«السيسى» يناقش مع «كيرى» مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية وتنفيذ خارطة الطريق
![«السيسى» يناقش مع «كيرى» مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية وتنفيذ خارطة الطريق](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/245376_Large_20140622092130_11.jpg)
التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بقصر الاتحادية الرئاسى، فى أول زيارة قصيرة له، تستغرق عدة ساعات، منذ تولى السيسى رئاسة مصر، وبحث الطرفان استمرار تنفيذ خارطة المستقبل، بالإضافة إلى مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وجاء اللقاء بعد جلسة مباحثات عقدها وزير الخارجية سامح شكرى مع جون كيرى بمقر وزارة الخارجية، لبحث عدد من الملفات المتعلقة بالشرق الأوسط من أهمها الوضع فى ليبيا والعراق ومكافحة الإرهاب، والعلاقات المصرية الأمريكية فى ضوء تنفيذ المرحلة الثانية من خريطة الطريق، والاستعدادات للانتخابات البرلمانية، وأكد وزير الخارجية، خلال اللقاء، أهمية العلاقات بين البلدين وتطويرها فى مختلف المجالات، استناداً إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية وتفهُّم حقيقة الأوضاع والصورة الصحيحة لما يحدث فى البلاد من عملية تغيير مجتمعى فى إطار بناء نظام ديمقراطى حقيقى يعكس إرادة الشعب المصرى.
وأكد «كيرى» الأهمية التى يعلقونها على تطوير العلاقات مع مصر والتعاون معها فى تحقيق الأهداف المشتركة لدعم العلاقات الثنائية ومواصلة العلاقات الاستراتيجية لأثرها الإيجابى على تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن مواجهة التهديدات المشتركة كظاهرة الإرهاب، مشيراً إلى أنه حضر للقاهرة لتصعيد مستوى الحوار القائم بين البلدين.
ومن الجدير بالذكر أنه قد سبق أن أعلنت الخارجية الأمريكية أن كيرى سيقوم بجولة فى المنطقة تشمل عدة دول عربية، ومن المنتظر أن تستمر الزيارة عدة ساعات يغادر بعدها كيرى على متن طائرة خاصة، وكان قد وصل أمس الأول، السبت، وفد كبير من وزارة الخارجية الأمريكية للإعداد للزيارة.
من جانبه، قال اللواء عبدالمنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكية تأتى فى محاولة لجس نبض السلطة الجديدة فى مصر، خاصة أن «واشنطن» تعى جيداً أنها إذا خسرت علاقتها بمصر حالياً فإنها ستفقد قدراً من المميزات التى تحصل عليها فى المنطقة؛ فمثلاً أمريكا هى الدولة الوحيدة التى لها أولوية مرور سفنها بقناة السويس وهى الممر المائى الذى تسير فيه حركة التجارة العالمية، وذلك مجرد جزء من العلاقات بيننا وبينهم، ما يعنى أنهم سيتأثرون بشكل كبير حال تأثر العلاقات معهم.
وأضاف «سعيد»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن الإدارة الأمريكية تعيش حالياً حالة من التخبط بالنسبة للوضع فى مصر، ومن ثم فإن زيارة وزير الخارجية الأمريكى سببها الرئيسى أنهم «عاوزين يعرفوا راسهم من رجليهم فى المنطقة»، بعد تخييب جماعة الإخوان لظنونهم فى حماية مصالحهم بالمنطقة بعد سقوطهم فى مصر.
وأضاف رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق أن العراق ستكون جزءاً من الزيارة، لكن الجزء الأكبر سيكون المصالح الأمريكية، خاصة أن إيقاف المعونة وغيرها من مظاهر تدهور العلاقات لا تؤثر سلباً على النظام المصرى، ولكننا سنوقف أى تسهيلات يحصلون عليها فى المنطقة بسبب علاقتنا الاستراتيجية معهم إذا لم يتغير موقفهم تجاه مصر.
وافقه فى الرأى اللواء علاء عزالدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة السابق، مؤكداً فى تصريحات لـ«الوطن» أن «كيرى» يهدف بالمقام الأول لبحث المصالح الأمريكية بمصر والمنطقة، وكيفية تعامل القيادة الجديدة معها، إلا أنه توقع نوعاً من محاولة «جر رجل مصر للأزمة فى العراق»، مضيفاً أن الوزير الأمريكى سيحاول ذلك تحت دعوى خبرة مصر بمحاربة الإرهاب وأنها دولة كبيرة بالمنطقة.
وأشار «عزالدين» إلى أن أمريكا تسعى حالياً لاسترداد العلاقات الطيبة مع مصر، خاصة بخروجنا من سيطرتهم فى المرحلة الماضية، ما يعنى وجوب التحرك الفورى لهم لاسترداد التعاون معنا، قائلاً: «استفادت واشنطن مما حدث معها فى إيران بعد سقوط الشاه عن الحكم وتدهور العلاقات.. واليوم هى تريد استعادة العلاقات والتباحث معها؛ لذا لن تقدم على تكرار التجربة الخاطئة».
من جانبه توقع اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع السابق، أن الزيارة سببها الرئيسى طمأنة الجانب المصرى مع تعالى الأصوات المطالبة بتخفيض المعونة العسكرية المقدمة للجانب المصرى داخل الكونجرس الأمريكى، مؤكداً أن إدارة أوباما تسعى لعودة المياه لمجاريها مع مصر دون أن تفقد أرضاً جديدة معها، وأضاف أن كيرى قد يتطرق لطلب مشاركة الصفين الثانى والثالث من الإخوان فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلا أنه شدد على أن الإرادة المصرية لن تقبل بأى إملاءات غربية وأن الشعب هو وحده من يرسم مستقبله.
وأكد أن عدم وجود وسيط مع السلطة الفلسطينية منذ فترة طويلة يدفع الإدارة الأمريكية لضرورة الطلب من مصر أن تقوم بدور الوساطة، خاصة مع عدم مشاركة أى دولة عربية للوساطة خلال الفترة الماضية.