م الآخر| الدراما الرمضانية.. خطر يهدد أطفالنا
![م الآخر| الدراما الرمضانية.. خطر يهدد أطفالنا](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/245140_Large_20140622040916_7.jpg)
كنت قد كتبت فيما قبل أتساءل عن الدراما الدينية، والإنتاج الديني المصري الذي كان له زمان مكان كبير على خريطة القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية، ولكنه اختفى في الفترة الأخيرة، وتم استبدالها بالمسلسلات الاجتماعية المليئة بمشاهد العنف بمختلف أنواعه.
وها نحن مقبلين على شهر رمضان الكريم، شهر الصيام والصلاة والعبادات المختلفة، شهر يتراحم فيه الناس وتكثر فيه الخيرات وتفتح فيه أبواب السماء للدعاء، شهر المسلسلات كما يطلق عليه البعض في الأونة الأخيرة.
كنا في قديم الأزل عندما نسمع عن قدوم شهر رمضان الكريم نفرح كثيراً، حيث الأعمال الكارتونية المحبة للأطفال والفوازير التي كنا ننتظرها بفروغ الصبر كل عام، والتي أصبح ليس لها مكان لسببين: أولاً، لعدم وجود مكان لها في زحمة المسلسلات في الفترة الأخيرة، وثانياً، لعدم وجود من ينفع للقيام بها على غرار النجوم نيللي وشريهان وسمير غانم، إلخ.
ولكن الآن وفي هذه الفترة، عندما نسمع عن قدوم شهر رمضان نجد كم هائل من المسلسلات تدخل علينا، وكأنها موج عالي يأتي إلينا من حيث لا ندري، والتي تهل علينا مع قدوم هذا الشهر الكريم، والذي أصبح معروفا بموسم الدراما التليفزيونية، حيث نجد كل صناع الدراما يعملوا على قدم وساق للحاق بالسباق الرمضاني.
وكأن الكل أغفل أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقرآن، والكل فيه يتسابق لختامه، وترى معظم الناس منشغلين بالصيام وتلاوة القرآن الكريم وفي أشغالهم أيضاً، وليس العبادات فقط، فلا نجد متسعا من الوقت لمتابعة هذا الكم الهائل من المسلسلات بمواضيعها المختلفة، والتي أرى من وجهة نظري أنها تتنافى مع هذا الشهر الكريم وروحه العطرة.
ناهيكم قرائي عن أن معظم المسلسلات مليئة بمشاهد العنف المختلفة، من ضرب وقتل وسرقة وسجن ومشاهد تعذيب، إلخ، وكأن صناع تلك المسلسلات أغفلوا أيضاً أن هناك عائلات محترمة تشاهد تلك المسلسلات، وهناك أطفال صغار يشاهدون تلك المسلسلات، وكأنهم يريدون أن يغرزوا العنف داخل نفوس الأطفال منذ الصغر.
وهنا أتساءل، لماذا لا يفكر أصحاب المسلسل الواحد في كل هذا قبل الإقدام على صناعة المسلسل، لماذا لا يفكرون في هؤلاء الأطفال الصغارعلى الرغم من أننا نمنعهم من الأساس أن يشاهدوا هذه الأشياء، ولكن هناك بعض الأطفال لا نستطع السيطرة عليهم، وفي نفس الوقت لا نريد أن يشاهدوا ما يؤذي نفسيتهم، وما سيؤثر على نشأتهم وسلوكياتهم، ونربي في أنفسهم سلوكيات عنيفة.
ومن هنا أناشد صناع الدراما التفكير بعمق أكثر في الموضوع، والتقليل من مشاهد العنف في المسلسلات، بل استبدال تلك المسلسلات بأخرى كرتونية أو دينية تحمل معلومات هادفة لهؤلاء الأطفال، والفوازير التي تدخل البهجة في نفوس الكبار قبل الصغار، والتي افتقدناها منذ فترة طويلة، ونتمنى استرجاعها مرة أخرى.