م الآخر| شباب في الضياع.. والبركة في الإعلام
![م الآخر| شباب في الضياع.. والبركة في الإعلام](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/242262_Large_20140613013913_7.jpg)
قرائي الأعزاء، أكتب لكم مقالي هذا عن موضوع قد تحدث عنه الكتيرون مراراً وتكراراً، ولكن سأحدثكم عن بعض الظواهر الغريبة التي ظهرت في مجتمعنا الشرقي الذي له عاداته وتقاليده المعروفة، ولكن عندما تنتشر الظاهرة بل وتتوسع في الانتشار وتصبح ظاهرة سلبية لابد من وقفة حاسمة تجاهها.
فمنذ قديم الأزل يا أعزائي ونحن نرى ظاهرة التدخين قد انتشرت بين الرجال والشباب، وأصبح معظمهم يمشي وفي يده السيجارة يدخنها بشهية مفتوحة، أو يجلسوا على المقهى ويطلبوا "الشيشة"، ومع مرور الوقت أصبحت الشيشة والسيجارة من العادات اليومية.
وانتشر منافس ثالث للسيجارة والشيشة، ألا وهي المخدرات بمختلف أنواعها، حيث أصبح الشباب في الأونة الأخيرة، وخصوصاً الذين هم في مرحلة المراهقة، يتسارعوا على تناول وتعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة التي نعرفها جيداً.
وهنا أعزائي القراء أتساءل، ما الذي يجعل شبابنا ينحرف ويقبل على هذه المدمرات التي تدمر كل شيء، صحتهم وعقولهم وأخلاقياتهم، وتجعلهم مثلهم مثل الشياطين داخل البيوت، ويا ليتهم هم فقط الذين يتضرروا من هذه الأشياء، بل الآباء والأمهات يتضرروا أكثر منهم لأنها وقبل كل ما ذكرته إهدار للمال.
أجيب عن هذا التساؤل وأقول أن الاعلام هو السبب، لأن وسائل الاعلام في الأونة الأخيرة بدأت تنحرف بعض الشيء عن وظائفها الأساسية وهي الارشاد والتوجيه.
واسمحوا لي أن اتكلم بصراحة أكتر وأشير بأصابع الاتهام إلى وسيلتين بعينهم هم السينما والتليفزيون، حيث أصبح الإنتاج السينمائي لا يخلو من مشاهد التدخين والشيشة، بل ومشاهد كيفية تعاطي هذه المدمرات بشكل يحث الشباب على اللجوء إليها وتجربتها عندما يشعرون بالملل أو بالفراغ في حياتهم، أو حتى عندما تقابلهم أي مشكلة.
ولو نظرنا إلى الإنتاج السينمائي القديم، أي منذ حوالي عشر سنوات، نجد الأبطال بشراهة يدخنون السيجارة والشيشة بشراهة، وفي الأونة الأخيرة انتشرت مشاهد كيفية تعاطي المخدرات، ولو نظرنا إلى الأفلام الحديثة نجد مشاهد لكيفية تعاطي المخدرات، والأمثلة على ذلك واضحة جداً، فهناك مثلاً فيلماً كان البطل فيه طوال الفيلم يتناول سجائر ماركة معينة، وكان يعلن عنها طوال الفيلم، وطوال الفيلم نجد السيجارة في يده وفي فمه، وفي فيلم آخر نجد البطل وكأنه يعلم هؤلاء الشباب كيف يتم تعاطي المخدرات بوسائل التعاطي المختلفة، ونرى البطلة تدخن الشيشة وكأنه شيء عادي أو عادة قد تعودت عليها، ونتيجة لهذا أصبحت الفتيات في الأونة الأخيرة يدخن الشيشة.
إنني أشفق هنا على الآباء والأمهات المطحونين في تحويش القرش على القرش ويأتي هؤلاء الأبناء الفاسدون ينفقوها هباءاً على أشياء تدمرهم.
إذن أين دور الإعلام؟ لقد اختفى الإعلام الحقيقي الذي من دوره توعية هؤلاء الشباب لخطورة ما هم فيه، ومدى تأثيرها الضار على صحتهم وحياتهم ومستقبلهم، وأصبح الإعلام هو المحرض الأساسي على اتجاه الشباب لهذه الأشياء.
لذا أرجو من السادة الإعلاميون، ومنتجو هذه الأفلام إعادة النظر في هذا الموضوع، رأفة بحال هؤلاء الشباب، حيث أن معظم الشباب يظن أنه هرب من مشاكله ولجأ إلى هذه الأشياء، ولكنه لا يعي لمدى خطورة هذه المدمرات إلا بعد أن تكون قد دمرته بالفعل، ولا يسعهم إلا البكاء والندم ولكن دون جدوى.
فأنقذوا شبابنا من الضياع، وإلا ستندموا ندما حقيقيا.