بطقوس فلكلورية تعود جذورها إلى 100 عام مضت، أحيا عدد كبير من أهالي قرية النزلة، التابعة لقرية الشرقي بهجورة في مركز نجع حمادي بقنا، أمس الجمعة، ذكرى مرور قرن على نجاتهم من مرض "الطاعون" الفتاك، وهي المناسبة التي تتكرر إقامتها في المركز على مدار عقود متعاقبة.
وأعد أهالي قرية النزلة، ولائم الطعام من لحوم وخبز، ووزعوها على الفقراء والمحتاجين، في تقليد سنوي، واصطف كبار السن والشباب والأطفال على شكل موكب، وتحركوا في مجموعات داخل المنطقة، بعد أداء صلاة الجمعة،
وترجع تلك الذكرى، إلى انتشار مرض الطاعون في أوائل القرن العشرين، بقرية النزلة القريبة من النيل، الذي أودى بحياة المئات من أهالي القرية، ما دفع الأهالي لتوظيف الذكرى في الدعاء، أن يرفع الله عنهم البلاء الجديد "فيروس كورونا".
يأتي تنظيم تلك العادة السنوية، بعد أداء الأهالي لصلاة الجمعة في الأسبوع الأول من زراعة القمح؛ إذ تخرج الولائم وتنشر أمام المنازل، ويوزع الطعام على الفقراء والمحتاجين في القرية.
وقال محمد عبدالله، من القرية، إنه "في ثالث جمعة من شهر نوفمبر من كل عام، نحتفل بالذكرى، وتوارثنا ذلك منذ عشرات السنين".
وأضاف "عبدالله" أن الطقوس المتبعة، عقب صلاة الجمعة، أن يخرج أهل القرية كل يحمل صينية الطعام، وعليها أشهى ما عنده أمام المسجد الكبير بنجع النزلة، ويدعو المارة والمساكين والأرامل والأيتام وفاءً بالنذر، بعد أن رفع الله البلاء عن القرية، بعد إصابة البعض بالكوليرا والطاعون.
وقال علي عبدالرحيم، أحد أبناء القرية، إن الأسر تجمع الخبز واللحوم والأطعمة، وتوزعها على فقراء القرية والنجوع في فرح وسرور ومشاركة وتآلف ومحبة، والمصافحة والتهنئة بين الجميع، متمنين أن يعيد الله ذلك على الجميع بالخير، واصفا هذا اليوم كأنه يوم عيد.
وقال عدد من الأهالي، إن هذه الطقوس سنواصلها كل عام، وسنورثها إلى قيام الساعة، داعين الله أن يرفع عنا بلاء كورونا، كما فعلها معنا في "الطاعون".
وأكد الأهالي أنهم على استعداد عمل مثل هذه الطقوس، عندما يرفع الله فيروس كورونا عن البشر ومصرنا الحبيب، مشيرين إلى أن التقدم بالصدقات وإطعام المساكين، يرفع البلاء.
تعليقات الفيسبوك