامتحانات، ويضيع ببساطة وجرة قلم تعب ومجهود الأساتذة واضعي تلك الأسئلة.
ولكن من وجهة نظري، حرام أن أتهم التكنولوجيا ووسائلها وحدها في الوصول لتلك المرحلة، ولكن أعيب على الطلبة ومن يقوم بهذه الأشياء منهم لأن الغش موجود من قبل وجود تلك التكنولوجيا بوسائلها المتعددة، أعيب على الشباب الذين يستخدموها استخدام خاطئ لأنهم لم يعوا جيداً بتعاليم ديننا الحنيف، حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم"من غشنا فليس منا" صدق رسولنا الكريم، وقد نهانا الله عنه في العديد من آيات القرآن الكريم.
أعود وأتساءل أين الأخلاق والمبادئ التي نشأنا وتربينا عليها منذ صغرنا، فنحن الجيل السابق مررنا بامتحانات الثانوية العامة، وكان لا يوجد فيس بوك ولا تويتر ولا حتى الواتس أب، ولكن كنا نعبرها بسلام.
أين الأباء والأمهات، ألم يعوا أن عليهم دوراً كبيراً يكفي توعية أبناءهم لخطورة ما هم فيه، إنني أناديهم وأقول لهم اتقوا الله في أبناءكم ولا تتركوهم حتى يصلوا لهذا الحد.
وأخيراً أناشد سيادة الرئيس ومعالي وزير الداخلية، مثلما أوضعتم قانوناً رادعاً من أجل وقف ظاهرة التحرش، نرجو منكم أن تضعوا قانون رادع مثله للغش بكافة أنواعه.
أعرف أنكم لا تودون ضياع مستقبل الشباب، ولكن هم الذين يضيعوا أنفسهم بأنفسهم عندما يعرضوا أنفسهم لتلك المخاطر، بالفعل إنني أشفق عليهم ولكنها ظاهرة وانتشرت ولابد لها من وقفة حاسمة.
أعرف أن لديكم من الأعباء والمسؤوليات ما يكفيكم، ولكنني أخاف على شبابنا، وهم رجال المستقبل، وأود أن تساعدوهم حتى لا تدركهم المهالك، ويضيع مستقبلهم هباءاً.