"رسب فيها بالثانوية".. حكاية مصطفى السيد أشهر عالم مصري في الكيمياء
موت زوجته بسرطان الثدي دفعه للقيام بأبحاثٍ في مجال معالجة الأورام
حكاية مصطفى السيد أشهر عالم مصري في الكيمياء مع الثانوية
ساعات قليلة تفصل طلاب الثانوية العامة عن سماع نتيجة عام 0202، والتي أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن إعلانها، اليوم الثلاثاء الموافق 4 أغسطس، والكشف عن أسماء الأوائل، ثم يتم إتاحتها للطلاب في المدارس يوم الأربعاء الموافق 5 أغسطس.
دائمًا ما يتم ربط مجموع الثانوية العامة بمستقبل الطالب وحياته، أو إخفاقه في إحدى المواد بأن يبتعد عنها في مجال عمله، وهو ما عكسته الكثير من النماذج، أبرزها الدكتور مصطفى السيد عالم الفيزياء والكيمياء المصري.
ويعد مصطفى السيد واحدا من أهم علماء العالم، والذي يخوض حربا شرسة مع تلاميذه في مصر وأمريكا، ضد مرض السرطان اللعين، العدو الحقيقي الذي يطالب تلاميذه أن يتحدوا جميعا لمحاربته.
يعتبر العالم المصري واحدا من أفضل 5 علماء في الكيمياء على مستوى العالم، وأول مصري وعربي يفوز بقلادة العلوم الوطنية والفائز أخيرًا بأعلى وسام دولي في الكيمياء، وللمفارقة أنه رسب في الكيمياء مسبقًا.
حكى "السيد" في لقاء تليفزيوني سابق له أنه رسب مرة واحدة في حياته في الصف الثاني الثانوي، في مادة الكيمياء، قبل أن يصبح أحد أكبر علماء العالم فيها، وعلل سبب الرسوب أنه كان لانشغاله بزواج شقيقته قبل الامتحان، وثقته بأنه سيستطيع التعويض، لكنه كان مخطئا.
تخرج العالم الكيميائي، عام 1953، وكان الأول على دفعته، وأصبح معيدًا في كلية العلوم بجامعة عين شمس، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1954 لاستكمال دراسته، وعمل مدرسا في عدة جامعات أمريكية مثل هارفارد وييل ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.
موت زوجته بسرطان الثدي، دفعه للقيام بأبحاثٍ في مجال معالجة الأورام، فاقترح تجاربًا لعلاج السرطان بالذهب عن طريق حقن جزيئاتٍ نانوية من الذهب بفئرانٍ مصابة أو تحت المجهر، وتوليد الحرارة منها عن طريق الضوء.
نال العديد من الجوائز والأوسمة المرموقة لجهوده مثل، جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في 1990، وجائزة إرفينغ لانغموير عام 2002، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى في 2009، ودكتوراه فخرية من جامعة المنصورة في 2009، والدكتوراه الفخرية من جامعة بني سويف في 2010. كما نال زمالة الجمعية الأمريكية الفيزيائية وجائزة تولمان وزمالة غوغنهايم.
استطاع "السيد"، إثبات أن نتيجة الثانوية العامة ليست هي نهاية المطاف، كما أنها ليست المعيار الوحيد للنجاح، ليترك رسالة للأجيال القادمة، بأن إيمان كل شخص بنفسه أقوى من امتحانات الثانوية ونتائجها، وبإمكان كل شخص منهم أن يثبت ذاته في أي مجال حتى لو رسب فيه في الثانوية.