شعار الحكومة الجديدة: الحياة تبدأ بعد الستين
![شعار الحكومة الجديدة: الحياة تبدأ بعد الستين](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/243961_Large_20140617080146_11.jpg)
رغم أنه الوعد الأبرز قبل كل استحقاق رئاسى، والحلم المتجدد مع كل تشكيل حكومى، لكن الرياح تأتى دائماً بما لا تشتهى السفن، فمشاركة الشباب ظلت غائبة عن التشكيل الحكومى الجديد، بالرغم من تأكيدات الرئيس عبدالفتاح السيسى السابقة بضرورة مشاركة الشباب فى الرئاسة والحكومة والمحليات والمحافظات، وإعلان المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، حرصه على مشاركة الشباب فى عمل الوزارة الجديدة.
60 عاماً أو تزيد هى سن معظم وزراء الحكومة الحالية، حيث شغلوا تقريباً 17 وزارة، ونحو 11 وزيراً لا يزالون فى العقد الخمسين، و5 وزراء فى الأربعينات، أما من تخطوا الستين عاماً فهم اثنان، الأمر الذى يطرح تساؤلاً: هل يصعب مشاركة الشباب، وتحديداً شباب الثورة فى الحكومات، فعلياً؟
كلمة الشباب فضفاضة، وعادة ما تخلو كل الوعود بمشاركة الشباب فى المناصب المختلفة من أى تحديد لعمر الوزير الشاب، وفقاً لكلام سعيد اللاوندى، الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، مؤكداً أن السبب الأبرز لتخطى عمر معظم الوزراء الحاليين الستين عاماً هو أنها حكومة أزمة مؤقتة، ولن يتجاوز عمرها الثلاثة أشهر لحين إجراء الانتخابات البرلمانية، بالإضافة إلى وجود ملفات مفتوحة من فترات سابقة، ولا بد أن يعالجها الوزراء القدامى، لذا نجد عدداً ليس بالقليل من الوزراء حافظ على موقعه فى التشكيل الوزارى الجديد.
مصلحة مصر تقتضى، حسب «اللاوندى»، أن يجمع الوزير بين الخبرة والشباب، لأن الوطن يمر بمرحلة حساسة، ولا بد أن يشارك شباب الثورة فى المواقع الثانية والثالثة لحين اكتساب الخبرات المطلوبة للمواقع الأولى فى الدولة.
مصطفى مرزوق، مدرب التنمية البشرية، أكد أنه يصعب تواصل من تجاوزوا الستين عاماً مع مجتمع يُشكل فيه الشباب نسبة الـ60%، حيث إن احتياجاتهم تختلف عن احتياجات الشباب ويصعب الاقتناع بمطالبهم، لذا كان لا بد أن يقع الاختيار على وجوه جديدة لها أفكار متجددة.
نسبة كبيرة من اهتمامات الشباب عاطفية وليست منطقية، حسب «مرزوق»، لذا دائماً تصطدم مع القرارات الحكومية التى تتحدث بأساليب مختلفة، وبعيداً عن التشكيك فى الوزراء الحاليين، فإن الشباب فقدوا القدرة على تصديق أصحاب الوجوه القديمة، فالشباب ينتظرون وجهاً جديداً يخرج من بين صفوفه، ويتحدث بلسانه وبلغته ويعبر عن أحلامه، والدليل على ذلك النجاح المدوِّى الذى حققته حملة تمرد.