أول مؤتمر فى واشنطن عن «السيسى» يستضيف متهماً بالتخابر مع «مرسى»
شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن مؤتمراً نظمه معهد ويلسون للدراسات، أحد المعاهد المقربة من دوائر فى الكونجرس الأمريكى، أمس الأول، تحت عنوان «المتوقع فى رئاسة السيسى»، شارك فيه الدكتور عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أحد المتهمين مع محمد مرسى، الرئيس المعزول، فى قضية التخابر، والباحثة الأمريكية مارينا أوتاوى، إضافة إلى السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان سابقاً، عبر «الفيديو كونفرانس».
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من المهتمين فى الدوائر البحثية والدبلوماسية داخل الولايات المتحدة، فضلاً عن عناصر التنظيم الدولى للإخوان، وبدأ بحديث مديرة برنامج الشرق الأوسط بالمعهد، هيلى أسفيندرى، التى أكدت أن هدف المؤتمر هو بحث آفاق مستقبل مصر بعد وصول «السيسى» إلى الرئاسة.
وقبل أن تقدم «هيلى» المشاركين فى المؤتمر للحديث، قطعت كلمتها قائلة: «علمنا الآن أن نبيل فهمى لم يعد وزيراً للخارجية فى أول حكومة للسيسى وتم اختيار سامح شكرى، سفير مصر السابق لدى واشنطن، وزيراً للخارجية».
وقال «شاهين»، المتهم بالتخابر مع «مرسى»: إن حكم السيسى أمامه عدة أزمات صريحة أهمها حقوق الإنسان والمصالحة الوطنية والإصلاح الاقتصادى والأمن واستعادة الاستقرار.
وأضاف أن المصالحة مفتاح الحل لكل المشكلات المصرية، وعلى «السيسى» أن يثبت أنه رئيس لكل المصريين، مشيراً إلى أن هناك دوراً ظاهراً للدولة العميقة فى مصر وتحالفها مع «السيسى» لمواجهة ثورة 25 يناير وتشويهها ومخاوف صريحة من عودة رجال دولة مبارك، وعلى «السيسى» أن يبدد تلك المخاوف بإبعادهم.
وقال «شاهين» إنه «منذ انقلاب يوليو -فى إشارة لثورة 30 يونيو- ارتكبت مصر مهازل فى مجال حقوق الإنسان، فهناك آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين ومنظمات حقوق الإنسان، رغم التضييق عليها، سجلت العديد من الوقائع، ومع ذلك خرج السيسى فى حواراته التليفزيونية ليؤكد على احترامه لحقوق الإنسان، وهو أمر بات عليه أن يبرهنه على أرض الواقع».
وأضاف «شاهين» أنه فى الوقت الذى يتحدث فيه الجميع عن مخاطر الانقسام الشعبى وضرورة المصالحة لحل المشكلات التى تواجه مصر خرج «السيسى» فى أحد الحوارات التليفزيونية ليؤكد أن لا وجود للإخوان فى عهده ليظهر بمظهر الرجل القوى فى الشارع المصرى.
وأكد «شاهين» أن عودة الأمن والاستقرار للشارع المصرى تتطلب مراعاة البعد الأمنى والجنائى والبعد السياسى أيضاً بإجراء مصالحة وطنية وفتح الأفق السياسى، وأن يكون البعد الأمنى والجنائى خاضعاً للقانون. وقال «شاهين» إن «السيسى خرج للناس فى حوارات تليفزيونية ليقول: معنديش ومش قادر أديك، فى الوقت الذى لم تمس فيه ميزانية الجيش المصرى».
وقالت الباحثة مارينا أوتاوى: «إنها عائدة لتوها من القاهرة وانطباعها الأول أن هناك تشنجاً حكومياً فى مصر يلقى بظلاله على الشارع، فالناس أيضاً فى حالة تشنج، وأضافت أنها حضرت احتفالات تنصيب السيسى فى التحرير، أثناء إقامتها بفندق بجوار الميدان، الذى اعتبرناه فاصلاً بين مصر القديمة، التى كان قوامها الحزب الوطنى والإخوان والجيش، ومصر الجديدة التى عبر عنها الشباب، لكن من خلال اللقاءات التى عقدتها مع متخصصين والناس فى الشارع لم أخرج بإجابة عن سؤال بسيط وهو: إلى أين تتجه مصر؟».
وأضافت «أوتاوى»: علينا متابعة تحركات عمرو موسى فى ترتيب البرلمان المقبل وأداء الحكومة المقبلة وما إذا كانت تملك خطة للإصلاح الاقتصادى، وأشارت إلى أن الناس فى مصر تركيزهم الرئيسى على استعادة الأمن فى الشارع، ورغم كل التحديات التى يواجهونها فإن الغالبية لديها حالة من التقبل للوضع.
من جانبها، ردت السفيرة مشيرة خطاب قائلة: إن «السيسى» جاء رئيساً بعد انتخابات حرة ونزيهة حصل فيها على 23 مليون صوت، ويجب ألا نغفل هذه الارقام، ومن المبكر إطلاق أى أحكام مسبقة، وعلينا منحه فرصته كاملة وإعطاء حكومته الوقت الكافى لتحقيق إنجاز.
ولفتت «مشيرة» إلى أن «السيسى» كانت أولى زياراته لمواطنة جرى التحرش بها فى ميدان التحرير، لأنها ذهبت لتحتفل بفوزه وشاهدنا جميعاً فى مشهد لم نعهده فى مصر أن يتقدم رئيس لمواطن بالأسف ويتعهد له بأن حقوقه لن تنتهك. وأضافت أن المصالحة الوطنية أمر مهم، والملاحظ لأحاديث الرئيس السيسى أنه يسعى لإحداث توازن يضمن عدم العودة بمصر إلى ما قبل 25 يناير وفى نفس الوقت عدم التهاون مع من استباحوا دماء المصريين، وبالتالى كان واضحاً فى أن باب المصالحة مفتوح مع كل من لم تلوث يده بالدماء وليس من يتورط فى الإرهاب، لأنه لا يوجد مجتمع فى العالم يقبل بوجود الإرهاب بين صفوفه ويعقد معه مصالحات أو مهادنات.
وأكدت «مشيرة» أن من بين التحديات التى تواجه الرئيس أن آمال المصريين المعلقة عليه كبيرة، لذا بادر بمصارحتهم بحقائق الوضع أثناء حواراته الانتخابية، ليدرك الجميع أن الدولة تحتاج عملاً شاقاً، لكى تنهض وتعود إلى الاستقرار المنشود، وبالتالى كان صادقاً عندما خرج إلى الناس ليقول إن اقتصاد مصر يعيش على المساعدات وهو أمر لا ينبغى أن يستمر.