صدفة تسقط قاتل ابنته بعد عام على الجريمة: ابنه سلمه "تسليم أهالي"
التحريات: الابن حكى التفاصيل لعجوز أمام مسجد السيدة زينب
صورة ارشيفية
بعد عام من مقتل فتاة وتقطيع جثة إلى نصفين وحفظ القضية، كشفت مصادفة تفاصيل تلك الجريمة البشعة، وأن الأب والذي يعمل محام هو من قتل ابنته.
الشاهد الوحيد كان الابن والذي جمعه القدر بسيدة عجوز حكى لها تفاصيل الجريمة.
جلس الطفل الذي لم يبلغ عامه الـ14، بجوار مسجد السيدة زينب يحكي قصة قتل شقيقته على يد والده وأمه، وقال الصبي للسيدة العجوز إن والده قتل أخته وقطعها إلى نصفين، وحاول إيهامهم أنها تعالج في مستشفى للأمراض العقلية، "أنا أبويا محامي كبير في العمرانية، وقتل أختي علشان خلتني رميت 200 ألف جنيه في الزبالة".
استمعت السيدة لرواية الصبي واصطحبته إلى قسم شرطة السيدة زينب، وطلبت من ضابط المباحث الاستماع إلى روايته، وبعدها جرى تشكيل فريق من ضباط المباحث القاهرة بالتنسيق مع مباحث الجيزة.
وأكدت التحريات صحة رواية الابن حول مقتل شقيقته، وإن والدتهما كانت تعمل محفظة قران وتزوجت من اخر.
المباحث تستجوب الأم
استدعى رجال المباحث والدة المجني عليها، وسألوها عن ابنتها فأبلغتهم أنها لا تعرف شيئا عنها، ومقيمة بصحبة والدها بالعمرانية بشقة مفروشة بجوار قسم شرطة العمرانية، لافتة إلى أن طليقها متزوج من أخرى ويعيش بصحبة أولادها معه.
المحامي.. قاتل ابنته
توجه فريق من ضباط المباحث، ضم العقيد محمد الصغير مفتش المباحث قطاع الغرب إلى موقع الجريمة، وجرى ضبط الأب.
وبمناقشة الأب وسؤاله عن ابنته، قال إنه لا يعرف أين هي مؤكدا أنها خرجت ولم تعد، وبمناقشته مرة أخرى اعترف بقتل ابنته وإلقاء جثتها في المنطقة الجبلية بمحور الضبعة.
النيابة العامة تكشف التفاصيل
تلقت النيابة العامة إخطارًا في الرابع والعشرين من شَهرِ إبريل عام 2019، بالعثور على جزء سُفليٍّ من جثمان أنثى ملقى بشارع (عمر بن الخطاب) بالطالبية، ثم العثور على أشلاء أخرى أسفل (محور الضبعة) بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، فانتقلت وناظرت الأشلاء في المنطقتين، وانتدبت خبراء مصلحة الطب الشرعي لمضاهاة البصمة الوراثية بينها، فأثبت تقرير المصلحة أنها جميعًا لجثمان أنثى واحدة بِكر.
ولم تتمكن تحريات الشرطة وقتئذٍ من التوصل إلى ملابسات الواقعة أو تحديد هوية المجني عليها، حفظت "النيابة العامة" الدعوى بأمر أَن لَا وجْهَ لإقامتها؛ لعدم معرفة الفاعل، مع تكليف الشرطة بموالاة البحث والتحري لتحديده.
ولظهور أدلة جديدة في الدعوى، أمرت النيابة العامة بإلغاء الأمر بأن لا وجهَ الصادر فيها، واستئناف التحقيقات؛ حيث تمكنت تحريات الشرطة في الثالث والعشرين من شهر أغسطس الجاري من تحديد هوية المجني عليها المتوفاة.
وأكدت أن والدها هو مَن قتلها لخلافات بينهما اعتاد خلالها التعدي عليها سبًّا وضربًا، وذلك بعد أن أبلغت سيدةٌ عن عثورها على شقيق المجني عليها خلال شروعه في العمل بائعًا متجولًا بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، والذي أعلمها -بعدما اطمئن إليها- أن والده قتل شقيقته.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة، عن أن المجني عليها بعدما انفصل والداها -منذ سنوات- أقامت مع والدتها حتى تزوجت الأخيرة بآخر، فانتقلت للإقامة مع والدها وشقيقيها، ونشبت خلافات بينها وبين زوجة والدها، فأخذت المجني عليها مبلغًا نقديًّا كبيرًا من مسكن والدها سلمته إلى شقيقها في كيس وأوهمته أنه يحوي قمامة فألقاه، وقد كان قصدها من ذلك الانتقام من سوء معاملتها، فعلم والدها بذلك فقتلها، ثم ادعى لشقيقيها إيداعَها مستشفى الأمراض العقلية لإصابتها بآفة عقلية، ولكنَّ أحد الصبيَّيْنِ لم يطمئن لهذا الادعاء ففرَّ هاربًا من والده حتى لاقته سيدة اطمأن إليها وأبلغها بالواقعة، فأبلغا الشرطة التي أجرت تحرياتها وكشفت ملابسات الحادث.
وسألت النيابة العامة الصبيين اللذين أكدا ارتكابَ والدهما وزوجته الجريمة، وقد أمرت النيابة العامة بضبط المتهم وزوجته، فضُبط الأول وأقرَّ في التحقيقات بارتكابه واقعة قتل ابنته على إثر خلاف بينهما لإلقاء ابنته مبلغًا كبيرًا في القمامة، وأنه ألقى بأشلاء جثمانها في أماكن متفرقة في محاولة لإخفاء جريمته، ثم حاول التودد إلى ابنيه حتى لا يفضحا أمره، ولكن أحدهما فرَّ منه، وفُضح أمره من بعد.
وقد حاكى المتهم كيفية ارتكابه الجريمة خلال معاينة تصويرية أجرتها النيابة العامة بمسرح الحادث، وكذا تطابقت أقوال الابن الأخير للمتهم مع أقوال شقيقه بشأن الواقعة.
وقد أمرت النيابة العامة بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وإيداع ابنيه إحدى دور الرعاية الاجتماعية، وجارٍ استكمال التحقيقات.