أوروبا تحذر تركيا بشأن استفزازت شرق المتوسط
شرق المتوسط
حذرت أوروبا تركيا من استمرار استفزازتها بمنطقة شرق المتوسط، ودعا الاتحاد الأوروبى أنقرة إلى التراجع في النزاع الدائر بشرق البحر المتوسط، وإلى احترام حقوق الإنسان.
وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، تركيا من أي محاولة لـ"ترهيب" جيرانها في إطار النزاع على موارد الغاز في شرقي المتوسط.
المفوضية الأوروبية تحذر تركيا من أي محاولة لترهيب جيرانها
وقالت فون دير لاين في كلمتها السنوية أمام البرلمان الأوروبي: "نعم، تقع تركيا في منطقة تشهد اضطرابات. نعم، هي تتلقى ملايين اللاجئين ندفع لها لاستقبالهم مساعدة مالية كبيرة. لكن لا شيء من ذلك يبرر محاولات ترهيب جيرانها"، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
وتأتي تصريحات المسؤولة الأوروبية قبل أيام من قمة ستجمع قادة الدول في القارة، ويحتل ملف فرض عقوبات على تركيا سلم الأولويات في الاجتماع.
وتطالب أثينا بفرض عقوبات على انقرة، مشددة على أن الانقسام الأوروبي في هذا الشأن سيضر بالتكتل.
وهناك خلافات بين أنقرة وأثينا بشأن السيادة على المنطقة الاقتصادية الخالصة في بحري إيجة والمتوسط، وحقوق التنقيب فيهما، خاصة مع التقارير التي تتحدث عن غنى هذه المنطقة بالموارد مثل الغاز والنفط.
وأثارت عمليات التنقيب التركية في شرقي المتوسط غضب اليونان وقبرص، لكونها، كما تقولان، تقع في المياه التابعة لهما.
الاتحاد الأوروبي: علاقتنا بتركيا تمر بلحظة فارقة
فيما قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إن علاقة التكتل بتركيا تمر بلحظة فارقة، داعياً أنقرة إلى التراجع في النزاع الدائر بشرق البحر المتوسط وإلى احترام حقوق الإنسان.
وأضاف بوريل، أمام البرلمان الأوروبي، أن هذه العلاقات "تمر بلحظة فارقة في التاريخ، وستسير في اتجاه ما أو في عكسه اعتماداً على ما سيحدث في الأيام المقبلة".
واعتبر أن سلوك تركيا في المتوسط يثير المخاوف، مشدداً على ضرورة أن توقف تركيا "التصرفات الأحادية" في شرق البحر المتوسط.
ولاحقاً كتب بوريل على "تويتر": "الوضع في شرق المتوسط يتطلب تحركنا العاجل وخفض التصعيد فوراً".
معالجة توترات شرق المتوسط تمثل أولوية للاتحاد الأوروبي
من جهته، كتب شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي على "تويتر": "معالجة التوترات في شرق المتوسط تمثل أولوية للاتحاد الأوروبي. هدفنا واضح وهو الاستقرار والأمن في المنطقة برمتها".
ومن المقرر أن يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل لبحث مسألة العلاقات مع تركيا.
في سياق متصل، نقلت صحيفة "ايكاثمريني" اليونانية عن رئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس، قوله في مؤتمر صحفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: "اليونان مستعدة لإجراء محادثات استطلاعية مع تركيا بشأن تعيين حدود المناطق البحرية بشرط أن ترى دليلاً ملموساً على وقف التصعيد من جانب أنقرة".
رئيس المجلس الأوروبى: على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ موقفاً صارماً
واعتبر أن "الدعم الأوروبي لليونان وقبرص في النزاع مع تركيا بشأن الطاقة والحقوق البحرية في المنطقة هو اعتراف ضمني بأن المصالح الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي على المحك أيضاً"، مضيفاً: "يجب أن تستمر جهود خفض التصعيد".
من جهته، قال ميشيل: "على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ موقفاً صارما يظهر عزمه على التمسك بقيمه ومبادئه".
وكانت أنقرة قد أكدت، أمس الاثنين، أن عودة سفينتها البحثية التي نشرتها في شرق البحر المتوسط، وكانت أساس التوتر مع اليونان، لا تشكل تراجعاً.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية، إن السفينة "عروش ريس راسية بالقرب من ميناء أنطاليا لأعمال الصيانة والتموين".
وقال تشاوش أوغلو إن من "الخطأ" تفسير هذا العمل "الروتيني" على أنه "خطوة إلى الوراء"، كما قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي رأى في ذلك "خطوة أولى إيجابية جداً".
وشدد تشاوش أوغلو على أنه "يجب ألا يصور الأمر خلافاً لما هو عليه". وقال الوزير التركي إن السفن التركية الأخرى مثل بارباروسا خيرالدين ويافوز، تواصل أنشطة المسح في شرق البحر المتوسط.
ومع ذلك، لم يغلق تشاوش أوغلو الباب تماماً أمام تفسير إيجابي لعودة عروش ريس إلى الساحل، شرط أن تتخذ اليونان خطوات بدورها.
وأضاف: "يمكن لليونان أن تعتبر هذا العمل الروتيني علامة على حسن النوايا وتتخلى بالمناسبة عن مطالبها المتطرفة".
وأثارت عودة عروش ريس إلى الميناء، الأحد، الآمال في التهدئة بين تركيا واليونان اللتين تتنازعان السيادة على مناطق في شرق البحر المتوسط يحتمل أن تكون غنية بالغاز الطبيعي.
وزاد التوتر في أواخر أغسطس عندما نفذ البلدان مناورات عسكرية متوازية،وتناقش القمة الأوروبية الأزمة يومي 24 و25 سبتمبر في بروكسل.