تعرف على "التحريض على الفسق" المتهمة بها هدير الهادي وعقوبته في الشرع
آمنة نصير: القانون وافق الشرع في حبس من يروّج للفسق والفجور
هدير الهادي
منذ أن قررت النيابة العامة، إحالة هدير الهادي «فتاة التيك توك»، إلى المحاكمة الجنائية في التهم المنسوبة إليها بالاعتداء على قيم المجتمع ومخالفة الآداب العامة بنشر فيديوهات تخدش الحياء العام، والتحريض على الفسق والفجور، بعد التحقيقات التي جرت معها خلال الفترة الماضية، أثيرت تساؤلات حول عقوبة الشريعة الإسلامية في مثل هذه القضايا، ومعاني الفسق والفجور الواردة في لائحة الاتهامات.
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن التحريض على الفسق والفجور، جريمة في نظر الشرع مثلما أنها جريمة في نظر القانون، ولا تختلف العقوبة الشرعية عن القانونية في شيء، فالجرم الذي لم يبلغ حد إقامة الحدود الشرعية، يقضي فيه الشرع بالتعزير، واختلف الفقهاء في مقدار التعزير والراجح أنه يكون بحسب المصلحة وعلى قدر الجريمة، فيجتهد فيه ولي الأمر، وقد لجأ القضاء قديما للحبس تعزيرا والضرب عددا مختلفا من الأسواط، ونحن الآن في القانون نتبع عقوبة الحبس تعزيرا، فالقانون المصري يوافق الشرع بشكل كامل في حبس من يروج للفسق والفجور.
وأضافت أنه ورد الحكم بالتعزير عن الفقهاء والقضاة في التاريخ الإسلامي في أفعال كثيرة، لا تختلف كثيرا عما نعيشه في حياتنا، منها نشر البدع والخرافات والأباطيل، والدعوة إلى الفسق والفجور والانحلال وتحريض الشباب على ذلك بنشر الأفلام الخليعة والصور الجنسية الفاضحة، والمتاجرة في الممنوعات بكل أشكالها وأنواعها، وشهادة الزور، وكذا الرشوة والغش.
وحول الفرق بين الفسق والفجور في المعني، قال عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الفسق يغلب استعماله في كبائر الذنوب، كالسرقة وأكل الربا والزنا ونحو ذلك، وأما الفجور فيغلب استعماله في كبائر الذنوب أيضا، ولكنه كثيرا ما يخص إطلاقه على الإكثار من الكبائر والاستهتار بها والانطلاق فيها، أو بالكبائر الأشد شناعة، التي يستنكرها كل عاقل حتى لو لم يكن مسلما، كاللواط، وزنا المحارم، والبهتان، والتنكيل في القتل، واليمين الغموس، فالفجور أشنع من الفسق.
وأضاف، قد فرق أبوهلال العسكري بين الفسق والفجور بالقول إن الفسق هو الخروج من طاعة الله بكبيرة، بينما الفجور هو الانبعاث في المعاصي، والتوسع فيها واستعمال الفجور يخص بالزنا واللواط وما أشبه ذلك.