أحد أبطال الجيش الأبيض لـ"الوطن": تأثرت بحالة شاب مشلول تخلت عنه أسرته
أشرف: عائلة الشاب خافت من العدوى وتدخلنا لإحضار مستلزماته
ارشيفية
"لن أنسى مشهد شاب مصاب بشلل نصفي نتيجة جلطة، وفي ذات التوقيت مصاب بكورونا، وللأسف لم تتعامل أسرته معه بالشكل المناسب، وتواصلنا مع ذويه كثيرا ليحضروا له بعض مستلزماته الشخصية، كان مش عارف يتعامل معنا إزاي عشان ناخد منه العينة الخاصة بالمسحة"، بتلك الكلمات بدأ أشرف السيد 32 عاما خريج معهد فني صحي، ويعمل كفني معمل بمستشفى حميات دمياط المخصصة لعزل حالات الإصابة بفيروس كورونا حديثه إلى "الوطن".
يقول "أشرف"، "بدأت العمل بالمستشفى قبل 10 سنوات، وتحديدا عام 2010، في بداية عملى بالعزل مع حالات كورونا كنت قلقان من نقلى العدوى لأفراد أسرتي، لكن مع اتباعنا التعليمات الخاصة بالوقاية وتوفير المستلزمات لنا، سارت الأمور على ما يرام"، مشيرا إلى أن عددا من الحالات المصابة يصابون بانهيار نفسي خشية انتقال العدوى لأسرهم أو عدم تماثلهم للشفاء.
يتذكر "أشرف" أصعب المواقف التي شاهدها خلال فترة عمله بالعزل والتي تمثلت في وصول مصاب بشلل نصفى نتيجة جلطة فكان غير قادر على خدمة نفسه علاوة على ترك أهله له خائفين على أنفسهم من العدوى حال تعاملهم معه لدرجة تدخلنا وزميلة لنا من التمريض تواصلت مع أسرته ليأتوا له ببعض المستلزمات الشخصية بعدما تواصل هو معهم وتأخروا عليه لذا كان لزاما علينا التدخل.
ويردف "أشرف" قائلا: "بالطبع أسرتي كانت خائفة علي حينما بدأت العمل في العزل مع حالات كورونا خاصة وأنني أب لطفل صغير، ولكنني طمأنتهم بأننا نرتدي ملابس وقائية"، مشيرا إلى أنه بات أكثر التزاما بارتداء الملابس الوقائية والنظافة الشخصية".
ويضيف "للأسف هناك حالة استهتار في الشوارع من قبل المواطنين، وكأنهم لا يعلمون إلى أين سنصل حال استمرارهم في عدم الالتزام بالتباعد وارتداء الكمامات، فللأسف مع إلغاء الحظر لم يعد هناك التزام بالإجراءات الوقائية والمواطنون يرتدون الكمامة بشكل خاطئ، مما قد يتسبب في زيادة عدد الإصابات حال عدم ارتداء لكونهم ينقلون العدوى لأسرهم فعلى سبيل المثال البعض يطبق الكمامة ويضعها في جيبه بعد ارتدائها ليدخل بها المنزل ويتسبب ذلك في نقل العدوى لأفراد أسرته، لأن الكمامة ستكون حاملة للميكروبات".
هذا وطالب "أشرف"، المواطنين بالخوف على أنفسهم والحفاظ على أسرهم مشيرا إلى أهمية التزام المصابين بعد خروجهم من العزل بالعزل المنزلى لمدة 14 يوما، حتى يتم الاطمئنان من عدم الإصابة مجددا والتعافى التام، مختتما حديثه "الأطقم الطبية أجرها عند ربنا عما تبذله من مجهود ضخم في تلك الظروف التي تمر بها بلدان العالم في مواجهة فيروس كورونا".