من"العينية" إلى"الشائعات".. أساليب الإخوان للوقيعة بين الشعب والدولة
بدر الدين: لابد من خطة إعلامية وثقافية جيدة تواجه زيفهم
صورة أرشيفية
أكد سياسيون أن خطط جماعة الإخوان الإرهابية للوقيعة بين الشعب ومؤسسات الدولة مازالت مستمرة، والاختلاف الذي حدث فقط هو تغيير أساليبهم طبقا لطبيعة التوقيت الذي يمرون به، فبعد أن كانوا يستخدمون المساعدات العينية لاستمالة فئات من الشعب لصفهم، أصبحوا يستخدمون حروب الجيل الرابع، وبث الشائعات لتحقيق أهدافهم، مثلما فعلوا في المرحلة الأولى من انتخابات النواب، وهذه الأساليب أكثر خطورة من تلك القديمة، وهو ما يتطلب استراتيجية لمواجهتهم.
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، جامعة القاهرة، إن الإخوان لم يعودوا يستطيعون ممارسة الدور الذي كانوا يقومون به من قبل من استمالة فئات من الشعب لصفهم بتقديم مساعدات عينية كما كانوا يفعلون من قبل، بعد أن تم تصنيفهم كجماعة إرهابية، ونبذهم في الداخل، فتحولت خطتهم إلى استخدام القوى الناعمة في استمالة الشعب عن طريق استخدام القنوات وبث الشائعات في العديد من الأحداث التي تمر بها البلاد، مثلما فعلوا في انتخابات مجلس النواب الحالية، وذلك في إطار حروب الجيل الرابع، التي تستهدف نشر الأخبار المغلوطة، التشكيك، إثارة مشاعر اليأس والإحباط، الوقيعة بين قطاعات مختلفة من الشعب، وبين الشعب ومؤسسات الدولة، والتقليل من أي إنجاز يحدث، كل هذا في إطار الحرب النفسية، حرب مستحدثة، جديدة، تلك الحرب لا تستخدم القوات العسكرية المباشرة، وإنما تلعب على الوعي، ومواجهتها يكون من خلال رفع وعي المواطنين، وأن يكونوا مدركين للحقائق، فعندما يرتفع وعي المواطن ، يستطيع أن ينفذ بنفسه، ويعرف المغالطات التي تحدث، والهدف منها، كل هذا يتطلب رفع وعي المواطن، ومواجهة هذا النمط من الحروب غير التقليدية.
وأضاف" بدر الدين" لـ"الوطن"، أن اعتماد الإخوان الأكبر الآن أصبح على وسائل الإعلام، وعلى قنوات تعبر عن أفكارهم، ومن الممكن أن نجد دولا تستخدم ذلك، وهناك أيضا في إطار هذه الحرب أجهزة استخباراتية، ودول تستهدف الوقيعة بين الشعب ومؤسسات الدولة، والتشكيك في كل ما يحدث، والمواجهة الناجحة لذلك تكون إلا من خلال رفع الوعي، واتخاذ إجراءات ليس فقط ضد من يمارس العمل الإرهابي، وإنما أيضا ضد من يساعده، من خلال الأموال والأسلحة، ووسائل الإعلام.
وتابع أن محاولات الإخوان هذه لا تحدث الصدى الذي تأمله الجماعة، حيث ينكشف كذبهم بين الفترة والأخرى، وباختلاف الأحداث نفسها، حيث يظهر كذب الإخوان بأشكال غير مباشرة، كنشرهم فيديوهات لا تكون متطابقة مع الحدث أو المكان الواقعة فيه، وهو ما يبرهن مغالطاتهم، ويدل على كذب إدعاءاتهم، لكنها ربما تجد صدى لدى البعض، الذين ربما لا يصادفون ما يبرهن لهم على هذه المغالطات والأكاذيب، لذا لابد من خطة جيدة إعلامية وثقافية تواجه زيفهم.
وقال إبراهيم ربيع، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، إن هدف الإخوان من تشويه العملية الانتخابية، يعود إلى أن الانتخابات ستنتج مؤسسة تشريعية أي استكمال واستمرار لوجود دولة بمؤسساتها، بقوانينها، وهم ضد هذه الفكرة بالأساس، لافتا إلى أنهم سيستمرون لفترات طويلة في محاولات عرقلة الاستقرار، وبث مزيد من الشائعات في سبيل ذلك، وحدث ذلك في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية سواء بتشويه المرشحين، أو الهيئة الوطنية للانتخابات، والعملية الانتخابية نفسها لأنهم ليسوا من ضمن لاعبيها، من أجل تشويه العملية الانتخابية، والتشكيك في مصداقيتها.
وأضاف" ربيع"، لـ"الوطن"، أن الإخوان يحاربون من أجل عدم اكتمال أي استحقاقات أو أدوار لمؤسسات الدولة، فهم تنظيم إجرامي خارج عن القانون، ويريدون كل شىء خارج فكرة الدولة، فهم يريدون دفع المواطنين إلى انتحار قومي، وتغيير وعي المواطنين إلى هدم البلاد بنشر هذه الشائعات، لذا لابد من مواجهتهم.